الموضوع الأصلى من هنا: http://bayt.el-emarat.com/#99901#post1545092
كنّا قد حذرنا المسلمين من قبل من مغبّة القبول بتنازلات، ومن خطر الركون إلى قوانين الدول الغربية التي تهدف إلى القضاء على الإسلام كعقيدة ونظام وسلوك. فقد قلنا أيام منع الخمار، إنّ السكوت عن هذا القانون سي*** معه قوانين أخرى، وإنّ الغرب يسلك معنا نحن المسلمين سياسة التدرّج في محو الهويّة الإسلامية.
وها هي فرنسا، تقود حملة شرسة على النقاب، وتسعى لمنعه كما منعت من قبله الخمار. إلا أنّ منع النقاب هذه المرّة أعظم خطرا من شمنع الخمار تلك المرّة؛ ذلك أنّ الحديث عن منع الخمار كان يتعلّق بالمظاهر الإسلامية في المؤسسات الحكومية، وأمّا الحديث اليوم عن منع النقاب فيتعلّق بمنع هذا المظهر الإسلامي من الأماكن العامة أي من المجتمع ككل. وهذا يعني أن فرنسا، وبعد أن قضت على المظاهر الإسلامية من مؤسساتها الحكومية واطمأنت لردّ فعل المسلمين السلبي، تعتزم هذه المرّة منع المظاهر الإسلامية في المجتمع.
أيّها المسلمون في بلاد الغرب،
إذا نجحت فرنسا في منع الخمار بحجة أنّه مظهر من مظاهر الأصولية التي لا يقبلها المجتمع الفرنسي، فمعنى ذلك أنّها ستمنع غيره من مظاهر؛ فستمنع الخمار كلّية، وستمنع اللحى، ثمّ الأعياد والأضحية والمآذن والمساجد وغير ذلك مما له علاقة بالإسلام.
وإذا نجحت فرنسا في سياستها هذه، فمعنى ذلك أنّ أوروبا كلّها ستسير على نهجها وتطبّق سياستها.
وإذا حدث هذا، فقولوا: على المسلمين في الغرب السلام.
أيّها المسلمون في بلاد الغرب،
إنّ حكامكم وعلماء السلاطين أجبن من أن يقفوا في وجه فرنسا وقوانينها الجائرة، لذلك ندعوكم أنتم لنصرة قضيتكم: فلا تقبلوا بهذا الظلم، وتحركوا أفرادا وجماعات لرفض هذه القوانين وللدفاع عن دينكم وفق شتى الأساليب والوسائل المشروعة.
واعلموا أنّ الله معكم ولن يتركم أعمالكم وأنه يدافع عن الذين آمنوا. قال تعالى: {وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ}.