تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » أنا نبيُّ الرحمة ؟؟

أنا نبيُّ الرحمة ؟؟ 2024.

أنا نبيُّ الرحمة .. ؟؟
ما أحوج المسلمين بل البشرية في عصرنا لإدراك معنى الرحمة الشامل لبعثة نبينا كما قال الله عز وجل: (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) وذلك لينطلقوا منقذين للبشرية من معاناتها ومن مادية المدنية الغربية الجامحة والقاسية. وقد صح عن نبينا نفسِه قوله: «أنا نبيُّ الرحمة»، وهو جزء من حديث أخرجه الإمام مسلم في صحيحه (ح2355)، في كتاب الفضائل، باب في أسمائه ، عن أبي موسى الأشعري، وقد انفرد به مسلم دون الخمسة الباقين. ورواه أحمد في مسنده (ح19525). وورد عن صحابة آخرين.

وفي هذا الباب حديث: «إنما بُعثتُ رحمة» رواه أيضاً الإمام مسلم (ح2599)، في كتاب الأدب عن أبي هريرة رضي الله عنه, وحديث: «يا أيها الناس إنما أنا رحمةٌ مُهْداة» أخرجه الحاكم في «المستدرك»1: 35 وصححه على شرط البخاري ومسلم، وووافقه الإمام الذهبي، وعزاه الهَيْثمي في «مجمع الزوائد» 257:1 إلى البزّار والطبراني في «الصغير» و «الأوسط» وقال: رجال البزّار رجال الصحيح، ورواه الحافظ القاضي أبو محمد الرامَهُرْمُزي في كتابه « أمثال الحديث» المروية عن النبي .

وقال الرامهرمزي بعد روايته: واتفقت ألفاظهم – أي ألفاظ شيوخه الذين روى عنهم الحديث – في ضمّ الميم من قوله «مُهداة» إلا ابن البِرْتي – أحد هؤلاء الشيوخ وكان ثقة فقيهاً عارفاً بالحديث.. زاهداً عابداً كبير القَدْر من أعيان الحنفية متوفَّى 280 هـ – فقد قال: مِهداة بكسر الميم من الهداية، وكان ضابطاً فَهِماً متفوقاً في الفقه واللغة، والذي قاله أجود في الاعتبار لأنه بُعث هادياً كما قال الله عز وجل: {وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم} … ومن رواه بضمّ الميم إنما أراد أن الله أهداه إلى الناس، وهو قريب. انتهى كلام الرامهرمزي وما بين المعترضات توضيح وبيان من كلامي.

بعض الفوائد

الأولى: رحمته خُلُقٌ بارز في شخصيته وسِمَة من سمات دعوته ومقصِدٌ عظيم من مقاصد بعثته حتى قال الله عز وجل له: (وما أرسلناك إلا رحمةً للعالمين). ولفضيلة الشيخ عبد الله سراج الدين رحمه الله بحثٌ ممتع في عشرين صفحة عن رحمته وشمولها لأصناف الناس وسائر المخلوقات في كتابه النافع «سيدنا محمد رسول الله: شمائله الحميدة، خصاله المجيدة».

الثانية: في رواية الإمام أحمد للحديث وفيها زيادة من طريق أحد شيوخه وهي: «ونبيُّ الملحمة» وهي زيادة مهمة ومفيدة تدل مع أختها على توازن هَدْي نبي الإسلام وعلى الحكمة في دينه بوضع كل شيئ في موضعه الصحيح كما قال الله عز وجلّ في صفة النبي وأصحابه: (أشدّاءُ على الكفار رحماءُ بينهم)، وهو كان مجاهداً وحثّ على الجهاد، والجهادُ في دينه ذِروة سَنامه، ومع ذلك فإن المتعمِّق في دراسة دواعي وأهداف هذه الفريضة المباركة يُدرك تماماً أن الجهاد أيضاً رحمة بالناس. وهذه نقطة مهمة وعميقة تحتاج إلى شرح وبسط في غير هذا الموضع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.