تيري تشوزسيك، سيدة أميركية تبلغ من العمر 46 سنة، كانت كلما شربت عبوة من المشروبات الغازية، الخاصة بالحمية (المحلاة ببدائل السكر الصناعية التي رأت النور لأوّل مرّة في العام 1953) تشعر برغبة في إلحاقها بطعام حلو المذاق، مثل الجاتوه أو البسكويت، أو أي منتج حلو آخر. وتقول إنها كانت تشعر دائماً بالجوع، وإنّ المشروبات الغازية الخاصة بالحمية لم تكن تخفف من حدة شهيتها إلى الأكل، بل على العكس، فإن خلو هذه المشروبات من الوحدات الحرارية كان يجعلها تعتقد أنّه لا ضير من تناول طعام آخر معها. وكانت تشرب حوالي 6 عبوات من هذه المشروبات في اليوم، إضافة إلى المنتجات الأخرى التي تحتوي على مواد التحلية الصناعية. وقد أدى كل ذلك إلى زيادة كبيرة في وزنها، إضافة إلى إحساسها بالتعب وإصابتها بآلام الرأس المتكررة. وعندما قصدت أحد مراكز الطب التكاملي بحثاً عن حل لمشكلتها، كانت أوّل نصيحة تلقتها من الخبراء، هي التوقف عن تناول المنتجات المحلاة ببدائل السكر، وإعتماد نظام غذائي صحي لا يستعيض عن الوحدات الحرارية بالمواد الكيميائية. وبعد مرور سنتين على ذلك، تمكنت تيري من التخلص من 20 كيلوغراماً من وزنها، وأصبحت تتوق إلى تناول الفواكه والخضار، ولا تطيق حتى طعم المشروبات الغازية.
والواقع أنّ الأطباء والبحاثة بدأوا يلاحظون منذ سنوات عديدة أنّ الأشخاص الذين يستخدمون بدائل السكر الخالية من الوحدات الحرارية، بهدف التحكم في وزنهم لا يحققون أي نجاح ملحوظ. بل على العكس، فإنّ المعتادين على إحتساء زجاجات كبيرة من المشروبات الغازية الخاصة بالحمية كانوا يعانون صعوبة بالغة في التخلص من وزنهم الزائد. وجاءت نتائج العديد من الدراسات العلمية لتؤكد هذه الملاحظات. فبدائل الأطعمة خفيفة الوحدات الحرارية لا يبدو أنّها تساعد متناوليها على بلوغ درجة الشبع، وهذه الأخيرة شرط ضروري لضمان تناول الطعام باعتدال. وبعبارة أخرى فإنّ إستخدام مواد التحلي الصناعية لا يساعد على تخفيف الوزن على الإطلاق، بل يمكن أن يؤدِّي إلى الإفراط في الأكل والسمنة.
– الحلاوة الزائدة ليست لمصلحتنا:
يقول الأخصائي الأميركي الدكتور ديفيد كاتز، مدير مركز يال – غريفين للأبحاث الوقائية، إنّ الحلاوة تسبب الإدمان، فكلما ارتفعت نسبة الحلاوة في نظامنا الغذائي، ازدادت رغبتنا في تناول الحلويات. وكلما تناولنا المزيد من الحلويات، احتجنا إلى المزيد منها لنشعر بالإكتفاء وبالرضا. والمعروف أن مواد التحلية الصناعية الموجودة في الأسواق، تتمتع بدرجة حلاوة تفوق حلاوة السكر العادي بما يتراوح بين 300 و1200 مرّة. ويعلق كاتز قائلاً إن ما يفعله السكر ليعزز لدينا الولع بالحلويات، تفعله مواد التحلي الصناعية بشكل أقوى، وأكثر فاعلية بكثير.
وفي محاولة لتفسير الزيادة الكبيرة في أعداد البدناء في أميركا خلال الثلاثين سنة المنصرمة، قام البحاثة في جامعة برودو الأميركية بتجارب للكشف عن العلاقة القائمة بين تناول الأطعمة البديلة الخاصة بالحمية وزيادة الوزن، وكانوا يعتبرون إنتشار إستخدام مواد التحلية الصناعية واحداً من العوامل الرئيسية المسببة لظاهرة السمنة. وأظهر هؤلاء البحاثة في دراسة نشرتها "المجلة الدولية للبدانة"، أنّ الفئران التي خضت لمدة 10 أيام ل****** غذائي يحتوي على سوائل محلاة بالسكر، وأخرى محلاة بمواد التحلية الصناعية، ثمّ قدمت لها أطعمتها المعهودة، تناولت من هذه الأخيرة كمية تفوق ما تناولته الفئران التي كان ******ها الغذائي يحتوي على سوائل محلاة بالسكر فقط. وقد استنتج البحاثة أن مواد التحلية الصناعية تعمل بشكل ما على تعطيل قدرة الجسم على تحديد عدد الوحدات الحرارية التي يتناولها، وهي عملية أساسية للحفاظ على وزن صحي. وقد أجرى البحاثة تجربة مماثلة مستخدمين بدائل الدهون خفيفة الوحدات الحرارية، وحصلوا على النتائج نفسها. وتعلق الدكتورة ماري سافارد، إحدى المشرفات على الدراسة، فتقول إنّ الأطعمة المخصصة للحميات تؤثر سلباً في عملية الأيض وفي كيمياء الدماغ.
من جهة ثانية، من المعروف أنّ الشركات المنتجة للأطعمة المحلاة ببدائل السكر الصناعية، تعمل عادة على التعويض عن نقص السكر بزيادة كمية الدهون، الملح، والمواد الأخرى غير الصحية فيها. وهي تقوم بالشيء نفسه عند إنتاج الأطعمة خفيفة الدهون أو الخالية منها. ولا يؤدي تناول كل هذه المواد غير الصحية المضافة، إلى زيادة في الوزن فحسب، بل يؤثر سلباً في توازن أجسامنا، وفي قدرتها على تحديد كمية الطعام التي تحتاج إليها. فضلاً عن ذلك، فإنّ الكثير من الناس الذين يأكلون المنتجات المحلاة ببدائل السكر الصناعية، يميلون إلى الإفراط في تناولها، لأنّهم يعتقدون خطأ أن عبارة خالية من السكر، تعني أنها خالية من الوحدات الحرارية. فيسمحون لأنفسهم بالمبالغة في أكلها، فيثقلون أجسامهم بالوحدات الحرارية الموجودة في المحتويات الأخرى داخل هذه المنتجات.
– كيف تسهم مواد التحلية الصناعية في زيادة الوزن؟
أظهرت دراسة أميركية شملت أكثر من 8000 امرأة أن وزن اللواتي يتناولن مواد التحلية الصناعية بإنتظام، يزداد سنوياً أكثر من وزن اللواتي لا يتناولنها. واللافت أكثر من ذلك، هو أنّه مع إنتشار مواد التحلي الصناعية، إزداد إستهلاك السكر العادي والأطعمة المحلاة به أيضاً. وبعبارة أخرى، فإنّه كلما ازدادت كمية مواد التحلية الصناعية التي نأكلها، إزداد توقنا إلى الطعام بشكل عام، وإلى الأطعمة الحلوة بشكل خاص، ما يؤكد الاتهام الذي يوجهه الكثيرون إلى بدائل السكر الصناعية، بأنّها مجرّد مواد كيميائية تستخدم "لتقوية الشهية". ويعطي العلماء تفاسير عديدة لهذه الظاهرة أبرزها:
الموضوع الأصلى من هنا: http://bayt.el-emarat.com/#128974#post1815250
1- عرقلة أوالية تنظيم الطاقة في الجسم:
يمتلك الجسم أوالية خاصة تقيس كمية الطاقعة (أو الوحدات الحرارية) التي يحصل عليها بعد تناول وجبة معيّنة. وعندما نحصل على كمية كافية من هذه الطاقة من الطعام الذي أكلناه، يقوم الفم والمعدة والأمعاء والكبد بإطلاق رسائل إلى الدماغ تفيده بأن حاجتها من الطاقة قد استوفيت. فيقوم الجهاز العصبي على أثر ذلك، بإفراز هورمونات تحد وتكبح رغبتنا في تناول الطعام. وبلوغ هذه الدرجة من الإشباع ضرورية لصحتنا الجسدية والنفسية، فمن دونها سنشعر برغبة متواصلة في الأكل، من دون أن نشعر أبداً بالشبع وبالرضا. وإذا تناولنا في إحدى الوجبات طعاماً لا يحتوي إلى على كمية ضئيلة من الطاقة، أو على كمية غير كافية لتلبية حاجتنا منها، فإنّ الجسم سيحاول أن يأكل أكثر في الوجبة التالية، في محاولة للتعويض عن نقص الطاقة الذي حصل في الوجبة السابقة. وفي المقابل، إذا تناولنا وجبة تحتوي على كمية من الطاقة تفوق ما يحتاج إليه الجسم، فإنّه سيعمل على تخفيف الكمية التي يتناولها في الوجبة التالية. فالجسم يحاول دائماً أن يحافظ على مستويات طبيعية ومتوازنة قدر الإمكان، في ما يخص تنظيم الطاقة وتوزيعها. وعندما نحرم أنفسنا من تناول ما يكفي من طعام، أو عندما نفشل في تلبية احتياجات الجسم من الطاقة، فإننا سنسعى بالضرورة إلى تناول المزيد من الطعام في اليوم، أو الأيّام التالية. وإذا تكرر ذلك، فالأرجح أن يؤدي إلى الإفراط المزمن في الأكل.
وبما أنّ مواد التحلية الصناعية هي منتجات خفيفة الطاقة، فإن تناولها لا يمد الجسم بالطاقة المطلوبة. وعندما يجد هذا الأخير نفسه في حالة من نقص الطاقة، يحرك لدينا الرغبة في تناول المزيد من الطعام. فنأكل كميات أكبر منه. وإذا لجأنا إلى تناول المزيد من الأطعمة المحلاة بهذه المواد فإننا سنثقل جهازنا الهضمي بها. وبما أنّ الجسم غير قادر على هضم وإمتصاص هذه المواد الصناعية بشكل جيِّد، فإنّ يحول الأطعمة التي تحتوي عليها إلى دهون وفضلات، تتراكم في مجاري الجهازين اللمفاوي، والهضمي والأوعية الدموية. والواقع أن إستخدام هذه المنتجات خفيفة الطاقة لحفز الشهية، معروف ومعمول به في شركات إنتاج المواد الغذائية وفي مزارع تربية المواشي والدواجن. فأعلاف الحيوانات تحتوي على نسبة عالية من مواد التحلية الصناعية التي تقوي شهية الحيوانات، ما يدفعها إلى تناول المزيد من الطعام، فتنمو وتسمن بسرعة. وتنطبق الأوالية نفسها على الناس، بمن فيهم الأطفال. فقد أظهر تقرير صادر عن جامعة البيرتا الكندية في العام 2024، أنّ الأطفال الذين يأكلون أطعمة خاصة بالحميات، عوضاً على الأطعمة العادية، يمكن أن يعانوا ظاهرة الإفراط في الأكل والبدانة عندما يكبرون. ويعلق البروفيسور ديفيد بيرس الذي أشرف على الدراسة، فيقول إنّ إعتماد الأطفال نظاماً غذائياً صحياً متوازناً، يحتوي على ما يكفي من الوحدات الحرارية المناسبة لأنشطتهم اليومية، أفضل من تناولهم وجبات خفيفة الوحدات الحرارية.
2- خداع الدماغ:
منذ القدم والدماغ يربط بشكل بديهي بين المذاق الحلو والوحدات الحرارية. وعندما نأكل طعاماً حلوا، يفترض دماغنا أننا حصلنا معه على قدر كبير من الوحدات الحرارية. فيطلق رسائل تقضي بالحد من تناول الأطعمة الأخرى، أو بالتوقف عن الأكل في وقت مبكر. فالحلاوة = وحدات حرارية = التوقف عن الأكل. أمّا عندما نتناول مواد التحلية الصناعية، التي تتمتع بالمذاق الحلو، لكنها لا تحتوي على أية وحدات حرارية، فإن ذلك يؤدي إلى إرباك الدماغ، لأن هذه المنتجات لا تمدنا بالطاقة التي كنا نتوقعها، والتي "وعدنا" بها مذاقها الحلو. ويحدث نتيجة هذا الإرتباك أن نفشل في تحديد كمية الطعام المناسبة، التي علينا أن نتناولها للحفاظ على وزن صحي. فضلاً عن ذلك، فإننا سنسعى إلى تناول المزيد من الطعام تعويضاً عن الوحدات الحرارية، التي كنا نتوقعها ولم نحصل عليها عند تناول الأطعمة المحلاة ببدائل السكر الصناعية.
من جهة ثانية، وفي محاولة للكشف عن تأثيرات مواد التحلية الصناعية في الدماغ، أجرى البحاثة في جامعة كولورادو الأميركية تجربة على مجموعتين من النساء، قدمت للمجموعة الأولى مشروبات تحتوي على سكر طبيعي، وللمجموعة الثانية مشروبات تحتوي على مواد تحلية في كل مشروب. وتبين من خلال مراقبة نشاط أدمغتهنّ، أنّ السكر يحفز ويستثير مناطق دماغية مسؤولة عن الإحساس بالسعادة، أكثر بكثير مما تفعل مواد التحلية الصناعية. وقد تم تسجيل هذا الفارق، على الرغم من أنّ النساء لم يكن قادرات على التعرف إلى طبيعة المذاق الحلو في مشروباتهنّ. وبعبارة أخرى، فإننا حتى عندما لا نكون قادرين على التفريق بين السكر ومواد التحلية الصناعية، فإن دماغنا يعرف الفرق. وقد تبين أن بدائل السكر لا توفر لنا مستويات الرضا والسعادة نفسها التي يمنحنا إياها السكر. وهذا قد يقود الناس بالتالي إلى البحث عن الإشباع بتناول كميات كبيرة من أطعمة أخرى.
3- خداع الجسم:
السكر الذي يمنح الأطعمة الطبيعية طعمها الحلو، قادر على الانتقال بسرعة عبر جدران المعدة، فهو يبلغ مجرى الدم في غضون بضع دقائق من تناوله. والجسم مبرمج للحفاظ على توازن مستويات سكر الدم، ذلك أن ارتفاعها الكبير أو انخفاضها الكبير يشكل خطراً على الصحة. وهو يقوم بضبط مستويات سكر الدم بشكل أوتوماتيكي عبر أواليات انعكاسية بسيطة. فعندما يلامس السكر بحلاوته براعم الذوق في اللسان، يتلقى البنكرياس أوتوماتيكياً أمراً بإفراز الأنسولين الضروري لإيصال هذا السكر إلى الخلايا. وعندما نتناول مواد التحلية الصناعية، يستجيب الجسم بشكل طبيعي لمذاقها الحلو. ويقوم البنكرياس بعمله المعتاد، فيفرز كمية من الأنسولين تنساب في مجرى الدم بحثاً عن السكر المتوقع، فلا تجد إلا مزيجاً من البروتينات المركبة. وفي غياب السكر المتوقع، يعمل الأنسولين على إزالة بعض من السكر الموجود أصلاً في الدم قبل تناول مواد التحلية الصناعية. ويؤدي ذلك إلى انخفاض في مستويات سكر الدم، ما يدفع الجسم إلى إطلاق إشارات الجوع. وتتحول هذه الأخيرة إلى توق مفاجىء وشديد إلى تناول الأطعمة الغنية بالسكر، وذلك بعد أن عجزت الأطعمة المحلاة ببدائل السكر الصناعية عن تلبية حاجة الجسم إلى رفع مستويات سكر الدم. يمكن القول إذن إننا عندما نلجأ إلى تناول مواد التحلية الصناعية، رغبة في تفادي الوحدات الحرارية الموجودة في السكر الطبيعي، فإننا نعمل بشكل غير طبيعي على تقوية شهيتنا وزيادة حاجتنا إلى المزيد من الأطعمة حلوة المذاق. وإذا لجأنا إلى تلبية حاجتنا هذه، عن طريق تناول المزيد من الأطعمة المحلاة بالمواد الصناعية (أي الخالية من الوحدات الحرارية) فإن التوق إلى الطعام سيشتد أكثر من ذي قبل وسنبدأ في الإفراط في الأكل. والحقيقة أن البحاثة وجدوا أن التوق إلى تناول المزيد من الطعام، بعد تناول المواد التحلية الصناعية في أحد المشروبات، يمكن أن يدوم لمدة تصل إلى ساعة ونصف الساعة، حتى ولو أظهرت كل اختبارات الدم نتائج طبيعية.
الموضوع الأصلى من هنا: http://bayt.el-emarat.com/#showthread.php?p=1815250
وتصبح هذه الحالة أكثر خطورة عندما يتلقى الجسم مواد التحلية الصناعية بشكل منتظم. فبما أن هذه الاخيرة تستثير باستمرار براعم الذوق المسؤولة عن تقصي السكر، فإن الدماغ يظل تقريباً في حالة استنفار دائمة تحثنا على الأكل. وفي الوقت نفسه فإن الكبد يتلقى أوامر من الدماغ للتمسك بمخزون السكر عوضاً عن إطلاقه، ما يؤدي إلى ظاهرة التعب المزمن. أما البنكرياس الذي افترض خطأ أن هناك سكراً حقيقياً ينساب في مجرى الدم، فسينتهي به الأمر إلى التيقن من أنه ضحية خدعة. لذلك فإنه يخفف إفرازاته من الأنسولين. وقد يعتقد البعض أن هذا يحل المشكلة، لكن الجسم يتسجيب لهذه الوضعية بالاكتئاب.
مواد التحلية الصناعية تسيب البدانة، الاكتئاب وتلحق أضراراً بالدماغ:
من المعروف أن السكر يحسّن المزاج لفترات قصيرة من الوقت. وبمساعدة الأنسولين، يعمل السكر على زيادة إفرازات السيروتونين في الدماغ. والسيروتونين هو واحد من الناقلات العصبية المسؤولة عن الإحساس بالسعادة. وعندما يتعطل أو يتراجع إفراز الأنسولين تهبط المعنويات ويخفت الإحساس بالسعادة. وتكون الطريقة الوحيدة للخروج من هذه الحالة هي تناول السكر، وذلك كي يتمكن الجسم من إفراز الأنسولين من جديد.
وشركات إنتاج المواد الغذائية تعرف جيداً، أنه كلما تناولنا المزيد من الأطعمة والمشروبات المحلاة ببدائل السكر الصناعية، ازدادت حاجتنا أيضاً إلى منتجاتها التي تحتوي على السكر الطبيعي. فالأطعمة والمشروبات الخاصة بالحميات لم تسهم في زيادة هائلة في استهلاك السكر وفي انتشار البدانة فحسب، بل أدت أيضاً إلى انتشار الاكتئاب. فقد أظهرت الإحصاءات أن نسبة كبيرة من الأشخاص الذين يعانون الاكتئاب، هم من الذين يتناولون مواد التحلية الصناعية بانتظام. وعندما يتوقف هؤلاء عن تناول الأطعمة والمشروبات الخاصة بالحمية يستعيدون حالتهم المزاجية الطبيعية، ويتخلصون من وزنهم الزائد أيضاً.
وإلى جانب التسبب في السمنة والاكتئاب، يقول الأخصائي الأميركي في العلاجات الطبيعية أندرياس موريتز، إن بعض الدراسات تبين أن هناك علاقة بين تناول مواد التحلية الصناعية والإصابة بالأرق، آلام الرأس، الدوخة، ضعف الذاكرة، الغثيان والعديد من الاضطرابات الذهنية والبدنية الأخرى.
وعلى الرغم من أن أنصار مواد التحلية الصناعية، لا يزالون يؤكدون أن التجارب التي أجريت لا تكفي، لتأكيد كل هذه التأثيرات السلبية التي تنسب إليها، إلا أن العديد من الخبراء ينصحوننا باختيار الطريق الأسلم، وبالامتناع عن تناولها، على الأقل لكونها مواد غير طبيعية. ويُستحسن إذن، في المرة المقبلة التي نشعر فيها برغبة في احتساء المشروبات الغازية، المحلاة بهذه المواد الصناعية، أن نمتنع عن ذلك، ونستعيض عنها بالماء، أو بالشاي، أو بعصير الفواكه الطازجة.
تسلم بو غالب