تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » " المرء مع من أحب "

" المرء مع من أحب " 2024.

  • بواسطة

" المرء مع من أحب "


بـســم الله الـــرحـمــن الرحيـــــم

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : قال رسول الله

صلى الله عليه وسلم " المرء مع من أحب " (1)

" المرء مع من أحب " هذا الحديث فيه الحث على قوة محبة

الرســل ، واتباعهم بحسب مراتبهم ، والتحذير مـــن محبــة

ضدهم، فإن المحبة دليل على قوة اتصال المحب بمن يحبه ،

ومناسبته لأخلاقه، اقتدائه به، فهي دليل على وجود ذلك ،

وهي أيضا باعثة على ذلك .

وأيضــا مــن أحب الله تعالى ، فـــإن نفـس محبته مـن أعظم

ما يقربه إلى الله ، فــإن الله تعـــالى شكور ، يعطي المتقرب

أعظم – بأضعاف مضاعفة – مما بذل ، ومـــن شكره تعالى :

أن يلحقه بمن أحب ، وإن قصر عمله ، قــال تعــالى ( وَمَن

يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ

النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ

رَفِيقاً ) النساء : 69

ولهذا قال أنس" ما فرحنا بشيء فرحنا بقوله صلى الله عليه

وسلم " المرء مع من أحب " قـال : فأنا أحب رسول الله ،

وأبا بكر ، وعمر ، فأرجو أن أكون معهم " .

وقــال تـعـــالـى ( جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ

وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ ) الرعـد : 23 . وقـال سبحانه ( وَالَّذِينَ

آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم

مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ ) . الطور : 21 .

وهــذا مشاهد مجرب إذا أحب العبد أهل الخير رأيته منضما

إليهــم ، حريصا على أن يكون مثلهم ، وإذا أحب أهل الشر

انضم إليهم ، وعمل بأعمالهم .

وقال صلى الله عليه وسلم " الرجل على دين خليله فلينظر

أحدكم من يخالل "(2) ، و " مَثَلُ الجليسِ الصَّالحِ والسَّوءِ ،

كحاملِ المسكِ ونافخِ الكيرِ ، فحاملُ المسكِ : إمَّا أن يُحذِيَكَ ،

وإمَّا أن تبتاعَ منهُ ، وإمَّا أن تجدَ منــهُ ريحًا طيِّبةً ، ونافخُ

الكيرِ : إمَّا أن يحرِقَ ثيابَكَ وإمَّا أن تجدَ ريحًا خبيثةً"(3)

وإذا كــان هـذا في محبة الخلق فيما بينهم ، فكيف بمن أحب

الله ، وقــــدم محبته وخشيته على كل شيء ؟ فإنه مع الله ،

وقد حصل له القرب الكامل منه ، وهو قرب المحبين ، وكان

الله معه . فـ ( إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ )

النحل : 128 .

وأعلى أنواع الإحسان محبة الرحيم الكريم الرحمن ، محبة

مقرونة بمعرفته .

فنسأل الله أن يرزقنا حبه ، وحب من يحبه ، وحب العمل

الذي يقرب إلى حبه ، إنه جواد كريم ، وبالله التوفيق .

كتـــــاب : بهجة قــلـــوب الأبرار وقرة عيون الأخيار في شرح
الموضوع الأصلى من هنا: http://bayt.el-emarat.com/#202852#post2039857

جوامع الأخبار(ص173) للشيخ عبد الرحمن السعدي (بتصرف)

…..

(1) أخرجه البخاري في صحيحه ( ك الأدب ، ب علامة الحب في الله

عز و جل ، ص 1189 / ح 6170)

من حديث أبي موسى الأشعري

(2) أخرجه أبو داود في سننه ( ك الأدب ، ب من يؤمر أن يجالس ،

ص 1578 / ح 4833 ) من حديث أبى هريرة ،

وقال الألباني : حسن .

(3) أخرجه البخاري في صحيحه ( ك الذبائح والصيد ،

ب المسك ، ص 1091 / ح 5534 )

من حديث أبي موسى الأشعري


حياك الله

جزاك الله خيرا على الطرح القيم

أسأل الله لكم راحة تملأ أنفسكم ورضى يغمر قلوبكم

وعملاً يرضي ربكم وسعادة تعلوا وجوهكم

ونصراً يقهر عدوكم وذكراً يشغل وقتكم

وعفواً يغسل ذنوبكم و فرجاً يمحوا همومكم

اللهم اجعلنا من ورثة جنتك وأهلا لنعمتك وأسكنا

قصورها برحمتك وارزقنا فردوسك الأعلى

حنانا منك ومنا و إن لم نكن لها أهلا فليس لنا من العمل ما يبلغنا

هذا الأمل إلا حبك وحب رسولك صلى الله عليه وسلم والحمد لله رب

ودمتم على طاعة الرحمن
وعلى طريق الخير نلتقي دوما

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.