تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » الأمانة نفسك التي بين جنبيك والإنسان قبِل حملها في عالم الذر

الأمانة نفسك التي بين جنبيك والإنسان قبِل حملها في عالم الذر 2024.

  • بواسطة

الأمانة نفسك التي بين جنبيك ـ والإنسان قبِل حملها في عالم الذر

لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي بتاريخ: 2024-10-31

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمدٍ الصادق

الوعد الأمين اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة
الموضوع الأصلى من هنا: http://bayt.el-emarat.com/#192632#post2026928

والعلم ، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات .

الله سبحانه وتعالى خلق الخلائق كلها قبل عالم الصور :

أيها الأخوة الكرام … مع الدرس التاسع والأربعين من دروس سورة الأعراف

، ومع الآية الثانية والسبعين بعد المئة ، وهي قوله تعالى :

﴿ وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آَدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ

أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ *

أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آَبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا

فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ * وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾

أيها الأخوة الكرام ، هذه قصة الإنسان ، الله سبحانه وتعالى خلق

الخلائق كلها قبل عالم الصور ، خلقها في عالم الذر ،

والآية التي توضح هذه الحقيقة هي قوله تعالى :

﴿ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ

أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً ﴾

( سورة الأحزاب )

هذه الآية ، والآية التي هي موضوع الدرس تتكاملان لتكونا قصة هذا الإنسان .

القضايا ثلاثة أنواع ؛ إخبارية عقلية و حسية :

1 – دائرة المحسوسات أداة اليقين بها الحواس الخمس :

بادئ ذي بدء : بنص الآية التي تلوتها قبل قليل

﴿ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ ﴾

السماوات ، والأرض ، والجبال تعبير عن كل الخلائق ، الخلائق خلقت

قبل عالم الصور ، أنت لك صورة ، وأنا لي صورة ، والحصان له صورة

، والشمس لها صورة ، هذا العالم اسمه عالم الصور ، وكنا قبل هذا العالم في عالم الذر .


ولكن القضايا الإخبارية ، لابد من أن يكون واضح لديكم أن هناك قضايا عقلية ،

وأن هناك قضايا حسية ، وأن هناك قضايا إخبارية ، كل أمور الدين ،

كل حقائق الدين ، كل أفكار الدين لابدّ من أن تتوزع بين دائرة المحسوسات ،

ودائرة المعقولات ، ودائرة الإخباريات ، فأنا بحواسي الخمس أرى أن هذا كأس ماء ،

وبحواسي الخمس أرى أن هذا مكبر للصوت ، وأن هذا الضوء متألق ،

وأن هذه طاولة ، هذه معرفة حسية ، أدواتها الحواس الخمس ، أو استطالته

، الميكروسكوب استطالة للعين ، ترى بالميكروسكوب دقائق الأشياء ، والتليسكوب

استطالة أيضاً للعين ترى به الكواكب البعيدة ، فكل شيء يُرى ، أو يُسمع

، أو يُلمس ، أو يُشم ، هذه أشياء مادية أداة اليقين بها الحواس الخمس ،

هذه قضية سهلة ، الحواس الخمس أو استطالتها .

لكن هناك قضايا عقلية ، القضايا الأولى الحسية شيء ظهرت عينه ، أداة

اليقين به الحواس الخمس ، هذا الكأس أمامي له وزن ، من بلور صافٍ ، فيها

ماء ، هذه معرفة حسية أداتها الحواس ، المس أو استطالتها

وهذه ليست موضع خلاف إطلاقاً .

لكن الموضوعات الثانية موضوعات حسية ، يا ترى في أسلاك الكهرباء

في هذا المسجد هل تسري فيها الكهرباء ؟ الجواب نعم ، قطعاً ، والدليل :

هذه آثار الكهرباء ، تألق المصابيح ، تكبير الصوت ، عمل المكيفات

، هذه كلها من آثار الكهرباء ، فالكهرباء غابت عنا ذاتها بقيت آثارها ،

هذه معرفة عقلية ، أيضاً هذه المعرفة ليست موضع خلاف إطلاقاً ، هناك

عقل يستدل بالأثر على المؤثر ، وبالنظام على المنظم ، وبالخلق على الخالق

، وبالحكمة على الحكيم ، وبالجمال على الجميل ، وبالقوة على القوي .

فالشيء إذا غابت عينه وبقيت آثاره دليل اليقين به العقل ، لذلك العقل

أصل من أصول المعرفة ، هذا الكون كله مظهر لأسماء الله الحسنى

، وصفاته الفضلى ، ذات الله لا نراها .


﴿ لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ ﴾

( سورة الأنعام الآية : 103 )

2 – دائرة المعقولات أداة اليقين بها العقل :

لكن كل هذا الكون أثر من آثار خالق السماوات والأرض ، فنحن نتعرف

إلى الخالق من خلال خلقه ، وإلى الصانع من خلال صنعته ، وإلى المسير

من خلال تسييره ، وإلى الحكيم من خلال حكمته ، وإلى الجميل من خلال جمال

الكون ، هذه المعرفة الثانية المعرفة العقلية ذات الشيء غابت عنا بقيت آثاره ،

البعرة تدل على البعير ، والأقدام تدل على المسير ، والماء يدل على الغدير ،

أفسماء ذات أبراج ، وأرض ذات فجاج ألا تدلان على الحكيم الخبير ؟

هذه المعرفة العقلية ، أداتها العقل ، طريقها التفكر .

﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ

لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ

فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾

( سورة آل عمران )

هذه المعرفة العقلية ، المعرفة العقلية لابدّ من شيء مادي ، من هذا الشيء

المادي أنثقل إلى صانعه ، هل صنعته متقنة ؟ هل صنعته جميلة ؟ هل صنعته محكمة ؟ وهكذا .

وهذا الموضوع الثاني أيضاً ليس موضع خلاف إطلاقاً .


3 – دائرة الإخباريات أداة اليقين بها الخبر الصادق :

إلا أن الموضوع الثالث ؛ الدائرة الثالثة التي نحن بصددها ، هذه دائرة

لا تخضع للعقل أبداً ، العقل يحتاج إلى شيء مادي يدرسه ، يلاحظه ،

يحلله ، يفحصه ، يختبره ، ثم يحكم على صانعه ، هذا العقل ، أما الموضوع الثالث

، الدائرة الثالثة موضوع آخر ، العقل لا دور به إطلاقاً ، والحواس الخمس لا دور

لها إطلاقاً ، الموضوع الثالث جهة أخبرتنا ، نسميه موضوع إخباري ، أو سمعي فقط .

لذلك هذا الموضوع الثالث تنطلق قيمته من المُخبر ، من هو المُخبر ؟

إذا الله عز وجل أحد أكبر مصادر المعرفة إخبار الله لنا ، الله أخبرنا أنه خلقنا

لجنة عرضها السماوات والأرض ، أخبرنا أن بعد الموت إما في جنة يدوم نعيمها ،

أو في نار لا ينفذ عذابها ، أخبرنا أنه لابدّ من أن نتصل به كي نسعد بقربه

، أمرنا بالصلاة ، والصيام ، والحج ، والزكاة ، نحن في الدين عندنا جانب كبير ،

جانب إخباري ، هذا لا يخضع للعقل أبداً ، وأنصح أخوتنا الشباب ألا تحاوروا أحداً
الموضوع الأصلى من هنا: http://bayt.el-emarat.com/#showthread.php?p=2026928

في الموضوع الثالث ، إلا إذا كان مؤمناً بالله ، إن كان ليس مؤمناً تقول له :

الملائكة ، يقول لك : أين هي ؟ ما الدليل ؟ لا يوجد دليل معك ، دليل ، معك دليل لك

، كمؤمن ، الله أخبرك ، بل إن الذي أخبرك الله به ينبغي أن تأخذه وكأنك تراه .


﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ ﴾

( سورة الفيل )

من منكم رأى هذه الحادثة ؟ ولا واحد ، وأنا معكم ، لكن من المخبر ؟

هو الله عز وجل ، نحن في هذه الآيات لا تخضع للعقل أبداً ، ولا أتمنى عليكم

أن تطرحوا أسئلة حولها موضوع إخباري لا يخضع للعقل أبداً ،

لا للتحليل ، ولا للدرس ، ولا للسؤال .

قبول الإنسان حمل الأمانة و رفض جميع الخلائق ذلك :

أخبرنا ربنا أنه خلقنا في عالم قبل عالم الصور ، وأنه عرض علينا ، وأن

معظم المخلوقات أشفقن منها ، وأن الإنسان قال أنا لها ، وحملها ، وأنه إذا

أدى الأمانة ، لم يكن ظلوماً جهولاً ، أما إذا خان الأمانة :

﴿ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً ﴾

( سورة الأحزاب )

موضوع إخباري ، خلقنا الله عز وجل في عالم الذر ، قبل أن نكون في

عالم الصور وعرض علينا الأمانة ، وجميع الخلائق أبى أن يحملها ، وخاف منها ، وحملها الإنسان .

من حمل الأمانة و أدى ما له و ما عليه دخل الجنة :

الآن لأنك إنسان بحسب هذه الآيات أنت خُلقت في عالم الذر

مع بقية المخلوقات ، فلما عرض الله الأمانة على هذه المخلوقات

﴿ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ ﴾

ولأنك إنسان إذاً أنت قبلت حمل الأمانة ، يجب أن تعرف نفسك ، الإنسان أعلى المخلوقات إطلاقاً .

للتقريب : أب عنده عشرة أولاد ، غني كبير ، قال : كل واحد منكم له

راتب شهري ، ومركبة ، وبيت ، وزوجة ، أما الذي يقبل أن يذهب إلى بلاد بعيدة ،

ويأتي بالدكتوراه في إدارة الأعمال أمنحه هذا المعمل كله ، هناك عرض

، تسع أخوة خافوا ، أريح أن يبقى في بلده ، وله راتب شهري خمسين ألفاً ،

وله زوجة وأولاد ، وسيارة ، أما هذا الأخ العاشر كان طموحاً ، قال أنا لها ،

أرسله أبوه ، إن أتى بالدكتوراه تَمَلّك المعمل كله ، وإن لم يأتِ بها كل أخوته أفضل منه لذلك :


﴿ إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ﴾

( سورة البينة )

أعلى من الملائكة .

﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ ﴾

( سورة البينة )

من هنا قال الإمام علي رضي الله عنه : رُكب الملك من عقل بلا شهوة ،

ورُكب الحيوان من شهوة بلا عقل ، و رُكب الإنسان من كليهما ، فإن سما عقله

على شهوته أصبح فوق الملائكة ، وإن سمت شهوته على عقله أصبح دون الحيوان .

خيروه بين أن يكون طياراً ، تأخذ بالشهر خمسمئة ألف مثلاً ، و بين أن تكون

سائق سيارة على الأرض ، على الأرض القضية سهلة تعطلت تبلغ صاحبها

، تذهب إلى بيتك ، لكن بالطائرة ما في تبلغ صاحبها ، وقد مات جميع ركابها

، خمسمئة ألف مقابل احتمال الموت ، أما على الأرض الاحتمال أقل .


دائرة المرئيات و دائرة المسموعات و دائرة الخواطر :

لذلك الإنسان حينما قبل حمل الأمانة ، فإن لم يحملها أمامه النار

، خالداً فيها أبداً وإن حملها أمامه الجنة .

(( ما لا عين رأتْ ولا أذن سمعتْ ، ولا خطَر على قلبِ بَشَرْ ))

[أخرجه البخاري ومسلم والترمذي عن أبي هريرة ]

ما لا عين رأت ، هذه دائمة ، ولا أذن سمعت ، أوسع بكثير ، أنت زرت القاهرة

، وعمان ، وبيروت ، وباريس ، فقط ، يوجد هنولولو ، هذه أنت ما زرتها ،

لكن تسمع عنها ، يوجد موزنبيق ، هناك دول ، دائرة المرئيات أقل دائرة ،

المسموعات أكبر بكثير ، أما الخواطر لا تنتهي ، قد تقول تصور إنساناً طوله للقمر

، خاطر هذا ، ما له أي ضابط ، فهناك دائرة اسمها دائرة المرئيات .

(( أعْدَدْتُ لعباديَ الصالحين ما لا عين رأتْ ))

[أخرجه البخاري ومسلم والترمذي عن أبي هريرة ]

وهناك دائرة أكبر اسمها دائرة المسموعات ، ولا أذن سمعت ، و دائرة لا تنتهي

دائرة الخواطر ، ولا خطر على قلب بشر ، فإذا الإنسان حمل الأمانة ، وأداها كما

أراد الله ، كان فوق الملائكة ، فوق بكثير ، من هنا يُعد الإنسان أكبر مغامر

، إما إلى جنة يدوم نعيمها ، أو إلى نار لا ينفذ عذابها ، فلذلك

رأى النبي عليه الصلاة والسلام جنازة فقال :

(( مستريح ، أو مُسْتَراح منه ، فقالوا : يا رسول الله ما المستريحُ ، وما المستَراح منه ؟

فقال : العبد المؤمنُ يستريح من نَصَب الدنيا ، والعبد الفاجرُ

يستريح منه العبادُ ، والبلادُ ، والشجر ، والدواب ))

[أخرجه البخاري ومسلم والنسائي ومالك عن أبي قتادة ]

الآن العالم كله ينتظر بفارغ الصبر نهاية ولاية بوش .

(( يستريح منه العبادُ والبلادُ ، والشجر والدواب ))

هذه المشكلة .

الأمانة التي قبلت حملها هي نفسك التي بين جنبيك :

أيها الأخوة ، لأنك من بني البشر أنت في عالم الذر ، قبلت حمل الأمانة ،

لأنك من بني البشر ، ولأنك من بني البشر أنت مهيأ أن تكون فوق الملائكة

، كلام دقيق هذا كلام في صميم العقيدة ، لأنك إنسان أنت مهيأ أن تكون أعلى مخلوق .

الآن ما هي الأمانة ؟


﴿ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ ﴾

ما هي الأمانة ؟ إياكم أن تفهموا الأمانة فهم محدود جداً ، إنسان

أودع معك شيء كأمانة ، ثم طلبه منك ، لا ، القضية عميقة جداً الأمانة في

إجماع العلماء نفسك التي بين جنبيك ، سلمها الله لك ، أودع فيها الشهوات ،

تشتهي المال ، هذه جماد ، لم تقبل حمل الأمانة ، هذه الطاولة لا تشتهي ،

طاولة أنثى ، لا تشتهي تأكل ، اتركها مئة سنة تبقى بمحلها ، ما في حركة

، أما أنت تشتهي أنثى ، تشتهي مالاً ، تشتهي أن تكون كبيراً في نظر الناس

، بمنصب رفيع ، تشتهي زوجة جميلة ، تشتهي بيتاً مريحاً ، تشتهي أموالاً طائلة ،

أموالاً منقولة وغير منقولة ، تشتهي المتعة ، أودع فيك الشهوات ، إله .

﴿ زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ والبنيين وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ

مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ﴾

( سورة آل عمران الآية : 14 )

العقل ميزان الإنسان ليرقى إلى رب السماوات و الأرض :

أودع فيك الشهوات ، أعطاك عقلاً ، هذا العقل ميزان دقيق .

﴿ وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ ﴾
الموضوع الأصلى من هنا: http://bayt.el-emarat.com/#192632#post2026929

( سورة الرحمن )

معك ميزان ، عامل الناس كما تحب أن يعاملوك ، أودع فيك الشهوات لترقى

فيها إلى رب الأرض والسماوات ، تشتهي المرأة ، وقد أمرك الله أن تغض البصر

عنها فتغض البصر عنها وتقول : يا رب احفظني من أن أُفتن .

﴿ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ ﴾

( سورة يوسف الآية : 33 )

أودع فيك شهوة المال ، وهناك دخل حرام ، و دخل حلال ، امتحنك الله .

﴿ وَإِنْ كُنَّا لَمُبْتَلِينَ ﴾

( سورة المؤمنين )

بالشهوات ترقى إلى الله صابراً و شاكراً :

أنت ترقى مرتين ، ترقى مرة حينما تقول إن أخاف الله رب العالمين ، ترقى

صابراً وترقى شاكراً ، تزوجت الله هيأ لك زوجة صالحة جميلة ، فإذا ملأت عينيك

الموضوع الأصلى من هنا: http://bayt.el-emarat.com/#showthread.php?p=2026929
من محاسنها ، لك أجر ، هذه هدية من الله ، ترقى إلى الله هنا شاكراً ، وإذا مرت

امرأة لا تحل لك ترقى إلى الله صابراً ، ترقى بالشهوة مرتين ، لك معاش محدود ،

اشتريت الطعام ، والشراب ، أكلت أنت وأولادك ، يا رب لك الحمد ، وهناك

طريق غير مشروع ممكن تهرب مخدرات ، تربح ألف ضعف ، من مكان زراعتها

إلى مكان بيعها يوجد ألف ضعف ، يقول لك : أغنى الأغنياء في العالم تجار مخدرات ،

امتحنك ، المال محبب ، إما أن تكسبه حلالاً لكن لا يكون كثيراً جداً هناك جهد ،

أو أن تكسبه حراماً ترقى مرتين ، إن قلت هذه الصفقة مشبوهة ، إني أخاف

الله رب العالمين ترقى إلى الله صابراً ، وإذا كان صفقة مشروعة وربحت منها

ربحاً معقولاً ، وأنفقت هذا المال على نفسك وأهلك ترقى إلى الله شاكراً ،

أودع فيك حب المال وحب النساء ،

﴿ زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ والبنيين ﴾
الأولاد ،

﴿ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ ﴾

والسيارة ،

﴿ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ ﴾

وقتها ، الآن يقابلها سيارة ،

﴿ وَالْأَنْعَامِ ﴾

مزرعة

﴿ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ﴾

أودع فينا الشهوات .

الله عز وجل زود الإنسان بمجموعة من المقومات لمعرفة الطريق الصحيح منها :

1 ـ الفطرة :

أعطاك عقلاً ، ميزاناً

﴿ وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ ﴾

أعطاك فطرة عظيمة برمجك برمجة ، جبلك جبلة

بطريقة أنك تكتشف خطأك بذاتك ، آتي بمثل دقيق :

دخلت إلى البيت الساعة الواحدة ، قالت لك والدتك : ماما أنا رأسي يؤلمني

أريد أسبرين ، تقول لها : الساعة الواحدة كله مغلق ، قالت : خير إن شاء الله

، لكنك تعلم علم اليقين أن الصيدليات مناوبة ، هي لم تحرجك سكتت

، تريد أن تنام لا تستطيع ، أمك يؤلمها رأسها أنت صرفتها عن هذا الطلب

، لم تتكلم شيئاً ، بعدها شعرت أن الوالدة غالية ، نهضت ، فرضاً ليس أسبرين

دواء ثانٍِ ، أول صيدلية ، الثانية ، الثالثة ، درت عليهم كلهم لا يوجد هذا الدواء

، الوالدة بالمرتين الدواء لم تستخدمه ، لكن أول مرة تنام غير مرتاح

، المرة الثانية بعد جولة ساعة تنام مرتاحاً ، أنت أديت الذي عليك ، واضح تمام ؟.

الفطرة دقيقة جداً ، شخص دهس طفلاً الساعة الثانية بالليل ، وتابع سيره ،

والضبط كُتب ضد مجهول ، يقول لي قريبه : أكثر من أربعين يوماً ما تمكن من النوم .

برمجك برمجة إذا أخطأت تشعر بكآبة ، تشعر بالذنب ، تشعر بالخطأ ،

تشعر أنك صغير ، لو لم يعلم أحد بهذا الخطأ ، برمجة داخلية هذه فطرة ، أعطاك

عقلاً ، مقياس مادي ، أعطاك فطرة ، مقياس نفسي ، أعطاك شهوات قوة دافعة ، وأعطاك حرية اختيار .

﴿ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ﴾

( سورة الكهف الآية : 29 )

2 ـ الشهوة :

أعطاك شهوة ، عقل ، فطرة ، حرية ، أعطاك منهجاً (شرع) في حلال ،

في حرام ، الزواج له طريقة في الإسلام ، المال له طريقة في الكسب ، خالفوا

الناس ربهم بالأرض كلها ، خالفوه فخسروا أموالهم كلها ، والله درس الأزمة

المالية بالعالم والله درس بليغ من الله ، الله عز وجل أظهر آياته .

﴿ يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ ﴾

( سورة البقرة الآية : 286 )
الموضوع الأصلى من هنا: http://bayt.el-emarat.com/#192632#post2026931

3 ـ العقل :

أعطاك منهجاً ، معك منهج ، ومعك عقل ، ومعك فطرة ، ومعك شهوة ،

الشهوة كالمحرك قوة دافعة ، مُسرع يريد أن يأكل جوعان ، يريد أن يشتري

بيتاً ويتزوج ، أعطاك شهوات ، قوة دافعة ، أعطاك عقلاً ميزان دقيق ، أعطاك

فطرة ميزان نفسي آخر ، معك ميزانين العقل والفطرة ، معك شهوة .

4 ـ حرية الاختيار :

أعطاك حرية ، قيمة عملك أنك حر ،

﴿ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ﴾

﴿ إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً ﴾

( سورة الإنسان )

5 ـ الشرع :

أعطاك شرعاً ، للتقريب :

هذه السيارة فيها محرك هو الشهوة ، قوة اندفاع ، وفيها مقود هو العقل ،

وفيها طريق هو الشرع ، مهمة العقل أن يستخدم هذا المقود ليبقي المركبة

وهي مندفعة على الطريق ، الطريق هو الشرع ،

والمحرك هو الشهوة ، والطريق هو الشرع .

مثل آخر : يوجد بالجيب اليمين جهاز كشف العملات المزورة ، هذا يتحسس

بالمعادن ، العملات فيها معدن ، تضعه على الجهاز يظهر لون برتقالي ، معناها

عملة صحيحة ، إذا ورق فقط من دون معجونة خاصة يظهر لون آخر ، فمعك

جهاز كشف العملات المزيفة ، معك بالجيب الثاني قائمة بأرقام العملات المزيفة ،

هذا الشرع ، باليسار في شرع ، باليمين في عقل ، فأنت بعت بيتك بعملة صعبة

، لا استخدمت الجهاز ، ولا قرأت أرقام العملات ، ظهر المبلغ كله مزور

الخطأ خطأك ، معل عقل ، ومعك شرع ، واضح تمام ؟.

فلما قال لك احمل الأمانة ، الأمانة نفسك التي بين جنبيك ، أعطاك عقلاً ،

أعطاك فطرة ، أعطاك شهوة ، أعطاك إرادة ، أعطاك شرعاً ،

الحسن ما حسنه الشرع ، والقبيح ما قبحه الشرع .

الإنسان الظلوم الجهول من خان حمل الأمانة :

أيها الأخوة الكرام ،

﴿ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ

فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ ﴾

الآية الآن دقيقة :

﴿ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً ﴾

إذا ابن كان طموحاً هل يقال له ظلوم جهول ؟

لا ، بالعكس ، لذلك يمكن أن تقرأ الآية بصيغة الاستفهام ،

﴿ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً ﴾

؟ ما كان ظلوماً جهولاً ، كان طموحاً ، فلما قبل حملها وخانها ،

﴿ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً ﴾

هذه الآية تُقرأ لمن أدى الأمانة بطريقة استفهامية ، وتقرأ لمن خان الأمانة بطريقة تقريبية

﴿ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً ﴾

؟ لا ما كان ظلوماً جهولاً لما قبل حملها ، لكن إذا خان الأمانة

﴿ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً ﴾

لذلك ورد في الجامع الصغير حديث لا يرتقي إلى مستوى الصحاح يقول :

(( إن العار ليلزم المرء يوم القيامة حتى يقول يا رب لإرسالك بي

إلى النار أيسر علي مما ألقى وأنه ليعلم ما فيها من شدة العذاب ))

[ أخرجه الحاكم عن جابر بن عبد الله ]

من عرّف نفسه بربها و حملها على طاعته سلم و سعد في الدنيا و الآخرة :

والله أيها الأخوة ، هؤلاء البشر الذين يقتلون ، يسفكون الدماء ،

هؤلاء الطغاة ، الذين يقهرون الشعوب ، يقتلون بالمئات ، بالآلاف ،
الموضوع الأصلى من هنا: http://bayt.el-emarat.com/#192632#post2026932

الذين ألقوا على هيروشيما قنبلة ذرية قتلت ثلاثمئة ألف بأربع ثوان ،

هؤلاء المجرمون في العالم ، لو رأيتهم يوم القيامة ، وقد أصابهم ألم لا سبيل إلى وصفهم ، قال تعالى :

﴿ فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ ﴾

( سورة البقرة )

فلذلك لأنك إنسان أنت المخلوق الأول ، ولأنك مخلوق أول أودع الله فيك

الشهوات لترقى بها صابراً ، أو شاكراً ، إلى رب الأرض والسماوات ، ولأنك إنسان أُعطيت حرية الاختيار ،

﴿ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ﴾

ولأنك إنسان أُعطيت فطرة تكشف لك فطرتك ، ولأنك إنسان أُعطيت

شرعاً ضابطاً لميزاني العقل والفطرة ، معك ميزانين ، لكن الميزانان قد يلعب

بهما ، عندنا ميزان مضبوط جداً هو ميزان الشرع ،

الحسن ما حسنه الشرع ، والقبيح ما قبحه الشرع .

فلذلك :

﴿ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ

يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً ﴾

من هنا الأمانة هي نفسك التي بين جنبيك .

﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا *وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا ﴾

( سورة الشمس )

أفلح بالقرآن وردت أربع مرات ، نجح نجاحاً عظيماً

، قلت أفلح يعني نجح ، وتفوق وسلم ، وسعد ،

﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا ﴾

يعني أكبر هدف لك أن تزكي نفسك من أمراض تعد سبب هلاك الإنسان في الآخرة ،

﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا ﴾

لا يوجد عنده حقد ، لا يوجد عنده ظلم ، لا يوجد عنده أكل حقوق ، لا يوجد اعتداء على الأعراض ،

﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا ﴾
الموضوع الأصلى من هنا: http://bayt.el-emarat.com/#showthread.php?p=2026932

الذي أبقاها جاهلة ، وسمح لها أن تفعل المعاصي والآثام ، ولم يردعها

﴿ وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا ﴾

أما إذا عرفها بربها ، وحملها على طاعته ، وحملها على اِتباع منهج نبيه ، فسمت نفسه على الله ،

﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا *وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا ﴾

الله سبحانه وتعالى أخذ من سيدنا آدم ذريته كلها في عالم الذر :

آية اليوم :

﴿ وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آَدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ ﴾

أودع الله في سيدنا آدم نفوس الخلائق كلها إلى يوم القيامة ، كل البشر أودعت

نفوسهم في سيدنا آدم ، فالله عز وجل أخذ ، المأخوذ منه سيدنا آدم ،

المأخوذ نفوس البشر من آدم إلى يوم القيامة ، الآن كل إنسان آخذ ومأخوذ ،

في ظهره أولاده ، هو يؤخذ منه أولاده ، وأولاده يأخذون من أبيهم ، يأخذ ويؤخذ .

﴿ وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آَدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ ﴾

بادئ ذي بدء أودع الله في ظهر سيدنا آدم الخلائق

(البشرية كلها)

من آدم إلى يوم القيامة ، لكن هناك صنفان من المخلوقات سيدنا آدم

أُخذ منه ، ولم يؤخذ من أحد ، وآخر إنسان قبل يوم القيامة لم يؤخذ منه

بل أخذ من أبيه فقط ، هناك إنسان أخذ من أبيه ولم يؤخذ منه ، هذا آخر واحد ،

أول واحد أُخذ منه ولم يؤخذ من أحد ، أما بقية البشر آخذ ومأخوذ ، يعني

الملخص أن الله سبحانه وتعالى أخذ من سيدنا آدم ذريته كلها ، في عالم الذر .

تسخير ما في السماوات و ما في الأرض لمن قبل حمل الأمانة :

وقال :

﴿ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى ﴾

يعني أودع في فطرنا الإيمان بالله ، كل واحد مودع في فطرته الإيمان بالله

، هذا الإيمان الفطري أعظم إيمان ، وعقله مبرمج على مبدأ السببية والغائية

وعدم التناقض ، قوانين عقله تدعوه أن يؤمن بالله ،

وقوانين فطرته تدعوه أن يؤمن بالله ، هذا الميثاق .

﴿ وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آَدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ ﴾

أخذهم دفعة واحدة

﴿ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ ﴾

أنتم قبلتم حمل الأمانة ، ولأنكم قبلتم حمل الأمانة سخر الله لهذا الإنسان :

﴿ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ ﴾

( سورة الجاثية الآية : 13 )

ولأنه قبل حمل الأمانة أعطاه عقلاً ، وفطرة ، وشهوة ، وحرية ، وشرعاً .

﴿ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ ﴾

أنتم قبلتم حمل الأمانة ، ولأنكم قبلتم حمل الأمانة سخرت لكم

﴿ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ﴾

لكم ، ولأنكم قبلتم حمل الأمانة ، أودعت فيكم الشهوات ، ولأنكم قبلتم

حمل الأمانة أعطيتكم العقل وهو أداة معرفة الله ، ولأنكم قبلتم حمل الأمانة

أعطيتكم الشهوات ، أعطيتكم الاختيار ، أعطيتكم الفطرة ، أعطيتكم الشرع .

﴿ وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آَدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ

وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى ﴾

قد يقول واحد منكم : أنا لا أتذكر ، لأنك أنت مجبول على الإيمان بالله

، هذه الأمانة ، الله منحك إياها ، أنت مجبول في فطرتك على أن تؤمن بالله

، ولأن عقلك مبرمج على الإيمان بالله ، يعني العقل والفطرة

هما الميثاق الذي منحك الله إياه فيما بينك وبينه .

العقل و الفطرة كافيان لمعرفة الله واتباع أوامره :

﴿ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا ﴾

هذه الشهادة لئلا

﴿ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ ﴾

قال تعالى ، يوم القيامة يقول هذا الكافر :

﴿ وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ *انْظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ ﴾
( سورة الأنعام )

﴿ أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ * أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا

أَشْرَكَ آَبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ ﴾

تقليد لا يوجد ، أودع الله فيك عقلاً و فطرة كافيان لمعرفة الله ،

لو كان الأب منحرفاً ، لو كان الأب كافراً .

﴿ أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ * أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ

آَبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ ﴾

التقليد مرفوض ، الله منحك عقلاً ومنحك فطرة .

﴿ وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾

هذه الآية ، مع آية :

﴿ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ

وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ ﴾

هاتان الآيتان تتكاملان ، وتتحدث الآية الأولى والثانية عن قصة

الإنسان حينما خلقه الله في عالم الذر ، وعرض عليه الأمانة ،

وقبل حملها ، ولذلك استحق أن يكون فوق الملائكة إذا أداها ،

واستحق أن يكون دون الحيوان إذا خانها .

والحمد لله رب العالمين

‘؛

جزاك الله كل خير ماما فضيله ع الموضوع الرائع

ولاحرمك الله الأجر والثواب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.