هل سقط هو بنفسه ؟! أم أن شخصاً عبث بكتابي 1؟
مددت يدي لأتناول الكتاب فسقطت منها كلمة على الأرض مددت يدي مرة أخرى لتناول الكلمة .
فقالت : لا تمسكني !!
قلت : أكلمه تتكلم؟!
قالت : نعم..إذا كثرت الغفلات نطقت الكلمات.
قلت : وما قصدك؟!
فما السبب يا ((غفلة))؟؟
الغفلة : السبب ، واضح فمرافقة الغافلين هي السبب ، لأنهم يجملون لك
قبيح ، ويزينون لك
السيئات ولهذا نهى الله تعالى عن صحبتهم وطاعتهم بقوله تعالى : { ولا تطع من أغفلنا قلبه
قلت : وكيف تتحقق (الغفلة القلبية) ؟
غافلاً بقوله: { ولا تطع من أغفلنا قلبه .. } .<سورة الكهف28>
قلت: وهل تظنين أن مرافقة أهل الغفلة له أثر ؟
الغفلة: اعلم يا عبد الله " أن الدخان وإن لم يحرق البيت سوّده " .
قلت: إنه لمثل جميل، ولكن ما مظاهر الغفلة الإيمانية في القلب؟
الغفلة: تجد الغافل لا يفرح إذا ما اختلى بالله عز وجل.
وتجده لا يأنس، ولا يطرب لذكر الله تعالى وقراءة كتابه.
تجده لا يشتاق للنظر إلى وجه الله عز وجل. ولهذا قال الله تعالى: { واذكر ربك في نفسك
تضرعاً وخفية ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولا تكن من الغافلين } .<سورة الأعراف205>
قلت متحمساً : نعم هذه هي مشكلتي فإنني أحب أن أخالط الناس كثيراً، حتى إنني اعتدت على
ذلك، فلا آنس بالخلوة مع الله تعالى وكثرة ذكره. ثم عاد فقال: ولكن أريد منكِ أن تضربي
لي مثالاً على أثر الغفلة في حياتي حتى ازداد فهماً وقناعة.
الغفلة: هب أنك ضعت في صحراء قاحلة، ونفذ طعامك وشرابك حتى كدت تموت جوعاً،
واستسلمت لشبح الموت، وبينما أنت في انتظاره، رأيت قافلة بعيدة، قفزت قائماً، وأسرعت
للحاق بها، وبينما أنت تجري دخلت شوكة في قدمك فنظرت إلى أسفل، ثم رفعت بصرك وإذا
بالقافلة قد اختفت عن ناظريك.
الغفلة: النظر إلى أشواك الدنيا يا عبد الله.
الموضوع الأصلى من هنا: http://bayt.el-emarat.com/#showthread.php?p=2000281
قلت: وما أشواك الدنيا؟
أو الآذان أو العين، وعندها يكون المرء من أهل البلاء.
قلت: لقد تذكرت جملة قد قرأتها منذ زمن، وهي قول لأحد العارفين حين قال:
(إذا رأيتم أهل البلاء فاسألوا الله العافية).
ثم قال: أتدرون من أهل البلاء؟
هم أهل عن الله سبحانه وتعالى.
فلا ينفع ويعتذر فلا يسمع، فالتفتت
(الغفلة) إلى (عبد الله) وإذا بعينيه تذرف دموعاً.
فقالت له:
ثم قالت: ولكني أبشرك يا عبد الله فليس كل غفلة مذمومة، وإنما هناك غفلة محمودة .
قلت: وهل هذا يعقل؟!
الغفلة: نعم وقد تحدث عنها مطرف بن عبد الله – رحمه الله – حين قال:
" لو علمت متى أجلي لخشيت على ذهاب عقلي، ولكن الله منّ على عباده بالغفلة عن الموت،
ولولاها ما تهنأوا بعيش ولا قامت بينهم الأسواق " .
فهذا هو المعنى الوحيد الحسن الأسمى، إلا أن الناس في غفلة عنه.
قلت: صدقت والله
الغفلة: ولكن هناك معنى أخير، لم أتطرق له
قلت: وما هو؟ فإنني في حاجة إلى فهم الغفلة فهماً شاملاً، حتى أعرف كيف أرتقي بنفسي وأصلح سريرتي.
الغفلة: أما المعنى الأخير فهو معرفة السبب الرئيسي للاستهزاء بالناس، والنظر إلى عيوبهم وهو الغفلة عن التنفس.
كما قال عون بن عبد الله – رحمه الله – ولا تغفل عن ذكر " ما أجد أحداً تفرّغ لعيب الناس إلا من غفل عن نفسه "
فاتعظ يا عبد الله ..
اللهم انك تعلم أن هذه القلوب قد اجتمعت علي محبتك و التقت علي طاعتك و توحدت
علي دعوتك . فوثق اللهم رابطتها و أدم ودها و اهدها سبلها و اشرح صدورها بفيض
الايمان بك و جميل التوكل عليك و أحيها بمعرفتك و أمتها علي الشهاده
في سبيلك.انك نعم المولي و نعم النصير
علي دعوتك . فوثق اللهم رابطتها و أدم ودها و اهدها سبلها و اشرح صدورها
اللهم آميين
جزاك الله الجنان
/,/
حياك الله غاليتي سكون الرحيل
جزاك الله خيرا على المرور والتعقيب
اللهم اجعلنا من ورثة جنتك وأهلا لنعمتك وأسكنا
قصورها برحمتك وارزقنا فردوسك الأعلى
حنانا منك ومنا و إن لم نكن لها أهلا فليس لنا من العمل ما يبلغنا
هذا الأمل إلا حبك وحب رسولك صلى الله عليه وسلم والحمد لله رب العالمين
أسأل الله لكم راحة تملأ أنفسكم ورضى يغمر قلوبكم
وعملاً يرضي ربكم وسعادة تعلوا وجوهكم
ونصراً يقهر عدوكم وذكراً يشغل وقتكم
وعفواً يغسل ذنوبكم و فرجاً يمحوا همومكم
ودمتم على طاعة الرحمن
وعلى طريق الخير نلتقي دوما