هَلْ يُسَمَّى الجِهادُ إِرْهاباً؟.
رَقَمُ الفَتْوى: 56/ 13/ 1309
أكناف بيت المقدس/تهنئة العيد
وَسُئِلَ – غَفَرَ اللهُ ذَنْبَهُ وسَتَرَ عَيْبَهُ – عَمَّا شَاعَ فِي كَلاَمِ النّاسِ مِن اتّهَامِ الْمُجَاهِدِينَ بالإِجْرَامِ والإرْهَابِ وَالتّطَرُّفِ وَالأُصُولِيّةِ وَنَحْوِ ذَلكَ، وَتَسْمِيَةِ الجهَادِ تَطَرُّفاً وَإِرْهاَباً، حَتَّى بَاتَ بِسَبَبِ ذلكَ يَشُكُّ فِي مَشْرُوعِيَّةِ الجِهادِ أَصْلاً كَثِيرٌ مِنْ عَامَّةِ الْمُسْلِمِينَ، فَمَا الجَوابُ عَنْه؟.
وَهَلْ يَجُوزُ للمُسْلِمِ تَرْدِيدُ هَذِهِ العِبارَاتِ وَأَمْثَالِهَا؟.
وَمَا الوَاجِبُ عَلَى مَنْ سَمِعَ مِثْلَ ذَلكَ؟.
فأَجَابَ: الحَمْدُ للهِ وَالصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ عَلَى نَبِيِّهِ الكَرِيمِ، أمّا بَعْدُ:
فَهَذِهِ الأَلْفاظُ وأَمْثالُها يُرادُ بِها الصَّدُّ عَمّا أَمَرَ اللهُ تَعالَى بِهِ وشَرَّعَهُ من الأَحْكامِ التِي فِيها مَصالِحُ خَلْقِهِ وسَعادَتُهُمْ، ولَيْسَتْ هِيَ فُرْقاناً بَيْنَ الحَقِّ والباطِل، فَإنَّ الجَهادَ إنْ كانَ عَلَى وفَقِ الشرْعِ كَما أمَرَ اللهُ تعالَى وكما حاءَ بِهِ هَدْيُ النَّبِيِّ صلّى اللهُ علَيْهِ وسلَّمَ لَمْ يَجُزْ تَنْفِيرُ الناسِ عَنْهُ لا بِهَذِهِ التَّسْمِياتِ ولا بِغَيرِها، وإنْ كانَ عَلَى خِلافِ الشرْعِ فَلَيْسَ هُو مِن الجِهادِ أَصْلاً، وحِينَ ذلكَ يَتَعَيَّنُ علَى أَهْلِ العِلْمِ العامِلِينَ الثِّقاتِ فِي الدِّينِ أنْ يُبَيِّنُوا للناسِ الصَّوابَ مِن الخَطَأِ، مَعَ الإِعْراضِ عَن مُجارَاةِ أَعْداءِ الإسْلامِ فِي هَذِهِ التَّسْمِياتِ؛ لأَنَّهَمْ يَتَوَصَّلُونَ بِهَا إلَى تَلِبْيسِ الحَقِّ بالباطِلِ، فَإِذا جاراهُمْ فِي ذلكَ مَن يَنْتَسِبُ إلَى الدَّعْوَةِ والعِلْمِ الْتَبَسَ الأَمْرُ علَى عامَّةِ المُسْلِمين، وفِي أَلْفاظِ الشارِعِ سَلامَةٌ مِن هَذا كُلِّهِ؛ ومَصالِحٌ تُدْرَكُ بِحُسْنِ التَّأمُّلِ وسَلامَةِ البَصِيرَةِ، ومَنْ شاءَ المَزِيدَ فِي هَذهِ المَسْألَةِ فَلْيُطالِعِ الرِّسالَةَ السادِسَةَ مِن رَسائلِ الثُّغورِ؛ وهِي بِعُنْوانِ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ}، وفَّقَ اللهُ الجَمِيعَ إلَى ما يُحِبُّهُ ويَرْضاهُ.
الموضوع الأصلى من هنا: http://bayt.el-emarat.com/#102994#post1570493
كانَ اللهُ له
وكَتَبَهُ:أَبُو الوَلِيدِ الغَزِّيُّ الأَنْصارِيُّ
اهلا ومليون مراحب بك في دارك الثاني الخليج
حللت اهلا ووطات سهلا بين افراد اسرتك الثانية اعضاء الخليج
جزاك الله خيرا على النقل الموفق لهذه الفتوى
بارك الله بك ووفقك ولا يحرمنا جديدك القادم
أخوكم خابور الشمري