بسم الله الرحمن الرحيم , والحمدلله رب العالمين , ان راحة القلب وسروره وزوال همومه و غمومه هو المطلب لكل احد وبه تحصل الحياه الطيبه ويتم السرور والابتهاج ولذلك اسباب دينيه واسباب طبيعيه واسباب عمليه ولا يمكن اجتماعها كلها الا للمؤمنين واما من سواهم فانها وان حصلت لهم من وجه وسبب يجاهد عقلائهم عليه فاتتهم من وجوه انفع واثبت واحست حالا و مالا , فمنهم من اصاب كثيرا ً منها فعاش عيشة هنيئه وحيى حياة طيبه , ومنهم من أخفق فيها كلها فعاش عيشة الشقاء وحيي حياة التعساء . ومنهم من هو بين بين , بحسب ما وفق له . والله الموفق والمستعان به على كل خير وعلى دفع كل شر .
وأعظم الأسباب لذلك و أصلها و أسها هو : الايمان و العمل الصالح , فان المؤمنين بالله الايمان الصحيح معهم أصول يتلقون فيها جميع ما يرد عليهم من أسباب السرور و الابتهاج وأسباب القلق والهم والأحزان .
ومن الأسباب التي تزيل الهم والغم والقلق : الإحسان للخلق بالقول والفعل وأنواع المعروف .
ومن أسباب دفع القلق الناشئ عن توتر الاعصاب و اشتغال القلب ببعض المكدرات : الاشتغال بعمل من الاعمال او علم من العلوم النافعه .
ومما يدفع به الهم و القلق : اجتماع الفكر كله على الاهتمام بعمل اليوم الحاضر وقطعه عن الاهتمام فالوقت المستقبل وعن الحزن عن الوقت الماضي .
ومن أكبر الأسباب لانشراح الصدر وطمأنينته : الإكثار من ذكر الله , وكذلك التحدث بنعم الله الظاهره والباطنه .
ومن الأسباب الموجبه للسرور وزوال الهم والغم : السعي في ازالة الاسباب الجالبه للهموم , وفي تحصيل الأسباب الجالبه للسرور .
ومن أنفع ما يكون في ملاحظة مستقبل الامور : استعمال دعاء الرسول " اللهم اصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري و أصلح لي دنياي التي فيها معاشي و اصلح لي اخرتي التي اليها معادي واجعل الحياة زياده في كل خير والموت راحه لي من كل شر "
الموضوع الأصلى من هنا: http://bayt.el-emarat.com/#98383#post1529934
ومن أنفع الأسباب لزوال القلق والهموم اذا حصل على العبد من النكبات : أن يسعها في تخفيفها بأن يقدر أسوأ الاحتمالات التي ينتهي اليها الامر ويوطن على ذلك نفسه .
ومن أعظم العلاجات لأمراض القلب العصبيه , بل وأيضا ً للامراض البدنيه : قوة القلب وعدم انزعاجه وانفعاله للاوهام والخيالات التي ت***ها الافكار السيئه , ومتى اعتمد القلب على الله وتوكل عليه ولم يستسلم للاوهام , اندفعت عنه بذلك الهموم والغموم وازالت عنه الكثير من الاسقام البدنيه والقلبيه .
وفي قول النبي صلى الله عليه و سلم " لا يفرك مؤمن مؤمنه ان كره منها خلقا ً رضي منها خلقا ً اخر " , فائدتان عظيمتان :
احداهما : الارشاد الى معاملة الزوجه والقريب والصاحب والمعامل , والاخرى : زوال الهم والقلق وبقاء الصفاء والمداومه بالقيام بالحقوق الواجبه والمستحبه وحصول الراحه بين الطرفين.
العاقل يعلم ان حياته الصحيحه حياة السعاده والطمأنينه وانها قصيره جدا ً فلا يضيعها فالاكدار والهموم , و ينبغي أيضا ً اذا اصابه مكروه ان يقارن بين بقية النعم الحاصله له دينيه او دنيويه و بين ما اصابه من مكروه , فعند المقارنه يتضح كثرة النعم واضمحلال ما اصابه من المكاره.
ومن الأمور النافعه : ان تعرف أن أذية الناس لك وخصوصا ً فالاقوال السيئه لا تضرك بل تضرهم.
ومن أنفع الامور لطرد الهم : ان توطن نفسك على ان لا تطلب الشكر الا من الله .
هذا تلخيص لكتيب " الوسائل المفيده للحياه السعيده " لفضيلة الشيخ " عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله .
شكرا لك واله يعطيك العافيه