المصارف الإسلامية تأصيلها ودلالاتها ! 2024.

مختارات دعاء

تستند الصيرفة الإسلامية في مجمل معطياتها على استغلال المال استغلالا نافعا ،وهناك ركائز عدة لهذا الاستناد أكثرها عما ورد في القرآن الكريم الذي يعد مصدرا للتشريع ومنها الآية الكريمة: المال والبنون زينة الحياة الدنيا……. سورة الكهف:آية46 حيث ينظر الإسلام إلى المال كأحد العناصر التي تتزين بها الحياة الدنيا، وان استغلال المال استغلالا مثمرا يعطي الحياة رونقها بما يعود على المجتمع بانعكاسات ايجابية تتأطر بإطار الشريعة الإسلامية. ويعني المال في مثل هذا المقام ما يصح تداوله بين الناس للأيفاء بمتطلبات الحياة كالنقد وما شاكلة. وتبدو أهمية المصارف ومنها المصارف الإسلامية بكونها منظمات مالية تكون محلا لالتقاء الأموال واستخدامها من اجل الحصول على أرباح من خلال تداول تلك الأموال في أغراض شتى، إلا ان المصارف الإسلامية تضع ضوابط لتداول تلك الأموال تحددها الشريعة الإسلامية وهذه الضوابط في مجملها تصب في منفعة المجتمع فهي كمن يزيل الأعشاب المؤذية كي تأخذ الشجرة مرتعها الصحيح من اجل النمو وإعطاء الثمر. لذا فأن الصيرفة الإسلامية لا تقرر للنقود حقا في الحصول على الربح أو النماء إلا إذا كان ذلك على وجه المشاركة أو ما يماثلها من عمليات تجيزها الشريعة الغراء، وهنا تتأصل المسئولية الاجتماعية في المصارف الإسلامية فتدعو عملاءها للمشاركة في نشاطاتها أو هي تشاركهم في نشاطاتهم وفقا لأساليب مستقاة من الشريعة السمحاء. أن الأصل في الربح الذي تتوخاه المصارف الإسلامية أن يكون من الكسب الحلال بالتعاون بينها وبين عملاءها بكونهم شركاء يتقاسمون الأعباء والمكاسب مما يؤكد قاعدة الغنم بالغرم. ويستند العمل المصرفي الإسلامي في تأصيله على الاستثمار وهذا يستدعي توفر ثقة الأفراد في قدرة المصرف على تحقيق اهادفهم من استثمار أموالهم لديه، ولغرض تعزيز هذه الثقة يسعى المصرف الإسلامي إلى تقديم معلومات ذات دلالة تطمئن على قدرة المصرف الإسلامي على تحقيق ما يطمح إليه أولئك المستثمرون ومنها تقديم تقارير مالية معدة وفقا لمعايير محاسبية يراعى فيها الدقة والشمول ومصداقية عرض المعلومات. ومن ناحية أخرى تنظر المصارف الإسلامية إلى الاستثمار على انه أساس تنمية المجتمع وتنظر إلى مفهوم تعظيم الربح "Profit Maximization" على انه هدف مشتق من أهداف عدة غايتها تدعيم مصالح الأطراف المتعاملة وهذا يعني تأصيلا السعي إلى تعظيم ثروة المجتمع من خلال عائد الاستثمار دو ن الاحتكار. وقد تركز المصارف الإسلامية سعيا وراء تحقيق المنفعة الاجتماعية من خلال عمليات الاستثمار إلى تشجيع التعامل مع أصحاب المهن الحرة وصغار التجار ومحاولة تعزيز نقل الاستثمارات بين الأقطار العربية والإسلامية وتشجيع اليد العاملة والمساعدة على إيجاد مستلزمات الحياة بأسعار معتدلة. ومما يعطي للمصارف الإسلامية تميزا عن المصارف التقليدية ضمن أساليبها المصرفية ابتعادها عن التعامل بالفائدة التي تؤدي إلى زيادة معدل تكلفة الزبون حيث تلجأ بدلا من ذلك إلى أساليب تؤدي إلى المساهمة الفعالة في تشغيل الأموال بطرق لم تألفها المصارف التقليدية مثل المشاركة والمرابحة وغيرها من الطرق المستجدة التي تلبي حاجات التنمية تلبية ذاتية مستمدة من النهج القرآني في التأكيد على إشباع الحاجات إشباعا متوازنا والحث على العمل المشترك بين المصرف وعملائه. ويمكن القول في هذا الصدد أن المصارف الإسلامية تستهدف ما يلي: 1-الأهداف المالية مثل السيولة، الربحية، ونمو الموارد. 2-الأهداف الاستثمارية المباشرة وغير المباشرة. 3-الموقف المتميز في السوق المصرفية: من حيث المساهمة في السوق المحلية والعالمية والسمعة والانتشار وهيكل العملاء. 4- الابتكار: ويعني ذلك استحداث خدمات وأوعية ادخار مصرفية للاستثمار والتمويل وذلك من خلال اختيار المشروعات وتكييف المعاملات المالية بما لا يتعارض ومعطيات الشريعة الغراء. وتأسيسا على ماتقدم فأن تقييم أداء المصرف ومعرفة نشاط إسهامه في السوق يعتمد على مؤشرات عدة من بينها ما يلي: 1-كفاية رأس المالCapital Adequacy. 2-نوعية الأصولAssets Quality. 3 الربحية Earning. 5-الحساسية للمخاطرةSensitivity. وهذه المؤشرات يحتاج لها شرحا لمعرفة دلالتها لكن مجال الموضوع لايسمح بذلك إلا أن عناوينها تدل على مضامينها من حيث المفهوم. وهذه المؤشرات لها حضور فاعل في العمل المصرفي الإسلامي، حيث تعمل المصارف الإسلامية من خلال أنشطة متنوعة تمكنها من من تقديم الأموال لعمليات مصرفية متنوعة أصلها حلية التعامل في السوق وهي بذلك تحافظ على معدل الملاءة التي توصي بها لجنة بازل 2 عن كفاية رأس المال.
الموضوع الأصلى من هنا: http://bayt.el-emarat.com/#80791#post1244993