الساعة: الواحدة صباحا،الليل والهدوء. اليوم والشهر:غير مهمين.المكان:نقطة من بلادي.
بقلم أسود أخط رسالتي،السواد غلف حياتي، ضوء الشمعة يكفيني،لا أريد أن يشعر بي أحد. أمامي شفرة حلاقة وكيس بلاستيكي،بعد لحظات سأقطع شريان معصمي الأيسر وسأضع يدي في الكيس؛لا أريد تلطيخ الفراش بالدم، سيكون منظره مزعجا،والفراش يفيد باقي أسرتي.
نعم،سأنتحر، سمّني شجاعا أو جبانا، أنت على صواب في الحالتين؛ شجاع إذ أقبلت على الموت دون رهبة و جبان لأنني انهزمت أمام مصائب الحياة، وهي أهون من الموت. أبكي؟؟؟ لا ! من أين لي بالدموع؟ قد أفنيتها خلال العشرين سنة الماضية… وغدا عيد ميلادي. يا للصدف! سيكون يوم مماتي..
بقيت لي دمعة سأعتصرها، أذرفها على منصب شغل لم أنله؛ على زملاء لم أعرفهم
؛ على حبيبة لم ألقها؛ على زوجة لم أتخذها ومسكن لم أنشئه؛ على أبناء لن أنجبهم ؛على أمل صار ألما. هي دمعة مثقلة تختزل وجودي كله. وغدا يوم جديد.
غدا سيجدون جثة هامدة..، سيتأسف الجميع ويبكي الجميع : " لقد مات في عمر الزهور" وسأضحك منهم؛ فالزهور ذبلت منذ زمن؛ ذوت بعدما طال الإنتظار.
أسمع أحاديثهم "من كان يظن أنه سينتحر؟؟؟"، " لقد كان مثالا في الطيبة"،"ياللمسكين،لو علمنا مأساته لساعدناه "… اللئام…لماصحتُ أغيثوني! أوصد الكل بابه؛ صم أذنيه؛وأطلق صوت مذياعه بأغنية happy nation.ثم خزنت حسرتي اجتناب شماتتهم. فلم النفاق؟
يؤسفني بكاؤك أمي…أنت الصادقة وأغلبهم مُرَاء، لكن ما العمل؟ سُدّت في وجهي الأبواب… لم تكن أبوابا بل حصونا حصينة. غدا ستموت، غدا ستنعى في الجرائد. ثم ماذا؟
مات! من؟ أحد المجانين…
يا للخزي!!".
أنمار الثالث
الموضوع الأصلى من هنا: http://bayt.el-emarat.com/#128208#post1804238
الرقيقة والحزينة التي
تهز القللوب
وتبدي لنا انكِ ستكونين مبدعة
ودي .. وتحيتي..