تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » اعترافاتـ قلبـ مع سبق اللجوء و الغياب

اعترافاتـ قلبـ مع سبق اللجوء و الغياب 2024.

للقراء الأفاضل //
هنا مساحة لقلم فقد الهوية و لملم أوراق الثبوت ، فاستحق أن تلوكه أنامل القلوب ، فلا فرق الآن و بعد الآن بين أن تكون غريبا و أن تكون لقيطا ..
تعددت السقطات ، و الألم واحد ….


تمدد على أريكته و أرسل تنهيدة النار .. لم أكن لأمسح عن جبينه وعكة الحرمان ، كلانا لا يملك غير الصمت
هو حمل الوطن على صدره المثخن بالزمن
و أنا حملت الوطن على جرح في بؤبؤ مقلتي
قذفت يومها صحيفة الأمس ، الجميع يرمقون مجريات المباراة ، بين العدو و البريء ، شياطين السماء كانت تراقب الحدث بذكاء مغري ، و الجن يقلب بطاقات العرض
واحدة لك
واحدة لي
واحدة لرأس ابنك المتدلي على كفي
و واحدة لقلبك المنشطر لذرات
سمعتهم ذاك اليوم ينادون على الشاطور و المقصلة ، ما استفسرت و لم أكن لأحمل بين جنبات فكري أي استفسار ، قدمت استقالتي ساعتها و مضيت …
كنت أتمنى يومها أن يحرقون دفتر الغربة و الغريب ، لكن على ما يبدو أن الجميع ألف اعصارات الموت المقنن ..
" سيدي ، من فضل شرفك هلا تكرمت و سمحت لي أن أتناول بعضا من رماد سيجارتك ، فقد أخبروني أن بعض الجراح تشفيها بقايا المحرقة ؟؟ "
التفت لي و مضمض الكلمة جيدا سبع مرات و قذفها في وجهي :
" ما شأنك و سيجارتي ، لديك ما يكفي من علبها ، فابتعدي عن دخاني و ارحلي ، فمهما أصريت لن تجدي هنا غير صفعة و صفعة إلى أن تلوذي بالانتهاء "
قمت ساعتها .. كان الصبح بين السحابة و العصفور يتحدثان
أنا لم أكن أقصد إيذاء مشاعره .. لكني أبحث عن وطني
يوما ما و في زمن ما و في مكان ما ، استفسرني الحشد عن بلادي ..
حتى أنت لا تعرف حقيقتي " فليس لي جواز سفر كبقية الأوطان "
درت على الكرة الأرضية دورة طائف يحمل نبضا غائرا في رزمة العناء ، لن أغسل خطايا بعد الآن ، و لن أطلب الإستغفار ، و لن ألتجيء إلى الراهب ليمنحني صك الغفران ..
سأركض في فجر ليس قريب .. سأهندس وطنا لي ..
لا تخبروهم أني كنت عربية .. إلى حد الولادة
بطن أمي كان ضيقا جدا .. و المكان أسود قاتم ..
مرة أخبرتني عن طفولتي قالت " كنت أشبه بقطة مشاكسة ، تتمشى في الظلام الدامس ، و تجد الأشياء الضائعة بسهولة رغم الظلمة "
ضحك الملاك الأيسر على كتفي و همس في أذني .. :
" أمل .. هل لك القدرة الآن أن تجدي روحك التائهة في ظلمات الغرباء ؟؟ "
هز كتفي الملاك الأيمن و أردف :
" أمل .. لا تهتمي .. يوما ما ستجدي فانوسا طاهرا يحمل حلم الوطن على رفيف لروحك "
ضحك الآخر .. اشتد وقع الخناق
صمت .. نفضت الملاكان و قلت بدون مبالاة :
" لا حاجة لي بكما بعد الآن
مدا لي شيطانا يرافقني في درب المجون .."
سقط بذاك ستار المساء .. غيوم و ضباب .. عرش ملك على بحر الجن
" وطني أنا .. ضيعني مذ عشرين عاما "
ألتفت .. جدران غرفتي باردة .. شمس الصيف ما أحرقت غير جسدي ..
" سمرائي الجميلة .. حبيبتي "
قالها ذات عشق و رحل
التفت .. أقلب أناملي بين حمرة خدي الضائع ..
أعد أحلامي الواحدة تلو الآخرى ..
" مهلا .. فقدت حلما .. لقد كان حلم .. حلمان .. ثلاثة أحلام .."
انتبهت لسقوط جدار ما فتيء ينفض ركامه على جرحي و يقهقه
" فقدت حلمي يا صاح .. فقدت حلمي يا عالم .. فقدته آآه يا ويل تيهاني فقدته كما فقدت ذات غربة وطني "
جحر أفعى انطق السم بين الأنياب .. اقترب مني أمسك بعنقي و غرز أنيابه في الوريد .. كمصاصي دماء استباح بقية حياتي ..
على مقبرة الغرباء .. و المنفى جلست أرضع أحرفي و أتلذذ بنكهة الدم و هي تغزر من قرحة المداد ..
من يمتلك في الدنيا مأوى يأوي هذه الغريبة و الشريدة ؟؟
كان قبرا ضيقا .. لكنه يغري بالإستلقاء .. لا أنكر أني كنت متعبة حد الفناء ، فكان العرض مغريا .. أكثر من أي يد تمسك ذراعك في حنان ..
الموضوع الأصلى من هنا: http://bayt.el-emarat.com/#48729#post611427
لا يهم .. أن يعرفوك كما كانوا .. أن يبحثون عنك أو لا .. لا يهم ..
لقد أحرقت بقايا دفاتر و كراسات .. و هجرت مدرسة اللغة .. و عاهدت نفسي أن أكون من صعاليك روما ..
أو غجرية ترتدي فستانا من حرير مزركش و تمتطي عربة يجرها حصان أسود .. و على جبينه بياض آسر ..
سألعب هنا و هناك
أردد أبيات شعر قديمة لرواد الجاهلية
و أوزع الحلوى على صبية و صبايا ..
و أبيع الأحلام في سلال أنيقة ..
و على يدهم عطر الوطن .. مدوا كفكم الصغيرة لأحتسي شراب وطني البعيد ..
لست من هناك .. " أخبرتني ذات صراحة والدتي "
افتقدت طعم الوجود .. افتقدت أصدقاء كثر .. منهم من هاجر إلى انجلترا و من قطع البحر لفرنسا ، ومن اقتطع تذكرة طائرة لإيطاليا و سويسرا ، و من لازال يحلم بعروس الجنوب، و بلاد الثلج ، و نواقيس الكنيسة المقدسة ، و من نأى عن مدينتي بآلاف الأميال و منهم من جرفته أعاصير الزمن .. منهم من كسر رقم هاتفه و رحل .. و منهم من أجده على رصيف اللقاء مجنونا لا يفقه من هو و من أنا ..
حينا فتحت نافذتي صبح هذا اليوم .. كان هناك عصفور يزورني دائما لكنه لم يأتي هذا الصباح ..
استندت على مرفقي و انتظرت المجيء " كما انتظرتك يا أنت "
لم يأتي .. أتت عصفورة تعرفني و تعرفه و تعرفك أيضا ..، أهدتني برقية عزاء فالليلة عصفوري أنا مات ..
أقفلت نافذة الموت .. و ارتديت البياض و مضيت إلى مقبرة الطيور ..
ترك لي صديقي جناحين أحدهما مكسور و الآخر ملطخ بالدماء ..
قدمت العزاء كما يجب في صمت خافت و أضواء سوداء ، و ارتديت الجناحين و حلقت في سماء تحرق الصقور ..
جربت أن أبني وطنا في العلياء .. بعدما قاموا بحضر كل الأوطان عني ..
الموضوع الأصلى من هنا: http://bayt.el-emarat.com/#showthread.php?p=611427
التهمة " لاجيء "
حينما تفقدت الجنين الذي ينمو في بطن أنتي .. كان ميتا كما حال جميع القلوب ..
اكتشفت حينئذ _ متأخرة كالعادة _ أني كنت جسدا ميتا لا غير ..

ومضة :::

حينما يرحلون عنك تاركين لك فتات ذكرى ، فلا تبكي على الجرح الكبير ، قبل كلماتهم في نهم و ارفع كفك في تضرع و كل دمعة معها دعوة صالحة لهم ، و كل حسنة احتفضت ليوم الميعاد اكتبها لهم ، و أحبهم كما كنت و كما لازلت ، و امسح آثار دمائك و امضي .. فقد أهديتهم حياة و أهدوك موتا يتيما ..

للوطن الذي ما اعترف بي .. و للرجل الذي أحببته و رحل .. و لحلم كان خيط نجاتي و انقطع .. و لكل من خذلوني ذات غياب اسمحوا لي فالليلة سأوقع شهادة وفاتي ..
[move=down]لله ما أقسى أن تكون لاجيء وطن و قلب ..[/move]

" إمضــــــاء "

** ع ــــــــــــــــــــــــصية الدم ــــــــــــــــــــــ ع **

اسجل عبوري وحتما ساعود انتظريني
حينما يرحلون عنك تاركين لك فتات ذكرى ، فلا تبكي على الجرح الكبير ، قبل كلماتهم في نهم و ارفع كفك في تضرع و كل دمعة معها دعوة صالحة لهم ، و كل حسنة احتفضت ليوم الميعاد اكتبها لهم ، و أحبهم كما كنت و كما لازلت ، و امسح آثار دمائك و امضي .. فقد أهديتهم حياة و أهدوك موتا يتيما ..

للوطن الذي ما اعترف بي .. و للرجل الذي أحببته و رحل .. و لحلم كان خيط نجاتي و انقطع .. و لكل من خذلوني ذات غياب اسمحوا لي فالليلة سأوقع شهادة وفاتي
الموضوع الأصلى من هنا: http://bayt.el-emarat.com/#48729#post611824

صمت تجاوز المدى هنا .. على طريقه الكبار كان السرد المتقن

كان نموزجا حقيقيا استعابينا لفن الخاطرة

لنخرج من هنا ولدينا خط من ضوء لكيفيه كتابه الخاطرة

هى تلك التى اجادت كتابتها (عصيه الدمع ) مذيدا من حكايا الخاطر والنفس والزات

ملتفحتا بثوب من النثر الرائع .. الذى اعترى معانى الالفاظ فكشفها لنا كامله بكل ما

تحمله من روعه واقتدار على خلق الصورة المطروحه . لا اجزم انها تناولت فى ذالك القالب السردى ثلاثه صور من فن الكتابه .

جمعت ما بين الشعر احيانا .. القصه احيانا اخرى . الحكايه والديلوج

عصيه بدى هنا رائعه من روائعك .. اجبرتنى الوقوف لديها

تحياتى لجديدك

يسعندني ان اكون هنا
يسلموووووووووووووووووووووووووو
على ما خط هذا القلم الرائع
با نتظر المزيد

تحياتي

[move=down]اعز الناس ياناس ماضنتي ينسوني زرعوني مثل ورده وبدون الماء خلوني[/move]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.