حياة بالأبيض ِ والأسود
لا وجود للألوان فيها
فقد ماتت الألوان في الحرب ضد الظلام
وتناثرت أشلاؤها في كل مكان
هُنا وهُناك
لا وقت للدموع
أو الخضوع للظلم السائد هُناك
ليلُ ُ أبيض
نامت فيه القلوب المريضة
نهارُ ُ أسود
إستيقظت فيه الظلمات والأحقاد
لا اعاني الجنون أنا
وإنما الواقع يُملي علي الكتابة
يجعلني أتجرع الكأبة
في ملعقةٍ صغيرة
ويفرض علي الإنطواء
والبقاء في صومعة الفكر وحدي
حيثُ الإنسان الوحيد الذي يستحق أن اصدقه
أنا
هُنا ,, لم أكن أنانياً
ولكنني مُجرد باحث عن الراحة
وطالما أن جميع من حولي يبحثون
عن راحتهم ولو بداخل ِ ألام الغير
فلسيت أنانية أن أبحث عن راحتي
أنا أيضاً
بين جدران نفسي
وحيثُ تري عيناي الألوان واضحة ً
,,,
( 2 )
طلب أحدهم مني النصيحة
فقلت له كن ذكياً
أو غبياً
أو كلاهما معاً
مع البعض ذكياً
ومع الأخر غبياً
رغم الذكاء غير المُعلن
وكن صالحاً
أو طالحاً
أو كلاهما في الوقت ذاته
ولكن ثق
في أن جميع أعمالك تُجمع في وعاء
وأنت من يضعها بيديه فيه
وأنت أيضاً من سيجني ما وضع
فأحرص علي ألا تحصد يداك الأشواك
,,,
( 3 )
عاش الملك
مات الملك
إنها عبارة النفاق الأعمي
والأنا الأبدية
فقد تزوج الملك وأنجب قرداً صغيراً
وأنا هنا
لا أتحدث عن احد ملوك البشر
وإنما الحديث عن القرد ملك الغابة
فالأسد قد أصابته الشيخوخة
وأصبح ضعيفاً
أما القرد
فمازال قادراً علي تسلق الأسجار
وقذف سائر الحيوانات بالحجارة
من الأعلي
ولسان حاله يقول
فليصعد إلي الأعلي الرجل فيكم
وهيهات ثم هيهات أن يصعد إليه أحدهم
فهم في الحقيقة ليسوا رجالاً
ولا قردة
,,,
إحترامي الشديد
مهدي المصري
رائع ومبدع
عزيزي مهدي عودة حميده من قلم كبير
اعتدنا ان نقرأ له ونعجب بما يقدم
دمت مبدعا وراقيا ورائعا
نحلة المنتدي النشيطة
لن تُعبر لكِ الكلمات عن مدي سعادتي بتواجدك الجميل هُنا
تقبلي مني فائق الإحترام
همسة
أنا في إنتظار قراءة إنتاجك
مهدي المصري
أتعلم يا رفيق القلم كرهت كثيرا ما يسمونه بالفلسفة ، فقد أفقت على حقيقة متعفنة ، تبعث في النفس الاشمئزاز ..
كلما زدنا تعمقا و توغلا في الأفكار و المعاني و الدلالات صرنا أقرب للجنون الحتمي ..
لك مني مزيدا من الجنون ..
** تحية من رفيقة قلمك ‘ أم ـــل ‘ **
فنهارنا اصبح ليل وليلنا اصبح نهار
نهار اسود من رماد الضمائر المحترقة وسناج تبخر من قلوب ماتت وتحجرت كالفحم
الموضوع الأصلى من هنا: http://bayt.el-emarat.com/#46007#post563878
وليل طويل ابيض عكس جميع الالوان فلم يعد لها رونق وجمال
الراحة في الانسحاب وترك هذا الصخب الحاقد والضوضاء التي تعلو بصوت الطغيان والاستبداد
ام الراحة في التمرد عليها وعدم الاستسلام ومقاومتها ولو بأقل القليل
المهم في النهاية ان يكون الانسان نفسه
كن نفسك تجد الراحة التي تبغاها
حتى وان كان القرد في زماننا هو الملك ملك التملق والعدو والوثب فوق الاكتاف ليعلو ويعلو وينال غايته
لكن ما زال الاسد موجود وليس سكونه ضعف ولكنه تأمل وحكمة وفطنة
ينتظر ان يهوي القرد من اعلى قمة ويسقط ويدك عنقه
وسيظل الصراع قائم وابدي بين الاسود والقردة
مهدي المصري
خالص الاعجاب والتقدير لفلسفتك الراقية و فكرك المستنير
دمت على رقيك وتألقك ونبشك لخبايا وصراعات هذا الزمن
فائق الود والاحترام