تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » مواجهة مع " الآنا "

مواجهة مع " الآنا " 2024.


من انا؟
سؤال يجتاحنا جميعنا بين وقت واخر..
يقودنا الى كثير من الدهاليز في اعماقنا..
يبعثرنا كلٌ في اتجاه…
تارة نعرف الاجابة عنه..
وطورا لا نفقه اي تفسير نحتاجه..

.
.
.

وهكذا..انا..
سؤال لا ينفك يلاحقني كل وقت..يتمرغ داخلي بأحرفه الصغيرة..
يبعثر نظراتي على ذاتي…كأنها نسر يحوم حول الفريسة..
تتشابك اجوبته في دهاليز عقلي..وتتناثر خربشاتي عنه في ملفاتي وأوراقي…

لم اعتد يوما ان تواجهني المرآة وتسألني بهذا السؤال..
ولم اعرف وقتا هزمته بأجوبتي عن هكذا سؤال…
كنتُ كل يوم .. اكتشف " انا " جديدة بداخلي..
كنت كل لحظة..اشعر بتغير " الانا " في اعماقي..
لم استطع البقاء في حالة واحدة..كما تقف الشجرة في مكانها ولا تتحرك..
ولم استطع ان اعرف كيف يكون هناك " انا " واحدة في كائن بشري او حتى حبري..

فكلما عبرني الحزن..كانت تخرج من ذاتي" انا " الباكية، اليائسة،الغريبة..عن نفسها…
وكلما عبرتني الضحكة.. كانت تطغى عليَ " انا " السعيدة، المرحة،الجميلة..المقتحمة لحياة الاخرين ببريقها..

عندما اسامح قلب اخطأ بحقي.. كانت تتحول " انا " الى احساس بالامان يعبر كل ما يحيطني..
وعندما اصرخ في وجه من ازعجني.. كانت تغلفني " انا " قاسية ..مزعجة ..مؤذية…لكل من يعرفني..
كنت اتغير كتغير عقارب الوقت مع كل ثانية تمر في عمر الانسان..
كنت اتبدل مع كل احساس وشعور يعبر الزمن حولي..

فعندما يحملني القلب على اجنحته.. كانت تلاحقني " انا " العاشقة..المنتظرة اصابع تبعث الدفئ في كل انحاء جسدي..
وعندما يعيدني العقل الى واقعي..كانت تعود معه " انا " بكل منطقها..وقوانينها…والتزاماتها..التي تقمعني..

لم اعرف يوما كيف اشاهد " انا " واحدة داخلي..
ولم يكن يجدي ان اكون كل هذه " الانا " في نفس الوقت..
كان خياري ان اتنقل بين" الانا "..حسب ما تمنحني اياه اللحظات الهاربة من عمري..
حسب تغيير دورة الوجع..وخربطات الايام..وحقيبة المشاعر…

احيانا كنتُ اتساءل…
هل هناك احدٌ على وجه الارض يملك " انا " واحدة داخله؟
هل هناك قدرة عند أي كائن حي ان يلتزم نفس " الانا " في كل المواقف؟

اسئلة كثيرا ما كنتُ اطرحها على نفسي..وكثيرا ما لم اجد جواباً يرضيها..
الموضوع الأصلى من هنا: http://bayt.el-emarat.com/#87063#post1354595
فنادرا ما وجدت " انا " ثابتة عند احد..
ونادرا ما وجدت قلبا قادرا ان يتصرف بطيبة على مدار ساعة الزمن..
ف "هناك دوما لحظة انفجار…وهناك دوما رائحة دخان تنتظر اللحظة المناسبة لتظهر الى العلن.."
كأن حقيبة المشاعر هي التي تتحكم بهذه " الانا " عند كل انسان…
كأنها هي البوصلة التي تجعله يتأبط هذه " الانا" او تلك..

ربما من سوء حظنا نحن البشر..اننا بشر…نريد ان نملك كل شيء..
الطيبة والحنان..والاخلاص..والصدق..والوفاء..
وبنفس الوقت..نريد ان نحصل على كل ما نريد..
مشاعر الاخرين..وفاءهم لنا..اخلاصهم لنا..طيبتهم معنا…صدقهم في معاملتنا..
لا نقبل ان نعطي دون ان نأخذ..
ولا نرضى ان نمسح دمعة احد دون ان تمد يد لتسمح لنا دمعة..
نريد كل شيء..
الحب مقابل الحب..
والاهتمام مقابل الاهتمام..
نرفض ان نبالي قبل ان يُبالى بنا..
ونأبى ان نهتم قبل ان يُهتم بنا..
نريد ان نحصل قبل ان نمنح..
ونريد ان نتحرر من قيود الاخرين قبل ان نُحررهم من قيودنا…
تصيبنا الصدمة ان طالبوا بقليل من الحرية منا..
وتصيبنا الدهشة ان حاولوا ان ينأوا بعيدا عن كلماتنا..
نريدهم دوما قانعين بنا..
متمسكين حتى بقسوتنا معهم..
متواجدين حولنا ولو ارواحهم بحاجة للرحيل بعيدا عنا..

…………..

هي خربشات..واجهتني بها المرآة يوماً ما..
فحاولت ان ارضيها قليلا..
فربما استطيع ان اجد " انا " ثابتة في حرفي..لها…
لكني..للأسف..وجدتني اكثر ضياعا وانا احاول ان اجد " الانا " الحقيقية داخلي..

ربما..لأننا جميعا نحمل اكثر من " انا " واحدة داخلنا..

ورد

لا اعرف لما حضرتنى فور التفرغ من نصك ذالك القول ..
الكتاب العظام هم الذين عامدوا على الكشف عن الإنسان
لا كتأكيد إيجابي ولا كوحدة ولا ككتله متراصة
و إنما كعمق و انكسار الإنسان الإشكالي مع نفسه
-أوكتافيو باث ..
يبدوا أن الامزجة المتراصة بحالة الفرد ..

ذالك البحث فى كنايتة عن الانا تبدوا ولوجاً متضخماً الى عمق تجربة ما او حالة شعورية ما

ما تفرض علينا ان نعبث قليلا او كثيرا فى حوض الذاكرة المعنية بالاسئلة والانا المتضخمة دوما .. فمن أنا سؤال ذائغ فى العمق

يستحق البحث كثيرا عنة .. وبتفائل .. لا بتشائم ..

ورد ** الرفيقة **

تجبرينى القراءة مرات ومرات .. ويبدوا ان العودة لازمتنا كما كل نصوصك الدسمة الحرف

شاى بالنعناع الاخضر

[IMG]url=http://up.xdxbx.com/][/url][/IMG]
يعطيك العافيه ورد
ورده

مااجمل كلماتك مااجمل بوحك المميز

كلمات ك***** كتبتيها باناملك الذهبية

دوما رائعة

الله يعطيك العافية

ورد

كلماااااتك لامست شغاااف قلبي

تسلمـ لنـا مشاعركـ

تقديـري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.