تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » من الواقع 3

من الواقع 3 2024.

الاب الحنون …

كان والدي تقريبا في التاسعة من عمره عندما وُلدت أمي وبما أنه يحب الأطفال
فكان لا يفارقها، إذا بكت، يسرع عند والدتها والتي هي خالته، ويقول لها حصة
تبكي تريد ان تأكل، ويمسكها من يدها ليسحبها وراءه إلى غرفة الصغيرة
التي كبرت وظلت محور اهتمامه وحبه الى أن سافر ليكمل دراسته وعندما
عاد وجدها قد غدت فتاة رائعة الحسن والجمال، والأهم أنها بسن الزواج
فتزوجها وعاشا حياة سعيدة أنجبت له خلالها ثلاث فتيات وولدين،
كان والدي لا يفارقها لحظة واحدة، كان لا يناديها إلا حبيبتي حتى ظننا
انه اسمها، حبه لها كان أكبر من أن يوصف فهي حلم حياته الذي تحقق،
الموضوع الأصلى من هنا: http://bayt.el-emarat.com/#129263#post1818925
هي بالنسبة إليه الزوجة و******ة، الشقيقة والوالدة، الابنة والصديقة،
كان يتصل بها مائة مرة من المكتب، كان يأتي الى المنزل وكله شوق لرؤيتها،
وإذا صادف ولم تكن في المنزل عند عودته، نجده كالطفل الضائع من دون والدته،
وعندما تصل يشرق وجهه وتنفرج أساريره،
أما هي فكانت مثال المرأة الطيبة المحبة الحنون،
كانت فعلا ملجأه الأمين، تخاف عليه وعلى مصالحه،
على صحته وماله، كانت عندما يخرج صباحا من المنزل تشيعه بنظرها تلوح
له بيدها وتطلب من الله ان يحميه من خطر الطريق، وعندما يأتي تستقبله
وكأنه غاب دهرا عنها وكأنه قادم من سفر بعيد، كانت تخرج مسرعة
عندما تسمع صوت سيارته لتلاقيه في الخارج وتقول له اشتقت إليك،
كنا عائلة سعيدة بكل ما لهذه الكلمة من معنى الى أن جاء يوم
وسقطت ست الحبايب أرضا، بعدما وضعت يدها على صدرها
وشدت بقوة وهي تصرخ من الألم فقد توقف قلبها الكبير فجأة من دون
سابق إنذار، هي كلمة آخ فقط تفوهت بها، أسرع والدي إليها ركع
بجانبها ووضع رأسها على ركبتيه وهو يناديها: حصة ردي علي حبيبتي،
أخذ يصرخ اطلبوا الإسعاف بسرعة فنظرت إليه والينا نظرة أخيرة،
ودعتنا بها وقالت له وهي تضع يدها على وجهه، خذ بالك من نفسك
والأولاد يا سالم، صرخ قائلا لا تقولي هكذا، أنت بخير، لكنها كانت
قد أسلمت الروح بين يديه فسقطت يدها على كتفه، احتضنها والدي
وأخذ يبكي ويناديها ونحن حولها نصرخ، يمه افتحي عينيك انظري
الى أبي كيف يبكي، قومي يمه قومي.

بعد العزاء بقي والدي في غرفته لا يخرج منها لأيام ونحن أطفال لا
نعلم ماذا نفعل، كنا نبكي على بكائه ونحزن على حزنه، كنا خائفين
ان نفقده هو الآخر، كانت جدتي لا تتركه، تهتم بنا وبه، لكنها لم
تنجح في إخراجه من وحدته وغرفته التي كانت تجمعه برفيقة
دربه وحبيبته، كان ينظر الى الفرشاة ويسحب منها شعيرات من
شعر والدتي التي بقيت عالقة فيها، كان ينام على الجهة التي
كانت تنام عليها لكي يتنشق رائحتها، كان يفتح خزانتها ليمسك
بملابسها التي لا تزال رائحة عطرها وبخورها تفوح منها، ينظر
بالساعات إلى صورتها وهي تضحك، يحضن الصورة وينام لدقائق
قبل أن يقفز من فراشه ليجد انه لم ينم إلا لدقائق قليلة، فيقوم
ويمسك بالقرآن الكريم ويصلي، يطلب من الله أن يسكنها فسيح
جناته ويلهمه الصبر والسلوان، كان بكائه يزداد مع الأيام
عندما يصبح في غرفته وحيدا، كان يعلم ان البكاء على الميت
حرام لكنه لم يستطع أن يمنع دموعه من السيلان، كان دماغه
معطلا لا يعطي الأوامر ولا يأخذها، بقي على هذه الحالة من العزلة
والحزن الى ان مرضت انا وأخذوني إلى المستشفى،
فكان يجلس بقربي ويمسك يدي، ينظر إلي ويداعب شعري،
فسألته متى تعود أمي يا أبي؟ فأنا قد اشتقت إليها كثيرا ولو
انها بقربي لما مرضت وإذا كانت لا تستطيع ان تأتي فهل
تدعني اذهب إليها، فقال بخوف لا! لا يا ابنتي بسم الله عليك
سوف تشفين بإذن الله وعندها نتكلم بموضوع والدتك، كان
مرضي السبب بعودة والدي رويدا رويدا الى حياته السابقة،
لكننا لم نعد نرى بسمته التي كانت تزين وجهه، أصبح إنساناً
آخر لا هم له سوى الاهتمام بنا والخوف علينا، كان يلبي طلباتنا
مهما كانت وكان يزداد تعلقاً بنا، كانت جدتي قد كلمته عدة مرات
عن موضوع الزواج لكنه كان يبدل الموضوع أو يطلب منها ألا
تفتحه معه مرة أخرى لأنه لن يتزوج ثانية، فكانت تقول يا ولدي
يجب ان تتزوج من اجل الصغار فهم بحاجة لامرأة وانت ايضا،
فكان يرد عليها بحزم من المستحيل ان اقبل بأن تربي أطفالي
امرأة غير والدتهم رحمها الله، ثم إنني لا أقصر معهم بشيء
وأنت يا أمي هنا معهم وهم متعلقون جدا بك فماذا أريد أكثر،
قالت يا ولدي انت لا زلت شاباً وبحاجة الى سيدة تكون معك
فأنا قد أصبحت كبيرة في السن وان لم يأخذ الله أمانته السنة
فسوف يأخذها السنة المقبلة، ارجوك فكر بالأمر، هكذا اطمئن
عليك وعليهم قبل ان أموت.

مرت الأعوام بسرعة، لم نشعر خلالها بيتمنا فوالدي أطال الله
عمره منحنا عطف الأب وحمايته وحنان الأم ورعايتها، كنا نحن
البنات نخبره بكل شيء يحصل معنا، لقد عودنا على الصراحة
والثقة المتبادلة، أشقائي يكملون دراستهم الجامعية في الخارج،
اما نحن فقد آثرنا البقاء مع والدنا ****** صديقاتنا يحسدننا على
علاقتنا الفريدة من نوعها معه، كان يسهر معنا في أوقات
امتحاناتنا لا يتركنا، يحضر لنا الشاي والساندويتشات، يستمع
إلى قصصنا يتعرف على صديقاتنا، كنا ان وصلنا إلى المنزل
ولم نجده نقلق، فنبدأ بالاتصال به على هاتفه النقال فيضحك
ويقول أنا قادم يا بنات لما هذا الخوف علي، عمر الشقي بقي،
لا تخفن، لكنه كان السبب في قلقنا هذا لأنه عودنا ان يكون
دائما في المنزل عندما نصل، وهو بدوره كان يفعل نفس الشيء
الموضوع الأصلى من هنا: http://bayt.el-emarat.com/#showthread.php?p=1818925
ان تأخرنا بالعودة، كنا قد اتفقنا ألا نخرج إلى أي مكان في المساء
حتى لا نتركه وحده نسهر معه ونتسامر، وكان عندما يتثاءب نقول
هيا إلى النوم أيها العجوز، فيضحك ويقول ألن تدثروني أيضا،
هكذا كانت حياتنا مع أحن وأطيب أب في العالم فنحن معه لا
نحتاج إلى أحد حتى صديقاتنا، كان يملأ *****نينا وأيامنا بهجة
وتسلية واهتماماً لكن.. عندما تعرفت شقيقتي في دوامها إلى شاب
أعجبها وأعجبته طلب منها مقابلة الوالد فارتبكنا كلنا عندما أخبرتنا
إذ إننا نعيش كلنا كحلقة مترابطة لا أحد منا يستطيع العيش خارج
المجموعة، كنا كالسلسلة التي ستفقد حلقة، لكننا شجعناها وقلنا
لها إنها يجب ان تخبر الوالد فكانت المرة الأولى التي نشعر فيها
بأننا بحاجة الى والدتنا رحمها الله، فقالت شقيقتي لو كانت أمي
على قيد الحياة لكنت أخبرتها من دون ان ارتبك، وكانت نصحتني
وأرشدتني، أخبرتني عن أشياء لا أستطيع ان اسمعها منه،
لكن أبي ليس كأحد فهو فريد من نوعه وعندما تشجعنا وأخبرناه
ترقرقت الدموع بعينيه، وقال ها قد أتى الوقت الذي كنت أخاف
منه حيث تصبحن بسن الزواج وتذهبن إلى منازل أزواجكن
فأغدو وحيدا لكنها سنة الحياة يا بناتي حبيباتي،
سوف تتزوجن واحدة تلو الأخرى وتتركن المنزل،
ثم نظر إلى من ستتزوج قائلا تعالي يا صغيرتي،
أريد ان أسألك عن شيء، قالت أمر الغالي،
قال هل تحبينه؟ تلعثمت وصمتت بعد ان اصطبغت وجنتاها باللون الأحمر،
ابتسم وقال دعيه يأتي لنتكلم فأنا بانتظاره.

يوم الزفاف طرق والدي باب غرفة العروس وطلب منا أن نتركه
معها لدقائق، نظر إليها طويلاً، دمعت عيناه عندما رآها بفستانها
الأبيض وقال لها كم انت جميلة يا صغيرتي، تشبهين والدتك جداً
يا ليتها معنا اليوم، لكانت ساعدتك بارتداء فستانك وبخرتك وعطرتك،
الحمد لله على كل شيء، لكني سأوصيك يا ابنتي أن تكوني مع زوجك
كما كانت أمك رحمها الله معي، فالمرأة الصالحة هي التي تنشئ
عائلة صالحة وتعرف كيف تحافظ على زوجها، كوني سفيرة حسنة
لنا وسامحيني ان قصرت بشيء معك فأنا حاولت ان أكون لكم الأب
والأم ولا أدري ان كنت قد أتممت رسالتي بنجاح، قالت له أرجوك
يا والدي لا تكمل فأنت أعظم أب في العالم وأنا فخورة بأنني ابنتك،
ولو كان لي الخيار لما اخترت غيرك والدا فأنت كتلة من الحنان والطيبة،
حبك يا أغلى الناس يملأ قلبي وحواسي،
ثم انحنت تقبل يديه وهي تبكي، حضنها ومسح دموعها قائلاً،
سوف تفسدين زينتك يا أجمل عروس اذهبي الى عريسك
وعسى ان يوفقكم الله وتنجبان لي العديد من الأحفاد لأربيهم انا

………………………………….

المصدر …. الكاتبه مريم راشد ….. دار الخليج
القصه مررررررره تحزن
الله يحفظ امهاتنا وابائنا يآرب ويخليهم لنا
يعطيك العافيه طيف ..

يسلمو عالقصه؛؛
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جداويه غير
القصه مررررررره تحزن
الله يحفظ امهاتنا وابائنا يآرب ويخليهم لنا
يعطيك العافيه طيف ..
مشكور مرورك الطيب

اختى جداويه

لك كل الخير

طيف قصة محزنة كتير

الفراق صعب وخصوصا فراق

الام او الاب الله يخليلنا ياهن يارب

ويلهمنى الصبر عند الفراق

شكرا طيف

.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.