( بسم الله الرحمن الرحيم ـ الحمد لله الذي يستدل على وجوب وجوده ببدائع ما له من الأفعال ، المنزهه في ذاته و صفاته عن النظائر والأمثال ، أنشأ الموجودات فلا يعزب عن علمه مثقال ، أحمده سبحانه وأشكوه إذ هـدانا لدين الإسلام ، وأزاح عنّاشبه الزيغ والضلال ، وأشهـد أن لاإله إلاالله وحـده لا شـريك لـه شهادة موحد له في الغـدو والآصـال ، وأشهـد أن سيدنا محمـداً عبده ورسوله نبي جاءنا بدين قويم ، فازتوينا مما جاءنا بـه من عـذب زلال ، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وأصحابـه الذين هم خير صحبه وآل ، وسلم تسليماً.
أما بعد ، فقـد طلب مني بعض الأصدقاء الذي لا تنبغي مخالفتهم أن أجمع مؤلّفاً يشتمل على مسائل أربع ، وقواعـد أربع يتميز بهن المسلم من المشرك.
الأولى : أن الذي خلقنا و صورنا لم يتركنا هملا ، بل أرسل إلينا رسولاً معه كتاب من ربنا ، فمن أطاع فهو في الجنة ومن عصى فهو في النار ، والدليل قولـه تعالى : ( إنا أرسلنا إليكم رسولاً شاهـداً عليكم كما أرسلنا إلى فرعون الرسولا ).
الثانية : أنه سبحانه ما خلق الخلق إلا ليعبدوه وحــده مخلصين له الدين والدليل على ذلك قوله تعالى : (وما خلقت الجن والإنس ليعبـدون) . وقال : ( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء و يقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة ).
الثالثة : أنـه إذا دخل الشـرك في عبادتك بطلت ولم تقبل ، وإن كل ذنب يـرجى لـه العفو إلا الشـرك . والدليل قولـه تعالى : ( ولقـد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشـركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسـرين ).
وقال : ( إن الله لا يشـرك بـه ويغفـر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشـرك بالله فقـد ضل ضلالاً بعيـداً ).
وقال تعالى : ( إنـه من يشـرك بالله فقـد حـرم الله عليه الجنة وما واه النار وما للظلمين من أنصار).
المسالـة الرابعة : أنه إذا كان عملك صواباً ولم يكن خالصاً لم يقبل ، وإذا كان خالصاً ولم يكن صواباً لم يقبل ، فلابد أن يكون خالصاً صواباً على شريعة محمد صلي الله عليه وسلم ، ولذلك قال سبحانه في علماء أهل الكتاب وعبادهم وقرائهم : ( قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ).
وقال تعالى : ( وجوه يومئذ خاشعة عاملة ناصبة تصلى ناراً حامية ) .
وهذه الآيات ليست في أهل كتاب خاصة ، بل كل من اجتهد في علم أو عمل أو قراءة وليس موافقا لشريعة محمد صلي الله عليه وسلم فهو من الأخسرين أعمالا الذين ذكرهم الله تعالى فى محكم كتابه العزيز ، وإن كان له ذكاء وفطنة ، وفيه زهـد وأخلاق ، فهـذا العـذر لا يوجب السعادة والنجاة من العذاب إلا باتباع الكتاب والسنة ، وإنما قوة الذكاة بمنزلة قوة البدن و قوة الإرادة ، فالذي يؤتي فضائل علمية وإرادة قوية ، وليس موافقا للشريعة بمنزلة من يؤتي قوة في جسمه و بـدنـه. (1)
الموضوع الأصلى من هنا: http://bayt.el-emarat.com/#14130#post116011
مجموعة الفتاوى والرسائل والأجوبة ، للإمام محمد بن عبدالوهاب ـ ص 217
أخي الكريم .. جزاك الله خيرا
وأكثر ما يعجبني فيما تكتب , إضافة إلى القيمة التي نستفيدها منها , هو حرصك على تطعيمها بالآيات وذكر مصدرها
أتعلم أخي المهاجر ما يحزنني
حين أجد أخلاق بعض المسلمين أسوء من عدوك الكافر , لا ليس الكافر بل غير المسلم
أتمنى أن تكتب في أخلاق المسلم , وتبين لأخواننا من هو المسلم الحق
شكرا أخي الكريم
وأحمد لله على انضمامك إلى كوكبتنا, ,وكم الإستفادة التي نأخذها منك
على المرور والمشاركة