مرّ التابعي الجليل صلة بن أشيم بطائفة من الشباب
أرخت للصبا عنانه، فحيّاهم بأنسٍ وخاطبهم برفقٍ
وقال:ما تقولون في قومٌ أزمعوا سفراً لأمر عظيم،
غير أنهم كانوا في النهار يحيدون عن الطريق ليلهو
ويلعبوا، وفي الليل يحيدون عن الطريق ليبيتوا
ويستريحوا، فمتى ترون ينجزون رحلتهم ويبلغون
غايتهم؟
فيصمت الشباب الذين كانوا في لعبهم.
فيحييهم بلطفٍ ويمضي؟
ومراراً ما مرّ عليهم وهم في لعبهم ومجونهم ،
ويعيد عليهم الحديث نفسه،
قومٌ أرادوا سفراً لأمر عظيم، ثم ترونهم يحيدون عن
الطريق في النهار ليلهوا ويلعبوا،
وفي الليل ليبيتوا ويستريحوا متى ترونهم
يصلون لغايتهم،
يبتسم ويمضي.
ومرّت الأيام عليه وعليهم، وكان كلما مرّ بهم وهم
في مجونهم يُعيد عليهم مقالته.
في يوم من الأيام نهض شاب منهم
وقام: إنه والله ما يعني بذلك أحداً غيرنا،
فنحن قومٌ أرادنا الله إلى طريق لنصل فيه إليه،
فإذا نحن نحيد في النهار باللهو واللعب في مجوننا،
وفي الليل في راحاتنا ولعلنا لا نصل إلى الله تعالى
ولا إلى رضاه.
الموضوع الأصلى من هنا: http://bayt.el-emarat.com/#139025#post1895699
ثم انحاز الشاب عن رفاقه واتبع صلة ابن أشيم
من ذلك اليوم تائباً ولا زال في صحبته حتى مات
جزاك الله كل خير
/,/