بعد مجزرة غزة جرت انتخابات في (إسرائيل) جاءت نتائجها لتكشف مزاجاً شعبياً متطرفاً أكثر من حال التطرف الذي كان سائداً أثناء المجزرة، وتشكلت حكومة برئاسة نتنياهو، وهذه الحكومة أعلنت عناوينها من أول أيامها: رفض حل الدولتين، وعدم التنازل عن القدس أو المفاوضة بشأنها، وعدم التنازل عن الجولان. والعمل على اعتراف دول العالم بيهودية دولة (إسرائيل). أما ليبرمان الذي اختاره نتنياهو للخارجية، وهو المشهور عنه أنه من أكثر اليهود تشدداً وهو الذي نجح في الانتخابات بسبب شعاراته المتطرفة جداً كالمطالبة بتهجير فلسطينيي الداخل للحفاظ على يهودية دولة (إسرائيل). وقد أعلن هذا الوزير أثناء مراسم تسلم حقيبته أن «التنازلات لن ت*** السلام» وأن «التنازلات أضفعت مكانة إسرائيل» وأن «مكانة إسرائيل كانت في الذروة بعد حرب الـ67». وعن المبادرة العربية أنها ستدمر (إسرائيل)… هذه هي (إسرائيل) بعد حربها العدوانية على غزة، وبدل أن تنشغل دول العالم بمحاسبتها على ما اقترفته يد الإجرام عندها أخذت تسترضيها وتقنعها أن تغير سياستها.
الموضوع الأصلى من هنا: http://bayt.el-emarat.com/#118463#post1692710
أما في المقلب الأميركي، فكان قد وجد رأي لدى الحزبين الجمهوري والديمقراطي بأنه لن تستقر الأوضاع لأميركا في المنطقة إلا بعد حل قضية فلسطين، وأن لا حل إلا بدولتين. وبعد انتخاب أوباما وقبل رحيل (بوش2) أعطى هذا الأخير لـ(إسرائيل) [أولمرت – ليفني – باراك] الضوء الأخضر لشن حربهم المسعورة على غزة على اعتبار أنه إذا نجح هؤلاء في حربهم فإن الانتخابات القادمة في (إسرائيل) ستسفر عن فوزهم، وستسفر عن السير بنجاح في مشروع الدولتين. وستفسر عن تسلم السلطة الفلسطينية ذات التوجه الأميركي الحكم في الضفة وغزة، وسيتم التخلص من حماس ذات التوجه الأوروبي بنظرهم. وبهذا الإنجاز يكون (بوش2) قد وطّأ الطريق لأميركا ولأوباما للسير في حل الدولتين.
الموضوع الأصلى من هنا: http://bayt.el-emarat.com/#showthread.php?p=1692710
وبالرغم من أن الأحداث سارت بعكس ما خطط له، وبالرغم من إعلان (إسرائيل) الصريح برفض حل الدولتين، فإن أوباما استهل عهده بالإعلان عن نية السير بحل الدولتين، وعيّن مبعوثاً خاصاً له في منطقة الشرق الأوسط وهو جورج ميتشل الذي راح يجوب المنطقة ويصرح بأن قضية فلسطين هي على «قمة جدول أعمال الإدارة الأميركية» وأن «حل الدولتين هو الحل الوحيد لأزمة الشرق الأوسط» وأن السلام الشامل في الشرق الأوسط من «المصلحة القومية للولايات المتحدة» وهذا كله يدل على أن أميركا ستسير بهذا الاتجاه، وستعمل على إقناع (إسرائيل) وستضغط عليها في ذلك؛ إذ إن الصراع الدولي في المنطقة بدأ يتشكل من جديد ليأخذ صورة بدأت ملامحها تكتمل مع الوقت. وفي هذه الصورة الجديدة سيتحول الصراع من صراع عربي – (إسرائيلي) أو إسلامي – (إسرائيلي) إلى صراع بين دول معتدلة ودول ممانعة، وسيكون الصراع السني والشيعي أحد ألوانه. وسيكون دور (إسرائيل) أنها إحدى أهم دول محور الاعتدال إن لم تكن رأسه. وسيكون على رأس محور دول الممانعة إيران. وهناك بعض الأنظمة العربية قد ظهر عليها الانخراط السريع في هذا المخطط، وخاصة السعودية ومصر، لأسباب تتعلق بحياة الأنظمة فيها ومستقبلها. فالسعودية قدمت بالأصل مبادرتها للسلام لإنهاء الصراع مع (إسرائيل) للاعتماد عليها فيما بعد في مواجهة إيران التي تسعى إلى تغيير حكم الأسرة السعودية نفسها. أما مصر التي تعادي حماس فإنها تعتبرها امتداداً للإخوان المسلمين في الداخل، وهناك بعض من هذه الدول من طالب بالتطبيع مع (إسرائيل) كالأردن سابقاً والبحرين لاحقاً.
والآن، ماذا يتوقع أن يكون عليه الحراك السياسي في المنطقة؟
يتوقع أن تقوم الإدارة الأميركية الجديدة بإقناع نتنياهو الذي سيزور أميركا في النصف الثاني من شهر أيار الحالي بأن قضية الصراع مع إيران ومع (الإرهاب الأصولي) المتنامي يجب أن يكون في قمة الاهتمام لدى (إسرائيل) كما هو لدى (أميركا) وكما هو لدى (الأنظمة العربية المعتدلة) وأن هذا الخطر الذي وصل إلى حدودها داهم، وأنه لا يمكن محاصرته إلا بالتصرف السريع. وأنه لابد من ترتيب الوضع الفلسطيني والالتفات إلى الأهم. وأنه لا يمكن للدول العربية المعتدلة والتي لا يمكن الانتصار بدون دعمها أن تبرر وقوفها إلى جانب (إسرائيل) أمام شعوبها إذا لم تحل قضية فلسطين بإقامة دولة لهم. وفي هذا الصدد صرحت كلينتون وزيرة خارجية أميركا في 24/4: «لا يمكن لإسرائيل البقاء بعيدة عن جهود السلام مع الفلسطينيين إذا أرادت الحصول على دعم عربي صلب ضد إيران». كذلك يتوقع أن تغرق الولايات المتحدة (إسرائيل) بالوعود المالية المغرية والمساعدات العسكرية النوعية، وقد تستعمل اللوبي اليهودي في أميركا (أيباك) لإقناع (إسرائيل) بالتجاوب… وفي كل الأحوال لا يتوقع أن تأخذ الضغوط شكل صراع بل ضغوط ****** على حبيبه الحريص على مصلحته ومستقبله. لأن (إسرائيل) هي بالأصل مشروع استعماري غربي أرادوا منه أن يكون خنجراً مسموماً مغروساً في خاصرة الأمة الإسلامية. والحاجة إلى (إسرائيل) من هذه الزاوية هي اليوم أكثر مما كانت عليه من قبل.
يتبع باذن الله تعالى
إذا اشتكي مسلم في الصين أرقني ……….. ….. وإن بكى مسلم في الهند أبكاني
ومصر ريحانتي والشام نرجستي ………. وفي الجزيرة تاريخي وعنواني
وحيثما ذكر اسم الله في بلد عددت ………. أرجاءه من صلب أوطاني
ثمّ تكون خلافة على منهاج النبوّة