همس في أذنها : إني ذاهب ..
……………….. سألقاك يوما
……………….. و إنه لقريب
اضطربت الصغيرة في نومها
ابتسم هو و مضى ..
مضى واثقا ..
سعيدا
رأته يسير ..
في طريق طويل
و إذا بخنزير بري ..
يقطع عليه الطريق
بأنيابه يقتله .. يمزقه
يمزق ذلك الوجه القسيم
بكل غدر
بكل وحشية
يسيل دمه .. ذلك الدم الطاهر
و تعمر البسمة الراضية ثغره
ثغر ذاك الأخ الرائع
شهقات و دموع
آهات و زفرات
خرجت مسرعة
نسوة يحطن بأمها
و أخواتها متكومات في زاوية
و قد سالت دموعهن أنهارا
و هناك ..
أمام الباب ..
جسد ساكن
أبوها راكع بجوار الجسد
هتف بكل فخر : كنت بطلا ..
و الآن .. أنت عند ربك
الموضوع الأصلى من هنا: http://bayt.el-emarat.com/#88194#post1371148
فلماذا الحزن .. و لماذا البكاء ؟؟
تحسست الفراش ..
شعرت بالدموع تقفز إلى عينيها
هي صغيرة ..
لكنها تعرف معنى الموت
و لكن ..
ما هذا ؟
جسم صلب بالأسفل ؟؟
ما هذا ؟
إنه مدفع ..
لا ريب أنه لأخيها
جذبته ..
و بين ثيابها ..
أخفته ..
خلف الدار ..
دفنته ..
إلى يوم قريب
سنين مرت ..
كنسمة الهواء
كسحابة الصيف
في لمح البصر
كانت طفلة ..
غدت الطفلة شابة جميلة قوية و لطيفة
و لكن ..
في عقلها فكرة ما
هبط الليل على المدينة
شبح يتحرك بهدوء ..
يحمل بين يديه شيئا ما
بحرص و هدوء .. كما تحمل الأم وليدها
التفت الحارس العجوز ..
هناك ظل ما تحرك ..
لا ريب أنه يتخيل
عاد ببصره إلى تلك النار أمامه
و خلفه ..
و في قلب الشبح ..
نار أكثر تأججا
ستبرد الليلة
النسوة يحطن بأمها
و في زاوية المخيم ..
تكومت الأخوات يكفكفن دموعهن
أما الأب ..
فقد رحل ..
منذ زمن ..
إلى ربه
و هناك ..
أمام باب المخيم ..
يرقد جسد ساكن
لا .. لا تزال الأنفاس تتردد في صدره
إنها هي ..
و على شفتيها ابتسامة راضية واثقة
و في عينيها نظرة سعيدة
قلبها يخفق هامسا ..
صدقت يا أخي
يوم اللقاء ..
لم يكن بعيدا ..
و ها قد جاء
اليوم ..
في نشرة الأخبار
أعلن المذيع ..
فتاة فلسطينية ..
تقضي على ثلاثة إسرائيلين ..
الله ينصر فلسطين
ويعجل بهزيمه الخنازير..
يعطيك الف عافيه..
اخوي تسلم يالغالي..
ويخزي اليهود الكفره واعداء الدين الذين يساعدوهم
دمت بسلام