فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا
محمد متولي الشعراوي
{ فَمَن كَانَ يَرْجُواْ لِقَآءَ رَبِّهِ } [الكهف: 110] الناس يعملون الخير لغايات
رسمها الله لهم في الجزاء، ومن هذه الغايات الجنة ونعيمها،
لكن هذه الآية تُوضّح لنا غاية أَسْمى من الجنة ونعيمها، هي لقاء الله تعالى والنظر إلى وجهه الكريم،
فقوله تعالى: { يَرْجُواْ لِقَآءَ رَبِّهًِ } [الكهف: 110] تصرف النظر عن النعمة إلى المنعم تبارك وتعالى.
فمن أراد لقاء ربه لا مُجرَّد جزائه في الآخرة: { فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً } [الكهف: 110]
فهذه هي الوسيلة إلى لقاء الله؛
لأن العمل الصالح دليل على أنك احترمتَ أمر الآخر بالعمل، ووثقتَ
من حكمته ومن حُبِّه لك فارتاحتْ نفسك في ظلِّ طاعته،
فإذا بك إذا أويْتَ إلى فراشك تستعرض شريط أعمالك، فلا تجد إلا خيراً
تسعَدُ به نفسك، وينشرح له صدرك، ولا تتوجَّس شراً من أحد،
ولا تخاف عاقبة أمر لا تُحمَدُ عقباه، فمَنِ الذي أنعم عليك بكل هذه النعم ووفَّقك لها؟
ثم: { وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدَاً } [الكهف: 110] وسبق أن قُلْنا: إن الجنة أحد،
فلا تشرك بعبادة الله شيئاً، ولو كان هذا الشيء هو الجنة،
الموضوع الأصلى من هنا: http://bayt.el-emarat.com/#194365#post2029198
فعليك أنْ تسموَ بغاياتك، لا إلى الجنة بل إلى لقاء ربها وخالقها والمنعِم
بها عليك.وقد ضربنا لذلك مثلاً بالرجل الذي أعدَّ وليمة عظيمة
فيها أطايب الطعام والشراب، ودعا إليها أحبابه فلما دخلوا
شغلهم الطعام إلا واحداً لم يهتم بالطعام والشراب،
وسأل عن صاحب الوليمة ليُسلِّم عليه ويأنس به.
وما أصدق ما قالته رابعة العدوية:
كُلُّهم يَعبدُونَ مِنْ خَوْفِنارٍ ويروْنَ النَّجاةَ حَظَّا جَزِيلاً
أَوْ بأنْ يسكنُوا الجِنَان فيحظَوْاَ
بقصُورٍ ويشْرَبُوا سَلْسَبِيلا
ليسَ لِي بالجنَانِ والنَّارِ حظُّأنَا لا ابتغِي بحُبِّي بَدِيلا
وهذا يشرح لنا الحديث القدسي: " لوْ لَم أخلق جنة وناراً، أما كنتُ أَهْلاً لأنْ أُعْبَد؟ ".
ولا طمعاً في جنته، فاللهم ارزقنا هذه المنزلة، واجعلنا برحمتك من أهلها.
صباح الأنوار يالغاليه
جزاك الله كل خير
واسأل الله لكِ الأجر والثواب
جزاك الله خيرا على المرور والتعقيب
اللهم اجعلنا من ورثة جنتك وأهلا لنعمتك وأسكنا
قصورها برحمتك وارزقنا فردوسك الأعلى
حنانا منك ومنا و إن لم نكن لها أهلا فليس لنا من العمل ما يبلغنا
هذا الأمل إلا حبك وحب رسولك صلى الله عليه وسلم والحمد لله رب
أسأل الله لكم راحة تملأ أنفسكم ورضى يغمر قلوبكم
وعملاً يرضي ربكم وسعادة تعلوا وجوهكم
ونصراً يقهر عدوكم وذكراً يشغل وقتكم
وعفواً يغسل ذنوبكم و فرجاً يمحوا همومكم
ودمتم على طاعة الرحمن
وعلى طريق الخير نلتقي دوما