فالإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية. والانغماس في شهوات الخمر والميسر والزنا وأكل الربا، واتباع النفس هواها في ظلم العباد وأكل أموال الناس بالباطل وبخسهم أشياءهم، كل هذا ذو تأثير عظيم على التوحيد مهما كان في بداية الأمر قوياً وخالصاً.
وإذا كان الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، فكيف يأمن من يظل إيمانه في نقص مستمر؟ والذنوب من شأنها أن تحدث في النفس غفلة يقسو بها القلب قسوة قد تزيل عنه حقيقة الإيمان. (ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتو الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبُهم وكثير منهم فاسقون) [الحديد: 16] والمعروف أن الشهوات تفتح باب الشبهات فينتقل صاحبها من ارتكاب المحرمات إلى حبها ثم الضيق بالتشريع الذي حرمها، والميل إلى شبهات الذين يكرهون تحريمها من شياطين الإنس والجن:
(إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى الشيطانُ سوَّل لهم وأملى لهم. ذلك بأنَّهم قالوا للذين كرهوا ما نزل الله سنُطِيعُكم في بعض الأمر والله يعلم إسرارهم. فكيف إذا توفتهم الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم. ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم) [محمد: 25-27]
وعن عبد الله بن عمر وأبي هريرة رضي الله عنهما أنهما سمعا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول على أعواد منبره:
لينتهين أقوامٌ عن ودعهم الْجُمُعات، أو ليختمن الله على قلوبهم، ثم ليكونن من الغافلين. أخرجه مسلم
الموضوع الأصلى من هنا: http://bayt.el-emarat.com/#14506#post119484
إن التوحيد ليس مجرد قناعة فكرية، وما هو بمجرد استقامة لغوية، وإنما هو حال وعمل قلبي يحتاج إلى رعاية دائمة وغذاء مستمر وهو إنما يتغذى بالاجتهاد في الطاعات واجتناب المحرمات.
اللهم أدم علينا نعمة الإيمان بك ووفقنا لطاعتك واجتناب مساخطك والغفلة عن ذكرك.
على هذا الكلام الي هو بمثابة نصيحة وتوجيه
وبارك الله فيك
على المرور والمشاركة
وتحياتي