غيرة الاطفال من اخوانهم،مشكلة غيرة الاطفال ،التعامل مع غيرة الاطفال
اسعد الله ايامكم بالخير
عساكم بخير
اقدم لكم
علاج غيرة الاطفال من اخوانهم
عندما يقترب موعد ولادة الطفل الثاني في الأسرة، يتم استبعاد الأول عن والدته خلال فترة مكوثها في المستشفى وعند عودتها إلى البيت تكون مُجهدة وترغب في الاستراحة، لكن الطفل يكون تواقاً لحنانها الذي افتقده خلال الفترة الماضية فلا تجد وقتاً لمنحه هذا الحنان، وبعد استراحتها تتوجه العناية إلى المولود الجديد، ويقل الوقت الذي تعطيه للطفل الكبير، ويصل الأهل والأصدقاء للتهنئة بالضيف الجديد الذي أعطي له كل الوقت وسلطت حوله الأضواء بعد حجبها عن أخيه، حيث يكون باستمرار في حضن والدته.
فيذهب الأكبر إلى سريره مكسور الجناح وفي ذهنه أنه قد فقد حب أمه له، وبعد أن يكبر قليلاً يلاحظ أنه يُعاقب لأشياء يُسمح لأخيه الصغير أن يفعلها ولا يعرف سبباً لذلك أو أنه أصغرُ من أن يعرف السبب، ويتنامى لديه الشعور بالغيرة يوماً بعد يوم نتيجة المقارنة أو التفضيل.
قد تتحول مشاعر الطفل الغيور إلى سلوك عدواني، إما نحو الطفل الصغير الذي يعتبر منافساً له بعد أن استولى على عرشه في حضن أمه، أو موجهاً نحو الوالدين أو الممتلكات الشخصية بمحاولة اتلافها وتخريبها، إضافة إلى التقلب المزاجي وعدم الرضا بالهبات التي قد تقدم له من المحيطين مهما كانت غالية الثمن، كمحاولة منهم عن تعويضه بما فقده من حنان، وإن قبلها فيكون ذلك وقتياً وسرعان ما يتذكر الهبة الأكبر التي فقدها وهي حضن الأم الدافئ التي لا يستبدلها بأي ثمن.
ومن الأعراض التي قد تنجم عن الغيرة حالة التبول اللاإرادي التي لم تكن موجودة من قبل، وكأن الطفل يتمنى أن يرجع إلى المرحلة العمرية السابقة لتعتنى به أمه كما تعتني بأخيه الصغير، وهذا السلوك ما هو إلا واحد من سلوكيات لفت الانتباه التي يلجأ إليها لطفل لمطالبه والديه بحقه المفقود.
الموضوع الأصلى من هنا: http://bayt.el-emarat.com/#224575#post2065771
وفي هذه الحالة على الأم أن تبذل كل المحاولات لجعل طفلها سعيداً وذلك عن طريق تحاشيها التأنيب والتوبيخ والعقاب الذي قد يزيد المسألة تعقيداً، حتى لو أصاب أخاه الصغير بسوء. فكل هدفنا أن نجعله يلعب معه ويساعد أمه في خدمته، بدلاً من أن نعزله عنه فنربي بينهما الكره منذ الصغر. ففي حالة ضربه أو إصابته له لتأخذه الأم بعيداً في تلك اللحظات وتجعله مشغولاً دون أن تؤنبه بل تعطيه الحب والأمان.
على الرغم من أن للغيرة سلبيات كثيرة، كما ذكرنا، فإننا نستطيع استثمارها لإنجاز أعمال إيجابية وخلق منافسة لا تصل لمستوى الصراع ودون مقارنة الأطفال بعضهم ببعض مع ضرورة احترام قدراتهم جميعاً، ولا بد من مساعدة الأخ الكبير الذي يغار من أخيه الأصغر للوصول به لمراحل متقدمة من النضج العقلي والانفعالي، وذلك بأن نغرس في نفسه الاستقلالية، وتكليفه برعاية أخيه الصغير.
وعندما يوشك المولود الجديد على القدوم، فلا بد من إشاعة علاقة من الحب نحوه بين الأخوة، حتى إذا ما جاء المولود شعر أخوه أنه محبب إلى نفسه و ليس منافساً له، مع أهمية الاقتصاد في إظهار الحب والعطف للمولود الجديد خاصة أمام إخوته، والتقليل من مدح بعض الأبناء أمام إخوانهم، والمساواة في التعامل بين الذكور والاناث، لأن التفرقة تثير الغيرة وتؤدي إلى الشعور بكراهية البنات للجنس الآخر في المستقبل.
وإذا كان هناك أحد الأطفال المعاقين أو المرضى في الأسرة ويحتاج قدراً كبيراً من الرعاية والاهتمام، فيجب تقديم هذه الرعاية بشكل لا يؤثر في الوقت الكافي من الاهتمام الذي ينبغي أن يحصل عليه بقية أفراد الأسرة، حتى لا يشعر الأخوة بالتمييز، ومن ثم الغيرة تجاه أخيهم. وبقي أن نقول إن سعي الانسان نحو الأفضل هو شعور طبيعي وهام، ولا مانع من السعي إلى الاستفادة من الآخرين المبدعين والمتميزين دون أن نضع العثرات في طريقهم، وأن يبقى سباق السعي نحو الأفضلية في حدود المنافسة المشروعة، التي تحترم الطرف الآخر ولا تجرحه أو تقلل من شأنه
ربي يعطيكى العافيه
وكل الشكر لك ع هذا الابداع
دمتي مميزه..