– ما لذي سيجيء بعد هذا ؟!
يتناول ألبوم الصور بأصابع راعشة ، يقلبه ، يرى صورهم الجميلة ، تتزايد دقات قلبه . تشتعل الجمرة في حنجرة المغني ، يرمي حجرا يخبط به الماء ، تتفتح أوجاعه ، يتفقد رئتاه ، ما عادت رئتيه معطرتين ، إذ أفسدتهما أنفاس الآخرين ، شعور بالوحدة جعله يشتعل ، وتشتعل معه أطراف عمره .
يبحث عن رمل جديد ،موطئ قدم في تربة نقية دون وشاة ، البحث الذي يتكئ على الحلم المغاير ، مطر يغسل القلوب . قميصه ينضح بماء الجسد ، وجهه ينضح بماء العيون ، تذكر بأن هناك نجمة في السماء كل ليلة تحادثه ، اقترب من الهاتف ، رفع السماعة ، ضغط على أزرار الأرقام ، كانت على الطرف الآخر ، وصوته :
– سيدتي إن بي تعبا ، يباسا ، ونهش الدمع وجهي ، هذا السيل الجارف لن توقفه موسيقاك الهادئة ، لن توقف غربتي ، مازال وطني يلفظني ، أتفهمين معنى ماأقول ؟! لقد ذبلت عصافيري .
حاولت تهدئته :
. سيدي من الذي جعلك حطباً للصباح ، الذي سيبدأ بعد قليل؟ تماسك ، هذه السماوات سقطت تحت إغراء الرحيل ، امنح للبحر مياهك ، لأنني لا أستطيع تحمل ملوحتك ، أستأذنك ، عندي من العذابات مايكفيني ويفيض .
تنتهي المكالمة ، ويظل الحزن في قلبه أليفا كالقطط المنزلية ، شعر بقشعريرة حينما عرف بأن الريح ترافقه أحزانه ، وهاهو قد عاد ممتلئا بذكرياتهم من جديد ، وستتعود حنجرته على الأغاني المريرة . عاد ليتشمم قمصانهم مرة أخرى . يشم رائحة تربة نبتت فيها جذور لصفصافة تكبر الآن بين ضلوعه . تحضر صورهم حية أمام وجهه ، يسألهم :
– إني أجهل اتجاه الريح ، لم يعد قلبي بوصلة تدلني ، أخبروني ما الذي يجعل خيط القلب يخفق كخيط سنارة؟ يا لهذا العناء الذي يعاشر روحي ، أين أرسو؟
الموضوع الأصلى من هنا: http://bayt.el-emarat.com/#15509#post128653
. كان الشعور المر صوته ، لقد انتزعت روحه من دفئها ، وطارت عصافيره الطيبة من على عشب الذاكرة ، وظلت صورة أخرهم أمام عينيه وصوته يناديه :
– هل ستجيء ؟!
بانكسار :
. ليتني أستطيع !! .
اقف بين يدي تلك المخطوطة التي نزفها قلبك
اقف بحضرتها وانا امسك بين يدي عصفور الحريه
استعد لتحريره من بين مقابضي … ليطير محلقا
فوق تلك السطور الحزينه … ويرفع عنها علامات
الاستفهام …
المقنع … اياد …
رغم الحزن الكبير الذي توشح حرفك
ورغم هالات الام الذي تغندر بين شطحك
الا ان تلك الحروف ما زالت تحافظ على نكهتها
وحافظت على توازنها وعظمتها…
تعبير قوي وحساس … وتصوير للروح تلفظ الانفاس
ما شاء الله وما شاء …
حضور ومحضر شامخ … وحروف واعده …
اشكرك واحييك على هذا النزف الرهيب …
ودمت بابداع …
)
(
)
(
المقنع .. إياد
ارحب بكـ في عالم الخواطر
ذلكـ العالم الذي يحتضن كل قلم جديد ..
ويسعد بكلماته .. عزفاً .. أو نزفاً لالآمه
فاهلاً بكـ قلماً ينثر الكلمات في صورة درر تضئ المكان ..
عشب الذاكرة
مساحة من الحزن عشنا في ظلالها بصمت
رغم الوانها القاتمه ورائحة الألم فيها
إلا انها تبشر بميلاد قلم رائع .. وكاتب مميز
لازلت ارقب بقية روائعك بشوق ..
كل الود ,,
على المرور اخت الهنوف