صور رائعة لمدينة النماص الخلابة
سيندهش الزائر الذاهب في اتجاه الجنوب الغربي للسعودية، بمدينة غاية في الجمال والبهاء، يداعب فيها السحاب قمم الجبال، مع هبة النسيم العليل، وهي مدينة تبعد عن أبها 140 كيلومتراً شمالاً، وتحدها من الشمال محافظة بلقرن، ومن الجنوب مركز تنومة، ومن الشرق محافظة بيشة، ومن الغرب تلك السفوح المطلة على تهامة، التي تنحدر بشدة جهة الغرب، حيث محافظة المجاردة.
إنها محافظة النماص التي ترتفع عن سطح البحر أكثر من 2200م، وتقدر مساحتها بـ2280 كم2، وتمتاز باعتدال مناخها صيفاً، بمعدل لا يزيد على 18– 27 درجة مئوية، وبالأمطار شتاءً حيث تصل درجة الحرارة ما بين 10 مئوية إلى خمس درجات تحت الصفر، وتكون مغطاة بالضباب الكثيف الذي يحجب الرؤية إلى أمتار قليلة.
وقد أنشئت على أنقاض مدينة الجهوة، حيث بدأت الهجرات للقبائل العربية القحطانية اليمنية إلى مناطق الجزيرة المختلفة، ويعد موقعها على طريق الحج القديم أحد أسباب ازدهارها، وتطورها كمركز تجاري.
وتنقسم محافظة النماص من الناحية التضاريسية إلى ثلاثة أقسام رئيسة هي: المنحدرات المطلة على سهل تهامة أو ما يسمى "الإصدار"، وجبال السروات، وهي جزء من المرتفعات الغربية أو الدرع العربي، والهضاب الشرقية المسماة "نجد".
ونظراً لطبيعتها الخلابة ووقوعها على قمم جبال السروات، تعتبر النماص إحدى أجمل المناطق السياحية في مملكة الخير، حيث وجود الغابات ذات الغطاء النباتي الكثيف، والأعشاب والنباتات العلاجية، وإطلالها على منحدرات جبال السروات، وسهول وأودية تهامة، وتوفر الكثير من الخدمات العامة والبنية التحتية، كالإسكان، والصحة، والأسواق الحديثة؛ ما جعل منها محجاً للزائرين، ومقصداً للمصطافين والسياح من داخل المملكة وخارجها، يشفع لها تاريخها ذو الجذور الراسخة في عمق التاريخ.
وتشتهر المحافظة بالقلاع والحصون التي تمثل خير شاهد على طبيعة الحياة السائدة قديماً، حيث لا تزال هذه المعالم قائمة إلى الوقت الحالي، التي تتميز بإبداع البناء، ولولبية الحصون، أو تربيعها وميولها، كما تتميز بتعدد طبقاتها، وكبر حجمها.
والزائر إلى هذه الآثار سيلفت انتباهه هذه الحصون والقلاع، حيث كانت تستخدم في تخزين الحبوب، والمراقبة والدفاع عن القرى في وقت الحروب، ومن أشهرها التي غالباً ما تكون في قمم الجبال والأماكن المرتفعة: قصور آل عثمان بقرية آل الشيخ ببني عمرو، وقصور العسابلة بمدينة النماص، التي يقدر عمرها بما يزيد على 300 عام.
ولن يحار الزائر والمصطاف والسائح في ****** طقوسه السياحية كيفما شاء؛ بسبب تنوع المرافق السياحية المتوفرة في النماص، حيث تكثر فيها الحدائق العامة والمتنزهات، ومنها: متنزه الغمى، وهو متنزه ما زال بكراً، ومتنزه بدعة، الذي يطل على تهامة غرب النماص وله مداخل عدة، ومتنزه شعب العين، الذي يقع على شفا النماص، ويطل على تهامة، ويبعد عن منتصف المدينة حوالي 2 كم.
ومنها كذلك: حديقتان في المجمع الحكومي، مزودتان بالإضاءة وألعاب الأطفال، ومتنزه شغف صدريد، وشغف آل زيدان، وهو متنزه حديث، ويعتبر أكبر المتنزهات وأجملها، ويطل على وادي الغيل، المشهور بزراعة الموز، والكادي، والبن، ومتنزه العقيقة، وآل جميرة، ويقع إلى الغرب من قرية الخضراء إلى الشمال من مدينة النماص، ومتنزه آل وليد، ويقع إلى الشمال الغربي من النماص، وهو معدّ للعائلات، ومتوفر به كل الخدمات الأساسية.
وعلاوة على ذلك، هناك الكثير من المتنزهات الأخرى المتوفرة في المنطقة، التي تدل على اهتمام الدولة بهذه المنطقة سياحياً، ويوجد بها – أيضاً – متنزهات تتدفق منها المياه الجارية، ويوجد بها أشجار العرعر، والطلح، وأهمها متنزهات العطف، وتضم سط رافي، والدغل، والمضباع، وشط الخبار، وماء لسله، وغدير مضحي، وعيمة مخرز، إضافة إلى جبل حرفة حيث الأشعاف، والمطلى، والبارقة.
ولعل أجل ما يميز محافظة النماص، إضافة إلى الطبيعة الغنّاء الجميلة، هو الريف الجميل الرائع بعادات أهله وتقاليدهم، وطيبتهم، وكرمهم، والأصالة التي يتمتعون بها، كما تشتهر بأكلاتها الشعبية المشهورة، كالمشغوثة، والمعصوبة، والعصيدة، وخبز الملة، وتتميز – أيضاً – بالألوان الشعبية التراثية المختلفة، كالمدقال، والعرضة، واللعب، والخطوة.
ونتيجة لاهتمام حكومة خادم الحرمين بالسياحة، فإن النماص تحظى برعاية خاصة؛ لما تتمتع به هذه المنطقة من إمكانات سياحية، ومؤهلات جغرافية، تجعلها مقصداً يذهب إليه السياح والزائرون والمصطافون؛ ليلقوا عن كواهلهم وعثاء السفر، وعناء التعب، والعمل، مستمتعين بما حبى الله به هذه المنطقة من جمال، ومناظر خلابة، تسلب الألباب، وتريح النفوس والعقول، ويشعر فيها الزائر بأنه في روضة غنّاء، تداعب فيها قطرات السحاب قمم الجبال، وتستلقي في أحضان جبالها غابات الأشجار الكثيفة، مكونة لوحة طبيعية ساحرة، تجعل القلوب تلهج بشكر الله، على ما حبى به هذه المنطقة من تنوع تضاريسي، يجعل للسياحة شجوناً وشؤوناً مختلفة ورائعة
الموضوع الأصلى من هنا: http://bayt.el-emarat.com/#211595#post2050132
صور رائعة لمدينة النماص الخلابة
الموضوع الأصلى من هنا: http://bayt.el-emarat.com/#showthread.php?p=2050132