ويا لها من كلمات آسرات تُبنى عليها صروح الحياة، وبمعدودات منها تُردم القصور الباهرة، وتحيلها إلى الأرض الهامدة، بكلمات لا تجاوز محاور السطور، تتعدى إلى خلق حياة، والخوض في مراميها، لجدير بأمرها أن يشعر بجمالها، فتُصاغ بحسب مكنونها وما تحويه من دررها، ولا يرفض أبداً أن كلمات كانت سبيل الحلول لمشكلة أرّقت أصحابها وحاكت جدران المحاكم لسنين، ولا يشاق من تصور أن كلمات قليلات كانت منفذ المياه للعودة إلى مجاريها الخلابة بعد نضوب لا يُطاق، فلا يبعد عن مواقف كتلك أن تكون مبانيها قد رسخت بجمال الكلمة، وحسن رونقها وخلابة نضارتها، وما يستلزم لها إلاّ صدور تتسع لآفاقها الرحبة؛ فتموج في ******تها قبل أن ترسلها سهماً مسدّداً يثير الهدوء في القلوب، ويحبس الوجدان عن إفراط الانفعال، ولا يشقّ على الجرم الصغير داخل الشفاه (اللسان) أن تكون سليقته الدارجة في كل ما ينطق، وليكنْ لسانك سيفاً حاداً يُمشق باعتدال، ولا يكون حديثه مجّاً لا ترتضيه العقول، ولا ترغبه الأسماع؛ فهو حصنك الحصين، ولا فأل فيمن جرد نفسه عن ذات الحصن .
ولا يكلف أحد من طاقته سوى أن يبذل السبيل لغاية محمودة كريمة في نشوء صفاء يعمّ بخيره الجميع، وخاصة أنه منفذ رئيس لحل ما يمكن حله، وتدارك ما تفاقم من مشكلات، ومعول نفيس للبناء الرضي، ومنافع تهطل بالخيرات، فإن من البيان لسحراً، ما يذيب جمود القلب، ويحطّم تحجره الصامد، فتنبض الحياة، وتسري الدماء في العروق، ويطفئ نيران الغضب، ويزهر معاني البشاشة والرحب، وكلها من مفضلات تعضد من جمال الكلمة، وأنوارها الساطعة والمغرقة بالخيرات، وليجد كل منا معاني البشر تتحقق عندما ترهف الأسماع لكلمة تضفي إلى النفس شوق الهدوء والطمأنينة، فما هو الحال بكلمات رصّت لآلئها فاكتمل عقدها منضوداً ساحراً وبراقاً. ألا يسري البشاشة إلى النفس، ولذا كان من شأن الصمت عظيم عند توارد الخطاب القبيح، وبذل الأجر الكبير عند سماع الكلام البديع، بعيداً عما يعلّ النفس ويكلّ البدن، ولذا كان السكوت من ذهب قبالة ما يسيء، ولأجزم أن الكلام النضر من ألماس وياقوت ومرجان وأغلى النفائس، فوقعها يعادل أغلى الكنوز بل وترجح بها كلها، وها نحن نرى كلمات أسلافنا تعيش حية متألقة بين أظهرنا، يعاودنا الحنين لاستعراضها، وبثّها إلى الخلائق، وما كانت لتعيش إلاّ لجزالتها ورصانتها ولسحر بيانها، والذي تفتّقت له القلوب، ووعته العقول، فكان لها المضي بالعيش الخالد بين طيّات الكتاب وذاكرة الرجال، وهي مجال تربوي عظيم لمن يسمعك ممن تتفاوت بينهم الأعمار، وفرصة سانحة لبثّ جماليات الكلمة ونشرها على أكبر محيط، وخاصة أننا تميزنا بأكرم لغة وأمتعها وأكثرها روعة وجمالاً؛ فحريّ بمن ينتمون إليها أن يتشبّثوا بشيء من روائعها، وأن يتفوهوا بنتف من معينها الزاخر، وتذكر أن كلمات تبني الصروح الشوامخ والمُناطِحة للغمام الكثيف، ومن شأنها أن تكون معاول هدم ومنشأ نزاعات وبواطن اختلافات، وبيدك أن تستثمر كنهها الجمالي المثمر بكل الأمنيات الزاهرة.
الموضوع الأصلى من هنا: http://bayt.el-emarat.com/#82210#post1269005
هذىىىىىىىىى كلمات اعجبتنى فنقلتها هناااااااا .
نقله رائعه وشكراً على جهودك….
تحياتي…
ربى يسلمك ويحفضك ربى لك تحيتىىىىىىى .
تسلمين حبيبتي اجمل عيون ع النقل الحلو
ويعطيج العافيه
,,