تعال إلى القلق
خالد بن إبراهيم الجعيثن
للقلق فوائد مادام في حدوده المعقولة فهو يحفزك للعمل ويقودك للكسب حذراً من الفقر وتلتزم بالأنظمة والتعليمات يتم ذلك كله عندما تخشى عواقب الكسل والإهمال.
الموضوع الأصلى من هنا: http://bayt.el-emarat.com/#82617#post1275800
وللقلق أيضاً مضار عندما يتجاوز حدوده فيصبح مرضاً وعندما يقلق الفرد من أشياء لا تستحق القلق بسبب تضخيمها وإعطائها شأناً أعلى من شأنها وهي لا تستحق هذه الأهمية، وهناك من يقلق من وهميات لا حقيقة لها كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا. {كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاء حَتَّى إِذَا جَاءهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا}.
وإذا رغبت في معرفة دواعي القلق فهي كثيرة وأشهرها:
الأول: ضغوط الحياة اليومية رغم كثرة الاختراعات في وسائل النقل أو الاتصال أو التعليم وتعدد الأجهزة التي تخدم الفرد في منزله وعمله إلا أنها تساهم أحياناً بشكل أو بآخر بالكدر والقلق إذا تحولت تلك الآلة من وسيلة تخدم الإنسان إلى وسيلة يقوم الإنسان بخدمتها والعناية بها فوق المستوى المطلوب فتتحول من وسيلة إلى غاية والسيارة والجوال مثلا.
ومما يدل تحت ضغوط الحياة كثرة الازدحامات المرورية وتعدد المشتريات وغيرها.
يقول الدكتور جمال الطويرقي: إن أكثر من 40% من البشر يصابون بالاكتئاب في فترة من فترات حياتهم نتيجة للضغوط الحياتية المعكرة لصفو الحياة فهون عليك فالمهام والمشاغل لا تنقضي.
يموت المرء ما انتهت حاجاته
ويبقى للمرء حاجات ما بقي
ثانياً: الوساوس والشكوك فالقلب مضطرب والنفس قلقة والتفكير يتشتت عند أداء العبادات هل تلك العبادة ناقصة أم تامة هل طلقت زوجتي أم هي في عصمتي إلى آخر تلك الوساوس.
وعند العلاقات الأسرية فالعلاقة مع الآخرين يشك الفرد بمن حوله ويشك بتصرفاتهم وفي كلماتهم بل وفي ضحكاتهم فينتابه قلق واضطراب وشكوك وأوهام.
ثالثاً: الديون والدخول فيها يسير والخروج عسير، وأولها سهل وآخرها صعب الدين هم في الليل ومذلة في النهار الدين مغرم ولذا استعاذ منه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والجبن والبخل، وضلع الدين وغلبة الرجال) متفق عليه.
(والضلع، ثقل الدين)
والدين لا يذم مطلقاً فقد مات النبي صلى الله عليه وسلم ودرعه مرهونة عند يهودي بطعام اشتراه، وعمر بن الخطاب لما طعن أوصى ابنه عبدالله بسداد ديونه.
وإنما المذموم إهمال قضاؤه والمماطلة في الوفاء مع القدرة، ولا ينبغي الإكثار منه بلا حاجة وإنما تكميل وترفيه.
رابعاً: الفن ويكفي أقوالهم وعلى نفسها جنت براقش، وشهد شاهد من أهله ومن أفواههم نديتهم.
تقول الفنانة عبير الشرقاوي: إنها تحب الفن كثيراً وإنها بدأت تشعر بشيء غريب في حياتها بعد أداء العمرة وبدأت تقرأ القرآن مما جعلها بسعادة افتقدتها كثيراً.
وتقول ميرنا المهندس:
ما أجمل الإنسان أن يعمل لآخرته، كما أن سعادتي الحقيقية في التقريب إلى الله وليست في مشواري الفني.
وإذا كانت تلك أحوالهم وبما تلك أحوال محبيهم.
خامساً: ومن دواعيه الخلافات الزوجية فالبيت مكان الاستقرار وفيه يهدأ الفرد ويرتاح فكيف يتحقق هذا والزوجان مختلفان متشاكسان والزوجة سكن القلب والروح (لتسكن إليها) وهي لباس الزوج (هن لباس لكم) وحينما تسوء العشرة بين الزوجين فيتخاصمان في كل حين عند الصغيرة والكبيرة، ويتجادلان من أجل الأولاد ومن أجل أهلها وأهله ومن أجل المشتريات ومن أجل المناسبات والزيارات فمتى الراحة والأنس.
ذكرت إحدى العيادات النفسية بالمملكة أن 69% من المراجعين لها بسبب المشاكل الزوجية.
سادساً: العشق، كم يقلب العاشق كم يقلق في البحث ثم في كسب قلب معشوقته ثم في المحافظة على العلاقة بينهما.
فما في الأرض أشقى من محب
وإن وجد الهوى حلو المذاق
تراه باكياً في كل حين
مخافة فرقة أو لاشتياق
فيبكي إن نأوا شوقاً إليهم
ويبكي إن دنوا حذر الفراق
فتسخن عينه عند الفراق
وتسخن عينه عند التلاقي
قال ابن القيم:
والعشق وإن استعذبه صاحبه، فهو من أعظم عذاب القلب. (الداء والدواء).
وكم سهلت أجهزة الاتصال سرعة الاتصال بين *****ين.
فيا أيها الشاب ويا أيتها الفتاة السلامة لا يعادلها شيء، وكيف تتعلقان ببعض ولقاؤكما محال إلا بطرق خفية مخفية مخزية.
سابعاً: إذا رغبت ولن ترغب أن تعيش في دوامة القلق فتذكر دوماً بكرة وعشية ما تفقده في حياتك وتغاض عما تملكه فحينذ تقلق لأنك تفقد شيئاً في حياتك سواء في عملك أو منزلك أو سيارتك أو زوجتك أو ولدك أو والدك.
أصيب جندي بقنبلة فأجري له عدد من العمليات، وبينما الجندي راقد في المستشفى وهو عاجز عن الكلام فكتب ورقة قال فيها: (هل سأعيش؟) فأجاب الطبيب: بنعم، فكتب الجندي: (هل سأتكلم؟) (قال الطبيب: نعم) عندئذ كتب الجندي: (ألا ما أحمقني علام أقلق إذاً).
الموضوع الأصلى من هنا: http://bayt.el-emarat.com/#showthread.php?p=1275800
إن 90% من الناس يفكرون فيما يفقدون فتذهب لذة الاستماع فيما يملكون.
إذا شقيت في طلب المفقود
حرمت السعادة في الموجود
وإذا أردت السلامة من القلق فأدرك مسبباته ثم حد عنها ذات الشمال فتبقى بأحسن حال.
جريدة الجزيرة ..
وان كنت اتمنى ان يكون بالقسم العام افضل
يعطيك العافيه حور
ننتظر تواجدك الدائم وابداعك