كانت البرحة تقع امام المدخل الغربي لباب المصري، الذي كان باب اثريا من ابواب المدينة المنورة، وهو المدخل لسوق القماشة المؤدي لرحبة باب السلام فالمسجد النبوي الشريف. وتلتقي في البرحة اسواق العياشة والحبابة والقماشة، الذي كان يسمى ايضا بسويقة وبالحدرة، كما يلتقي بالبرحة سوق الحراج، الذي يصل ما بين البرحة وشارع العينية، وكان يوجد في هذا الشارع اول مقر لجريدة المدينة ومطبعتها، ويلتقي بالبرحة سوق آخر يصل ما بينها وشارع العينية، وكان يقع في هذا السوق مدخل مسجد السيدة فاطمة بنت الحسين بن علي بن ابي طالب رضي الله عنهم.
الموضوع الأصلى من هنا: http://bayt.el-emarat.com/#52243#post684409
الموضوع الأصلى من هنا: http://bayt.el-emarat.com/#showthread.php?p=684409
الخريطة المنشورة بجوار هذه السطور توضح الموقع الجغرافي في الماضي للبرحة والمحدد بالنجمة الخماسية حيث كانت الملتقى لخمسة اسواق. والخريطة مبنية على معلومات من خريطة منشورة في كتاب « فصول من تاريخ المدينة المنورة» للسيد علي حافظ وكذلك من صورة جوية لطيبة الطيبة التقطت في عام 1376هـ، الى جانب معلومات خاصة اما الصورة فهي لوسط البرحة باتجاه الشرق، ويظهر باب المصري في وسط الصورة بين مبنيين ضخمين، وقد أزيل عقد الباب الواصل بين المبنيين بعد حدوث تصدعات. وهذه الصورة النادرة للبرحة نشرت في عدد رجب 1384هـ في مجلة العربي الكويتية.
كانت الدكاكين والمحلات التجارية ودكات الصيرفية تطل على البرحة من جوانبها وتظللها الاشجار من جانبيها الشمالي والجنوبي. ظلت البرحة الى الثمانينيات من القرن الرابع عشر الهجري مركزا مهما للباعة وخصوصا في العصارى الرمضانية يجري تحضير البسطات لبيع المأكولات الرمضانية قبل رفع الأذان لصلاة العصر ويتنافس الباعة في السباق للأماكن والمواقع المهمة في البرحة لان الموقع لمن سبق.
وبعد العصر تعج البرحة بالزبائن الذين يأتون اليها من بعض الحواري والاحواض والازقة الكبيرة والصغيرة يتقاطر المشترون وهم يحملون القفاف والاواني الفارغة من زقاق الطيار وزقاق جعفر وزقاق الطوال ومن السيح والعنبرية والمناخة والتاجوري والحماطة ومن حوش درج وحوش خميس وحوش السيد وحوش الرشيدي وحوش كراباش وغيرها من الاماكن السكنية.
يشتري الزبائن المقلي والسنبوسك والقطايف والجبنية والكنافة واللقيمات والتمور واللبن الزبادي والسوبيا المحفوظة في ازيار والنعناع المديني والنعناع المغربي والدوش والورد والفل واللحام والليمون والفجل والمخللات والفواكه المسومية، ويذهب بعضهم بقواريرهم الفارغة الى دكان الحسيني المطلة على البرحة لشراء الخل الطوري المصنوع من تمر الحلية المدينية، فالخل يضاف بكمية قليلة الى شوربة الحب قبيل تناولها في الوجبة بعد الافطار كما يعرج بعض المشترين على سوق العياشة، الواقع جنوب البرحة لشراء العيش والشريك ابو السمسم والبقصماط.
كانت توجد في الجانب الجنوبي من البرحة مساحة مخصصة للبائعات الجالسات حيث يبعن البيض والكتاكيت والدجاج والحمام الموضوعة في اقفاص مصنوعة من اعواد جريد النخيل المشذبة لم يعرف المجتمع المديني آنذاك الانتاج التجاري للبيض والدجاج. فكانت بعض البائعات يربين الدجاج للبيع ويجمعن البيض للبيع بسعر الحبة الواحدة كما كن يعرضن للبيع مكانس الحجر والفراش الاحواش ومنشات الذباب والقفاف بانواعها والسلال والسفر الدائرية والمراوح اليدوية.
وكل هذه المنتوجات مصنوعة من سعف النخيل بانامل نسائية حرفية!!
ولان برحة باب المصري ساحة عامة فكانت البلدية تقوم بجباية رمزية يومية من البائعين لاشغالهم مواقع عامة فكان جابي البلدية مثل السيد امين الشامي- يرحمه الله- يدور على البائعين بعد عصر كل يوم ويعطي كل واحد منهم قسيمة يدون عليها تاريخ اليوم والقيمة النقدية، ويحتفظ هو بشق آخر من القسيمة وقيمة القسيمة قرش او قرشين وذلك حسب مساحة البسطة. اما البائعات فكانت البلدية تعفيهن من اجرة اشغال اماكن جلوسهن للبيع.
لم تكن البلدية آنذاك تطارد اصحاب البسطات الرمضانية وغير الرمضانية ولكن كانت تأخذ منهم اجرة يومية رمزية مقابل عرض ما لديهم في الاماكن العامة بشرط عدم عرقلة سير المشاة وعدم وضعها مباشرة امام الدكاكين والمحلات.
وما ان يتبقى على مدفع الافطار حوالى نصف ساعة أي حوالى الساعة الحادية عشرة والنصف حسب التوقيت الغروبي الذي كان سائدا انذاك، حتى تجد حركة البيع والشراء في البرحة وقد تقلصت بشكل كبير لقد غادر المشترون الى بيوتهم يحملون المقاضي أي المشتروات في القفاف الخاصة للمشتروات المنزلية لم تكن آنذاك الاكياس البلاستيكية معروفة وللمقارنة البيئية فقد كانت القفاف تحافظ على نظافة البيئة لان مصير هذه الاكياس في ايامنا الحالية الحرق وهذا يؤدي الى تلوث الهواء.
وقبيل اذان المغرب بحوالى عشر دقائق تجد البرحة وقد اصبحت قاعا صفصفا الا من بعض اصحاب البسطات الكبيرة الذين يفطرون بجوار بضاعتهم ليبيعوا ما تبقى لديهم بعد صلاة التراويح كما تجد اصحاب الدكاكين والمحلات حول البرحة وقد وضعوا ستائر من القماش او الخيش على المداخل للدلالة على الاغلاق.. ان الاغلاقات الرمزية دلالة على قمة الامانة عند الناس في تلك الايام الخوالي!!
وبعد تلك الاغلاقات يتوجه الكثير من اصحاب الدكاكين والمحلات الى المسجد النبوي الشريف للافطار وللصلاة خلف الامام الشيخ عبدالعزيز بن صالح يرحمه الله.
بصراحة اول مره اسمع عن البرحه
تسلمين اختي على تزويدي بها المعلومات القيمة والجديدة
والاكثر من روعة ان موضوعك متكامل
الله يعطيج العافية
دوماً متألقة بيننا ياغالية
ربي يسعدك ولاننحرم متابعتك
تحياتي
والله الله على كل المعلومات الي ذكرتي
ايام زمان أيام رائعه مع اني ما عشت معهم لكن أحس بحلاوتها من خلال روعة طرحك للموضوع
تسلمين والله
اخوك
راشـــد