انهت الاعمال المنزلية في « المطبخ « تفقدت الشقيق الصغير في فراشه، واطمأنت انه خلد الى النوم، اطلت من باب غرفة الشقيقة فوجدتها منكبة على دراستها، اغلقت الباب واتجهت نحو غرفة الجلوس، لم تجلس كما اعتادت لتشارك الاب والام سهرتهما التلفزيونية، وقفت بالباب برهة كأنها تتفقد موجودات الغرفة فلما اطمأنت، قفلت راجعة واتجهت الى غرفة الشقيقة التي تشاركها االنوم.
ذاك هو حراكها الليلي اليومي الذي نادراً ما كانت تخرج عليه، اعتادته، حتى لم تعد ترى فيه ما هو غير مألوف، هذه مكونات ليل حياتها : اب اخرجته «جلطة دماغية « من الوظيفة الى « تقاعد مبكر « اقعده البيت بمردود تقاعدي متواضع.
ام انهكها المرض حين تعاون عليها « الضغط والسكري « فسلباها القدرة على حركة سريعة وصار الخوف رفيق كل خطوة في مسيرة حياتها.
شقيق اصغر، هو عنوان مستقبل مرهون لتصاريف القدر، الذي قد يدفعه باتجاه التنكر لكل ما كان من تضحيات صنعت مستقبله.
شقيقة تقف الآن عند عتبة « التوجيهي « ان اجتازتها، تسببت في مأزق الله اعلم كيف سيكون الخروج منه.
اوت الى فراشها على غير العادة، وحتى تهرب من اضاءة لابد ان تكون، فالشقيقة تدرس، دفنت راسها، وتذكرت ان الشقيقة هذه، هي التي عكرت مزاجها الليلة، حين ذكرتها « بفرح « ان غداً عيد ميلادها نعم… غداً هو عيد ميلادها السابع والعشرين، اقلقها الرقم، حاورته في ظل الظروف المتاحة فنامت، على حوار انتهى الى ان هذه خاتمة الحياة، لا تغيير على مسارها، الشباب بدأ رحلة العودة، ولا امل في حدث أي كان يجعل منها « زوجة « كما البنات الاخريات، حتى « سعيد « الذي تخيلته ذات حلم انه فارس الاحلام، بقي متردداً ولم يصدر منه ولو حتى تلميحاً يزرع في النفس املاً، هو يدرك ظرفها وبالتالي لن يجد فيها ما يتطلع اليه.
الموضوع الأصلى من هنا: http://bayt.el-emarat.com/#116942#post1679435
استيقظت صبيحة عيد ميلادها على ما انتهت اليه ليلتها، فاكتشفت انه يوم مثل غيره من الايام، لن يتذكر احد انه عيد ميلادها، هكذا كحلت عينيها باليأس، ووضعت على شفتيهما مرارة القهر، وزينت وجهها بألوان الألم والاسى الذي كشف ما كانت عليه نفسها، وامضت يوم عملها معتزلة الآخرين.
سعيد الذي اراد ان يفاجأها في هذا اليوم، احجم عن ذلك حين شاهد الحال الذي كانت عليه، حتى انه على غير عادته غادر قبلها مع انه كان غالباً ما يرافقها بعض الطريق فقد لاحظ ما كان عليه حالها ، فاجأها سعيد عند بداية الطريق الى بيتها اوقفها وقال : كانت عندي مفاجأة لك في يوم ميلادك، حالك اخافني، فتعمدت ان القاك خارج العمل. معي هدية ارجو ان تقبليها هي مقدمة لخطوة جادة قادمة.
عن اي خطوة تتحدث ؟ سألت لا تدعي الجهل، تفهمين ما اقصده. اجاب نعم افهمك… لكن للاسف لا اقدر على ما تريد. ردت لمه ؟ سأل انت تعلم ان فوق كتفي اربعة من الناس، احملهم اينما ذهبت. لا استطيع ان انتقل الى اي مكان دونهم.
اعرف ذلك… لكن من طلب منك الانتقال ؟ ماذا تقصد ؟ سألت.
دعي من يريدك ينتقل اليك.
امعنت النظر فيه مندهشة وسألت احقا تقصد انك تقبل بان تأتي اليّ.
هز راسه بالايجاب…
فمدت يدها… واخذت الهدية !