تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » المثل الاعلى في حياة الطفل, اهمية القدوة للطفل

المثل الاعلى في حياة الطفل, اهمية القدوة للطفل 2024.

يتطلّع الطفل منذ نعومة أظفاره إلى تقليد من حوله، ويأتي والداه في المقدّمة لتزداد بعد ذلك النماذج التي يتعرّف إليها بفعل عوامل عدّة.

ما هي هذه العوامل التي تتحكّم في عملية اختيار الطفل لمثله الأعلى، ومن عساه يكون هذا الأخير، وفي أي سن يبدأ الطفل في البحث عن نموذجه المثالي، وما هي السمات التي غالباً ما يتمتّع بها المثل الأعلى؟

يعرّف الدكتور بعلبكي المثل الأعلى بأنه نموذج يميل إليه الطفل في مختلف مراحله العمرية، ويستحوذ على إعجابه فيحاول تقليده أو التماهي معه باعتباره قدوة يحتذي بها ومثالاً أعلى يرنو إليه، سواء من حيث الشكل أو المضمون بما يحمله من قيم وأفكار وصفات ومواهب وقدرات ونمط حياة.
وغالباً ما يقع نظر الطفل في سنّ مبكرة على نماذج من محيطه الأسري الضيّق كالوالدين أو الجدين وبعض الأقارب، لتتّسع دائرة اختياراته وتتبدّل كلّما ازداد اختلاطه بالآخرين أو تعدّدت نشاطاته واهتماماته الأمر الذي يمنحه فرصة الاطلاع على نماذج جديدة قد تنال إعجابه.

المثل الاعلى في حياة الطفل, اهمية القدوة للطفل


سمات المثل الأعلى

غالباًمايكونالمثلالأعلىشخصيةتتحلّىبمجموعةقيمومبادئمنسلوكوأخلاقياتوأفكار،كماامتلاكهامقدراتومواهب(فكريةوثقافيةوماديةوفنيةورياضيةودينية)تتماهىمعمحيطهاوتحظىبقبولاجتماعيومديحوإطراءمنحولها،مايجعلمنهارمزاًللنجاحوالتفوّقيسعىكثيرونإلىالتقربمنهاأوتقليدها.
المثل الأعلى نموذج يميل إليه الطفل محاولاً تقليده او التماهي معه

من سنّ 3 إلى 5 سنوات: يشرع الطفل في إبداء اعتراضه وتململه من الأوامر المعطاة إليه من قبل والديه، حيث يشكّل خروجه عن طاعتهما وعدم التزامه بما يفرضانه من قواعد ونظم بداية مرحلة البحث عن نموذج جديد يرى فيه مثلاً أعلى يميل إليه ويرغب بتقليده. فيظهر عن عناد وتمرّد وحضور مشاكس ومستفز، محاولاً فرض أسلوبه الخاص وطريقته في القيام بما يطلب إليه من وظائف أو سلوكيات معيّنة، وكأنه يقول للمحيطين به «أنا أفعل الأشياء بطريقتي ووفق أسلوبي ووجهة نظري الخاصّة».

في سنّ الحضانة والمدرسة: يدخل الطفل عالماً أوسع من محيطه الأسري الضيّق المقتصر على الوالدين وبعض الأقارب (الجدان والأخوال والأعمام والخالات وأطفالهم…)، ويشكّل اختلاطه بعدد من الأطفال بشخصياتهم المتنوّعة وبيئاتهم المختلفة تجربة غنيّة يطّلع من خلالها على أنماط عدّة من السلوكيات والقدرات والمواهب التي قد يمتلكها أترابه سواء كانت جسمانية أو فنيّة أو رياضيّة أو غير ذلك، ما يلفت انتباهه ويثير إعجابه ليبدأ بتقليد من يعتبره مثلاً أعلى له.


الموضوع الأصلى من هنا: http://bayt.el-emarat.com/#155505#post1949340

محدّدات اختياره

ثمّة محدّدات تلعب دوراً في عملية اختيار الطفل لمثله الأعلى، تتمثل في:


الموضوع الأصلى من هنا: http://bayt.el-emarat.com/#showthread.php?p=1949340

استعدادات الطفل النفسية والذهنية: قد يتخذ الطفل شخصية ما سواء كانت من محيطه الأسري من أهل وأقارب أو المدرسي (المدرّسة أو أقرانه المميزون في الصف…) أو شخصية اجتماعية أو فنية أو رياضية أو دينية تعرّف إليها عن طريق الإعلام من أفلام و***** وإعلانات تتمتع بصفات تلفت انتباهه، فنراه منجذباً إليها يركّز في تفاصيلها وسلوكها، متمنياً أن يحظى يوماً ما بما يمتلكه هذا الرمز من صفات ونجاح وشهرة وسطوة ونفوذ أو موهبة وتميّز وما إلى ذلك ممّا يمكن أن يشكل نقطة جذب للطفل.

رأسمال العائلة الثقافي: إن للمستوى الثقافي والاجتماعي تأثيراً في توفير مروحة واسعة من النماذج التي قد يختار من بينها الطفل مثله الأعلى. فمن البديهي القول إنه كلّما كانت العائلة ذات نشاط ثقافي واجتماعي لافت، كلّما ازدادت فرص الطفل في التعرّف إلى محيط غنيّ بنماذجه وشخصياته وتعدّد اتجاهاته ومحاور اهتماماته. في المقابل، قد نجد الطفل الذي ينشأ ضمن عائلة منغلقة على ذاتها ومتقوقعة على عالمها الضيق والمحدود بتجاربه وأفقه يقتصر إعجابه على من يراهم أو يختلط بهم دون غيرهم حيث أن دائرة معارفه واطلاعه تتّسم بالضآلة.

موروثات الطفل الجينية: لكل طفل تركيبة فيزيولوجية ونفسية خاصة به تتحكّم في أهوائه وسلوكياته ومواهبه. من هنا، تلعب شخصية الطفل وتكوينه دوراً في ميوله واختياراته كافة.

وسائل الإعلام والإعلان: ممّا لا شك فيه بأن الإعلام والإعلان يشغلان حيّزاً هاماً في كل مجتمع، ولا يمكن لعاقل أن يغفل دور التلفزيون أو أي وسيلة إعلامية أخرى في تكوين رأي عام أو أخذ جيل بكامله في اتجاه معيّن بعد أن يحدّد له النماذج الناجحة ويسلّط الضوء على شخصيات ووجوه وصفات باعتبارها مثلاً أعلى.

وتجدر الإشارة إلى أن اختيار مثل أعلى قد لا يتمّ دائماً بناءً على رغبة أو إعجاب بحت، بل قد يكون إعجاب الطفل بنموذج معيّن مجرد محاولة هروب من شعور بالنقص تجاه نموذج آخر يذكّره بما يفتقر إليه من مواهب أو تميّز، فيحرص على تجاهله وصرف اهتمامه عنه ليتحوّل إلى نموذج آخر للتعويض عن ذلك الشعور بالضعف.

تتبلور لدى البعض صورة المثل الأعلى في سنّ مبكرة

تناقض وتعارض… فحرب باردة

قد لا يروق للبعض من الأهل انصراف طفلهم إلى تقليد واتباع مثله الأعلى بشكل مبالغ به، حيث يمضي وقتاً طويلاً في ملاحقة أخباره ومعرفة تفاصيل تتعلّق به، كمن يتخّذ لاعب كرة قدم مثلاً أعلى له حتى يصبح محور اهتمامه ومثار فضوله ما يؤثّر على تحصيله الدراسي سلباً. كما أن الطفل قد يعجب بالنموذج الخطأ ما يؤثّر في سلوكه وضياع منظومة القيم والمبادئ التي يعمل الأهل على تحلّيه بها. إزاء هذا الواقع، تدور بين الأهل والطفل مماحكات قد تتفاقم إلى حدّ نشوب حرب باردة بين الطرفين تسهم في تخلي الطفل عن مثله الأعلى تحت ضغط الأهل والبحث عن نموذج آخر يحظى بقبولهم ورضاهم.

وثمّة أطفال لا تتبلور لديهم صورة واضحة ومحدّدة لمثلهم الأعلى في مرحلة مبكرة، حيث نجدهم يميلون إلى أكثر من نموذج في وقت واحد أو يبدّلون اختياراتهم خلال فترات قصيرة. ولعلّ غياب الحوار بين الطفل وأهله أو محاربتهم له يسهم في إرباكه فإما يتحوّل ليصبح أكثر عناداً وتشبّثاً أو يستسلم ويهمل من اختاره نموذجاً مثالياً لينتقل إلى آخريكون أقل إثارة للمشاكل وسوء تفاهم مع أهله.

موضوع غايه في الاهمية

اشكرك جداً على الموضوع الرائع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.