تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » اللحظات الأخيرة فى حياة الصحابة , سيرة الصحابة وحياتهم

اللحظات الأخيرة فى حياة الصحابة , سيرة الصحابة وحياتهم 2024.

قصص الانبياء , السلف الصالح , حياة الصحابة , قصص القرآن الكريم

اللحظات الأخيرة فى حياة الصحابة رضى الله عنهم



قال تعالى : إنك ميّت وإنهم ميتون
هذه آخر لحظات في حياة الصحابة والتابعين .. اسأل الله أن يجعل خاتمتنا كخاتمتهم .. آمين


نبدأ بخليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ..

لما احتضر أبو بكر الصديق رضي الله عنه قال : وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد
وقال لعائشة رضي الله عنها : انظروا ثوبي هذين فاغسلوهما وكفنوني فيهما فإن الحي أولى بالجديد من الميت
ولما حضرته الوفاة أوصى عمر رضي الله عنه قائلاً :
إني أوصيك بوصية إن أنت قبلت عني : إن لله عز وجل حقاً بالليل لا يقبله بالنهار ، وإن لله حقاً بالنهار لا يقبله بالليل ، وإنه لا يقبل النافلة حتى تؤدى الفريضة ، وإنما ثقلت موازين من ثقلت موازينه في الآخرة باتباعهم الحق في الدنيا ، وثقلت ذلك عليهم ، وحق لميزان يوضع فيه الحق أن يكون ثقيلا ، وإنما خفت موازين من خفت موازينه في الآخرة باتباعهم الباطل ، وخفته عليهم في الدنيا وحق لميزان أن يوضع فيه الباطل أن يكون خفيفا




ولما طُعِن عمر بن الخطاب رضي الله عنه جاء عبدالله بن عباس فقال : يا أمير المؤمنين .. أسلمتَ حين كفر الناس وجاهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين خذله الناس وقُتِلتَ شهيدا ولم يختلف عليك اثنان وتُوفِّيَ رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنك راضي
فقال له : أعد مقالتك
فأعاد عليه
فقال عمر : المغرور من غررتموه ، والله لو أن لي ما طلعت عليه الشمس أو غربت لافتديت به من هول المطلع
وقال عبدالله بن عمر : كان رأس عمر على فخذي في مرضه الذي مات فيه
فقال : ضع رأسي على الأرض
فقلت : ما عليك كان على الأرض أو كان على فخذي؟
فقال : لا أم لك .. ضعه على الأرض
فقال عبد الله : فوضعته على الأرض
فقال : ويلي وويل أمي إن لم يرحمني ربي عز وجل




قال أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه حين طعنه الغادرون والدماء تسيل على لحيته
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
اللهم إني أستعديك وأستعينك على جميع أموري وأسألك الصبر على بليتي
ولما استشهد فتَّشوا خزائنه فوجدوا فيها صندوقا مقفلا ، ففتحوه فوجدوا فيه ورقة مكتوباً عليها هذه وصية عثمان
بسم الله الرحمن الرحيم
عثمان بن عفان يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وأن الجنة حق ، وأن الله يبعث من في القبور ليوم لا ريب فيه إن الله لا يخلف الميعاد ، عليها يحيا وعليها يموت وعليها يبعث إن شاء الله




بعد أن طُعِن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : ما فُعِلَ بضاربي؟
قالوا : أخذناه
قال : أطعموه من طعامي واسقوه من شرابي فإن أنا عشت رأيت فيه رأيي وإن أنا مت فاضربوه ضربة واحدة لا تزيدوه عليها
ثم أوصى الحسن أن يغسله وقال : لا تغالي في الكفن فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : لا تغالوا في الكفن فإنه يُسلَبُ سلبا سريعا
وقال وصيته : امشوا بي بين المشيتين لا تسرعوا بي ولا تبطئوا ، فإن كان خيرا عجلتموني إليه وإن كان شرا ألقيتموني عن أكتافكم



الصحابي الجليل معاذ بن جبل رضي الله عنه حين حضرته الوفاة نادى ربه قائلا : يا رب إنني كنت أخافك وأنا اليوم أرجوك .. اللهم إنك تعلم أنني ما كنت أحب الدنيا لجري الأنهار ولا لغرس الأشجار .. وإنما لظمأ الهواجر ومكابدة الساعات ومزاحمة العلماء بالركب عند حلق العلم
ثم فاضت روحه بعد أن قال : لا إله إلا الله
روى الترمذي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : نِعمَ الرجل معاذ بن جبل
وروى البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أرحم الناس بأمتي أبو بكر .. إلى أن قال وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ




حينما أتى بلال بن رباح رضي الله عنه الموت قالت زوجته : واحزناه
فكشف الغطاء عن وجهه وهو في سكرات الموت .. وقال : لا تقولي واحزناه ، وقولي وافرحاه
ثم قال : غدا نلقى الأحبة .. محمداً وصحبه



لما حضرت أبا ذر الغفاري رضي الله عنه الوفاة .. بكت زوجته ، فقال : ما يبكيكِ؟
قالت : وكيف لا أبكي وأنت تموت بأرضٍ فلاة وليس معنا ثوب يسعك كفناً
فقال لها : لا تبكي وأبشري .. فقد سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لنفر أنا منهم : ليموتَنَّ رجل منكم بفلاة من الأرض يشهده عصابة من المؤمنين
وليس من أولئك النفر أحد إلا ومات في قرية وجماعة ، وأنا الذي أموت بفلاة ، والله ما كذبت ولا كذبت فانظري الطريق
قالت : أنَّى وقد ذهب الحاج وتقطَّعت الطريق .. ثم رأت رجال من المسلمين فأشارت لهم فقالوا لها : ما لكِ يا أمة الله؟
الموضوع الأصلى من هنا: http://bayt.el-emarat.com/#156870#post1952655
قالت : امرؤ من المسلمين تكفونه
قالوا : ومن هو؟
قالت : أبو ذر
قالوا : صاحب رسول الله
ففدوه بأبائهم وأمهاتهم ودخلوا عليه فبشرهم وذكر لهم الحديث
وقال : أنشدكم بالله لا يكفنني أحد كان أمير أو عريفا أو بريدا

فكل القوم كانوا نالوا من ذلك شيئا غير فتى من الأنصار فكفنه في ثوبين لذلك الفتى ، وصلى عليه عبدالله بن مسعود




لما حضر أبو مسعود رضي الله عنه الموت دعا إبنه فقال : يا عبدالرحمن بن عبدالله بن مسعود إني أوصيك بخمس خصال ، فإحفظهن عني


أظهر اليأس للناس فإن ذلك غنى فاضل


ودع مطلب الحاجات إلى الناس فإن ذلك فقر حاضر


ودع ما تعتذر منه من الأمور ولا تعمل به


وإن إستطعت ألا يأتي عليك يوم إلا وأنت خير منك بالأمس فافعل


وإذا صليت صلاة فصلِّ صلاة مُودِّع كأنك لا تصلي بعدها






قال معاوية رضي الله عنه عند موته لمن حوله : أجلسوني


فأجلسوه .. فجلس يذكر الله .. ثم بكى .. وقال : الآن يا معاوية جئت تذكر ربك بعد الانحطام والانهدام .. أما كان هذا وغض الشباب نضير ريان؟


ثم بكى وقال : يا رب .. يا رب .. ارحم الشيخ العاصي ذا القلب القاسي .. اللهم أقل العثرة واغفر الزلة .. وَجُد بحلمك على من لم يرج غيرك و لا وثق بأحد سواك






حينما حضر عمرو بن العاص رضي الله عنه الموت .. بكى طويلا .. وحوَّل وجهه إلى الجدار ، فقال له إبنه : ما يبكيك يا أبتاه؟ أما بشَّرك رسول الله


فأقبل عمرو رضي الله عنه إليهم بوجهه وقال : إن أفضل ما نعد .. شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله


إني كنت على أطباق ثلاث


لقد رأيتني وما أحد أشد بغضا لرسول الله صلى الله عليه وسلم مني ، ولا أحبَّ إليَّ أن أكون قد استمكنت منه فقتلته ، فلو مُتُّ على تلك الحال لكنت من أهل النار


فلما جعل الله الإسلام في قلبي ، أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت : إبسط يمينك فلأبايعنك ، فبسط يمينه ، فقضبت يدي


فقال الرسول لي : ما لك يا عمرو؟


قلت : أردت أن أشترط


الموضوع الأصلى من هنا: http://bayt.el-emarat.com/#showthread.php?p=1952655

فقال : تشترط ماذا؟


قلت : أن يُغفَرَ لي


فقال : أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله ، وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها ، وأن الحج يهدم ما كان قبله


وما كان أحد أحب إليَّ من رسول الله صلى الله عليه و سلم ولا أحلى في عيني منه ، وما كنت أطيق أن أملأ عيني منه إجلالا له ، ولو قيل لي صفه لما استطعت أن أصفه لأني لم أكن أملأ عيني منه


ولو مت على تلك الحال لرجوت أن أكون من أهل الجنة


ثم ولينا أشياء ما أدري ما حالي فيها؟


فإذا أنا مت فلا تصحبني نائحة ولا نار ، إذا دفنتموني فسنوا عليَّ التراب سنا ثم أقيموا حول قبري قدر ما تنحر جزور ويقسم لحمها حتى أستأنس بكم وأنظر ماذا أراجع به رسل ربي





ما حضرت أبا موسى الأشعري رضي الله عنه الوفاة ، دعا فتيانه وقال لهم : اذهبوا فاحفروا لي وأعمِقوا


ففعلوا ..


فقال : إجلسوا بي فوالذي نفسي بيده إنها لإحدى المنزلتين ، إما ليوسعن قبري حتى تكون كل زاوية أربعين ذراعا ، و ليفتحن لي باب من أبواب الجنة فلأنظرن إلى منزلي فيها وإلى أزواجي وإلى ما أعد الله عز وجل لي فيها من النعيم ، ثم لأنا أهدى إلى منزلي في الجنة مني اليوم إلى أهلي وليصيبني من روحها وريحانها حتى أُبعث


وإن كانت الأخرى ليضيقن علي قبري حتى تختلف منه أضلاعي حتى يكون أضيق من كذا وكذا ، وليفتحن لي باب من أبواب جهنم فلأنظرن إلى مقعدي وإلى ما أعد الله عز وجل فيها من السلاسل والأغلال والقرناء ثم لأنا إلى مقعدي من جهنم لأهدى مني اليوم إلى منزلي ، ثم ليصيبني من سمومها و حميمها حتى أبعث







لما حضرت عبادة بن الصامت رضي الله عنه الوفاة ، قال : أخرجوا فراشي إلى الصحن


ثم قال : اجمعوا لي موالي وخدمي وجيراني ومن كان يدخل علي


فجُمِعُوا له .. وقال : إن يومي هذا لا أراه إلا آخر يوم يأتي عليَّ من الدنيا ، وأول ليلة من الآخرة ، وإنه لا أدري لعله قد فرط مني إليكم بيدي أو بلساني شيء ، وهو والذي نفس عبادة بيده القصاص يوم القيامة ، وأحرج على أحد منكم في نفسه شيء من ذلك إلا اقتصَّ مني قبل أن تخرج نفسي


فقالوا : بل كنت والدا وكنت مؤدبا


فقال : أغفرتم لي ما كان من ذلك؟


قالوا : نعم


فقال : اللهم اشهد .. أمَّا الآن فاحفظوا وصيتي


أحرج على كل إنسان منكم أن يبكي ، فإذا خرجت نفسي فتوضئوا فأحسنوا الوضوء ، ثم ليدخل كل إنسان منكم مسجدا فيصلي ثم يستغفر لعُبادة ولنفسه ، فإن الله عز وجل قال : واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين .. ثم أسرعوا بي إلى حفرتي ولا تتبعوني بنار







دخل المزني على الإمام الشافعي في مرضه الذي توفي فيه فقال له : كيف أصبحت يا أبا عبد الله؟


فقال الشافعي : أصبحت من الدنيا راحلا وللإخوان مفارقا ولسوء عملي ملاقيا ولكأس المنية شاربا وعلى الله وارداً ولا أدري أروحي تصير إلى الجنة فأهنيها ، أم إلى النار فأعزيها ، ثم انشأ يقول :


ولما قسـا قلبي وضاقـت مذاهبي


جعلت رجائي نحـو عفوك سلما


تعاظمني ذنبي فلما قرنته


بعفوك ربي كان عفوك أعظما


فما زلت ذا عفو عن الذنب لم تزل


تجود وتعفو مِنَّةً وتَكَرُّما







لما حضر الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز الموت قال لبنيه :


يا بني إني قد تركت لكم خيرا كثيرا لا تمرون بأحد من المسلمين وأهل ذمتهم إلا رأوا لكم حقا


يا بني إني قد خيرت بين أمرين ، إما أن تستغنوا وأدخل النار ، أو تفتقروا وأدخل الجنة ، فأرى أن تفتقروا .. ذلك أحب إليَّ ، قوموا عصمكم الله .. قوموا رزقكم الله .. قوموا عني فإني أرى خلقا ما يزدادون إلا كثرة ، ما هم بجن ولا إنس


قال مسلمة : فقمنا وتركناه و تنحينا عنه وسمعنا قائلاً يقول : تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون عُلُوَّا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين


ثم خفت الصوت فقمنا فدخلنا فإذا هو ميت مغمض مُسَجَّى


حياك الله

رضوان الله تعالى عليهم

بارك الله فيك وجزاك خيرا

أسأل الله لكم راحة تملأ أنفسكم ورضى يغمر قلوبكم

وعملاً يرضي ربكم وسعادة تعلوا وجوهكم

ونصراً يقهر عدوكم وذكراً يشغل وقتكم

وعفواً يغسل ذنوبكم و فرجاً يمحوا همومكم

ودمتم على طاعة الرحمن وعلى طريق الخير نلتقي دوما

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.