الإمتاع بفتاوى التلاوة والاستماع (1)
(فتاوى وأحكام شرعية حول تلاوة وسماع الآيات القرآنية)
حكم التمايل أثناء تلاوة القرآن أو استماعه:
قال الله – تعالى -: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴾ [الأنفال: 2].
وقال – سبحانه -: ﴿ اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ ﴾ [الزمر: 23]
الحكم الشرعي للتمايل أثناء تلاوة القرآن أو استماعه
قال الشيخ عطية صقر – رحمه الله -:
"لا مانع أن يكون بعض الصحابة وغيرهم قد تحرك جسمه عند سماع آيات من القرآن تؤثر بقوة على وجدانه وأعصابه" ﴿ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ﴾ [الزمر: 23]، وعند قشعريرة الجلد يظهر أثر على الأعصاب والعضلات بأية حركة، ومع ذلك فالإسلام لا يقر شيئًا يتنافى مع الآداب والرجولة والكرامة، كما لا يقر الرياء عند ذكر الله وعند الطاعة بوجه عامٍّ "[1].أ.هـ
الحكم الشرعي للتمايل أثناء تلاوة القرآن أو استماعه
فالانفعال الصادق مع القرآن بالتمايل قليلاً لا شيء فيه، وأما التمايل المفتعل والمبالغ فيه؛ فهو تشبه باليهود، وليس من دين الإسلام في شيء.
قال أبو حيان في تفسيره لقوله – تعالى -: ﴿ وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ ﴾ [الأعراف: 171]:
" وذكر الزمخشري هنا عند ذكر السبب، أنه لما نشر موسى – عليه السلام – الألواح، وفيها كتاب الله – تعالى – لم يبقَ شجر ولا جبل ولا حجر إلا اهتز؛ فلذلك لا ترى يهوديًّا يقرأ التوراة إلا اهتز وأنغض لها رأسه"؛ انتهى.
وقد سَرَت هذه النزعة إلى أولاد المسلمين فيما رأيت بديار مصر، تراهم في المكتب إذا قرأوا القرآن يهتزون ويحركون رؤوسهم، وأما في بلادنا بالأندلس والمغرب، فلو تحرك صغير عند قراءة القرآن أدَّبه مؤدِّب المكتب، وقال له لا تتحرك فتشبه اليهود في الدراسة "[2]، والله أعلم
الحكم الشرعي للتمايل أثناء تلاوة القرآن أو استماعه
[1] فتاوى الأزهر (10/255).
[2] البحر المحيط (5/487) في تفسير الآية 171 من سورة الأعراف
الحكم الشرعي للتمايل أثناء تلاوة القرآن أو استماعه
الموضوع الأصلى من هنا: http://bayt.el-emarat.com/#203511#post2040646
جزاك الله خيرا على الطرح القيم
اللهم اجعلنا من ورثة جنتك وأهلا لنعمتك وأسكنا
قصورها برحمتك وارزقنا فردوسك الأعلى
حنانا منك ومنا و إن لم نكن لها أهلا فليس لنا من العمل ما يبلغنا
هذا الأمل إلا حبك وحب رسولك صلى الله عليه وسلم والحمد لله رب
أسأل الله لكم راحة تملأ أنفسكم ورضى يغمر قلوبكم
وعملاً يرضي ربكم وسعادة تعلوا وجوهكم
ونصراً يقهر عدوكم وذكراً يشغل وقتكم
وعفواً يغسل ذنوبكم و فرجاً يمحوا همومكم
ودمتم على طاعة الرحمن
وعلى طريق الخير نلتقي دوما