وفي بيان قرأه مسؤول رفيع بالفاتيكان، أبدى البابا احتراما للإسلام وأعرب عن أمله في أن يتفهم المسلمون المعنى الحقيقي لكلماته.
وخلال الخطاب الذي قرأه البابا الثلاثاء، اقتبس البابا من قول إمبراطور مسيحي في القرن الرابع عشر أن النبي محمد لم يأت للعالم إلا بأمور "شريرة ولاإنسانية".
وقد أثارت التعليقات احتجاجات من جانب المسلمين في أنحاء العالم.
ويقول كريستيان فريزر مراسل بي بي سي في روما إن السرعة التي تجاوب بها الفاتيكان تظهر مدى الخطورة التي ينظر بها إلى الموقف.
وقال وزير الخارجية الجديد للفاتيكان، الكاردينال تارسيسيو بيرتوني، في البيان الذي قرأه أن موقف البابا من الإسلام يتماشى مع تعاليم الفاتيكان بأن الكنيسة "توقر المسلمين، الذين يعبدون الله الواحد".
وقال البيان "الآب المقدس يشعر بالأسف الشديد لأن بعض أجزاء خطابه ربما اعتبرت مسيئة لمشاعر المؤمنين المسلمين".
غير أن جماعة الإخوان المسلمين المصرية قالت إن البيان ليس كافيا، ودعت البابا إلى الاعتذار شخصيا.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن عبد المنعم أبو الفتوح المسؤول البارز بالإخوان المسلمين قوله "وزير خارجية الفاتيكان يقول إن البابا يشعر بالأسف لأن تصريحاته أسيء فهمها، ولكن ليس هناك سوء فهم".
شكوك حول زيارة تركيا
ويقول مراسلنا إن البيان يمضي لأبعد ما يمكن المضي إليه على سبيل الاعتذار.
ولكن من المعروف أن لدى البابا مشاعر قوية بشأن العلاقة بين الدين والعنف ومن غير المرجح أن يتراجع عن فحوى كلمته.
ويضيف مراسلنا إنه تظل هناك شكوك حول ما إذا كان البابا سيتمكن من القيام بالزيارة المخططة له إلى تركيا في نوفمبر/تشرين الثاني.
ويقول ديفيد ويلي مراسل بي بي سي في روما إن البابا بنيديكت، وهو عالم لاهوتي قضى حياة بعيدة عن الصخب في الفاتيكان لأكثر من عقدين، وربما لم يعي مدى التداعيات المحتملة لتعليقاته.
ويقول المراسل إن الكاردينال بيرتوني، الذي عين حديثا في المنصب الرفيع لشؤون خارجية الفاتيكان، سيواجه في الأيام المقبلة مهمة محاولة احتواء الموقف.
ويتم تشديد الإجراءات الأمنية في الفاتيكان، وإن كان البابا مازال في اجتماع مغلق مع مساعديه المقربين في مقره الصيفي قرب روما.
احتجاجات
وخلال خطاب البابا في جامعة ريغينزبورغ الثلاثاء، تطرق البابا الألماني المولد إلى الاختلافات التاريخية والفلسفية بين الإسلام والمسيحية كدينين، وإلى العلاقة بين العنف والدين.
واستشهد البابا، مشددا على الاقتباس وليس الحديث المباشر، بكتابة للإمبراطور مانويل باليولوغوس الثاني، إمبراطور الدولة البيزنطية الأرثوذكسية في القرن الرابع عشر والتي اصبحت عاصمتها القسطنطينية هي مدينة اسطنبول التركية الحالية.
وقال البابا إن كلمات الإمبراطور كانت كالتالي: "أرني ما الجديد الذي جاء به محمد وعندها لن تجد إلا ما هو شرير ولاإنساني، مثل أمره نشر الدين الذي نادى به بالسيف".
وقال بنيديكت "استشهد"مرتين حيث أكد البابا أن الكلمات ليست له، مضيفا أن العنف "لا يتماشى مع طبيعة الله وطبيعة الروح".
وأضاف البابا في الجزء الختامي لحديثه "القصد هنا ليس هو إعادة التخندق أو النقد السلبي، بل توسيع مفهوم العقل وتطبيقاته".
وتابع قائلا "عندها فقط نصبح قادرين على ذاك الحوار الحقيقي للثقافات والأديان الذي بتنا في حاجة ماسة له اليوم".
الموضوع الأصلى من هنا: http://bayt.el-emarat.com/#51349#post662481
وقد صدرت ردود أفعال على الخطاب من زعماء مثل الرئيس الباكستاني برفيز مشرف، حيث قال إنه ينبغي معارضة محاولات ربط الإسلام بالإرهاب معارضة واضحة.
كما جرت احتجاجات في الشوارع في كل من باكستان والهند وتركيا وغزة.
وفي مدينة نابلس بالضفة الغربية، تعرضت كنيستين لإلقاء قنابل حارقة عليهما السبت في هجمات قالت جماعة أعلنت المسؤولية عنها إنها تقوم بذلك احتجاجا على تعليقات البابا.
غير أن المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل دافعت عن البابا، حيث قالت إن هدف الخطاب أسيء فهمه
________________________________
منقول عن قناة bbc
لاحول ولاقوة الا بالله ,,7