تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » الاصلاح الفاسد

الاصلاح الفاسد 2024.

الاصلاح الفاسد

الحمد للّه القائل في محكم التنزيل
(قل هل من شركائكم من يهدي الى الحقّ، قل الله يهدي للحقّ، أفمن يهدي الى الحقّ احقّ أن يتّبع أمّن لايهدّي الاّ أن يهدى ، فما لكم كيف تحكمون)

أيّها الاخوة الاكارم

انّ من أعظم ما ابتلي به المسلمون بعد هدم دولتهم ، حكّام خائنون للّه ولرسوله وللمؤمنين، لايرقبون في مؤمن الاّ ولا ذمّة ، جبّارون على أمّة محمّد
صلى الله عليه وسلّم، رؤوفون رحيمون باعدئها. لايتّقون الله فيها ولا يخشونه ، بل ترتعد فرائصهم وترتجف اوصالهم خوفا من أمريكا وأوروبا وحتى
من يهود ، طائعون لهم اشدّ ما تكون الطاعة، تلهج ألسنتهم مسبّحة بحمدهم معظّمة لامرهم. وصدق الله فيهم اذ يقول تعالى
(فترى الذّين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما اسرّوا
في أنفسهم نادمين)
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلّم اذ يقول محذّرا الامّة :" لتتبعنّ سنن الذّين من قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع وان دخل أحدهم جحر ضبّ
لاتّبعتموه. قالوا : يارسول الله اليهود والنّصارى ؟ قال: فمن؟ . "أي فمن غيرهم. وفي رواية " وحتّى لو أنّ أحدهم جامع امرأته بالطريق لفعلتموه"

فحكّامكم ورجال سلطتكم يسيرون خلف الكفّار حذو النّعل بالنّعل ويخشونهم اشدّ خشية من العظيم الجبّار، فقد عزفوا عن أمر ربّهم وتركوه ورائهم
ظهريّا ، جاعلين اصاعهم في آذانهم مستغشين ثيابهم، ومتكبّرين.ميمّنين وجوههم شطر أهل النّار يوم دعوهم للاصلاح فلبّوا طائعين صاغرين، فعقدوا
النّدوات واعدّوا المؤتمرات والقوا المحاضرات، بغية الاصلاح. وايّ اصلاح ؟؟!! فوالله ما هو الاّ حرف للاحكام الشرعيّة عن وجهها ، وصرف عن حقيقته
وهذا دليل بائن على أنّهم أهل فساد وافساد . وقد زادوا فوق طغيانهم طغيانا ، حتّى بدت للنّاظرين سواءاتهم بقولهم : (انّ احتكار الحكمة لا يجوز)
بمعنى انّه لا يحقّ أن يدّعي المسلمون الحقّ لانفسهم ومعتقدهم ويبطلون غيره.
ثمّ ان دعى هؤلاء الحكّام الى حوار الاديان تحت شعار السالف الذكر. تلك الحوارات المغرضة الهادفة الى تغيير المفاهيم المتعلقة بعقيدة المسلمين
وما انبثق عنها من أنظمة وأحكام وأفكار ومنهاج حياة من خلال ما يطرحون في تلك الحوارات المشبوهة بحجّة الاصلاح وما الاصلاح بعرفهم الا
ما يوافق مصالحهم.

فاوّل طرحهم: تنحية العقيدة الاسلامية وعدم جعلها مصدرا أوحد للتشريع . فاذا اردنا أن نغيّر ما بأنفسنا فما علينا الاّ أن نربط قضاينا بأديانهم
فلا حلّ لمشاكلنا ولا مخلّص لنا الاّ عبر هيئاتهم ومجالسهم. واخشى ما أخشاه أن يكون وفق رؤى حاخامات يهود وقساوسة بني الاصفر.

وثانيه : الدّعوة الى الحريّات والانسلاخ من القيود الشرعيّة . فلا ضير برفع القوامة عن المراة ولاضير بتنصيها حاكمة، ولاضير بأن تكون عشيقة
أو خليلة تنادم الرّجال و تخادنهم، وان كان لها زوج تستظلّ به فلا سلطان له عليها ، وقد نزعت القوامة وحلّت بينهما المساوات، نزولا عند
مناداتهم بالحريّة الشخصيّة.

امّا حريّة الراي ، فهي اشدّ من سابقتها خطرا، فمن طعن بدين اللّه واجتراء عليه الى تطاول على رسوله صلى الله عليه وسلم وسخريّة من كتابه
ليصبح من تطاول على أنبيائه وسخر من شريعته واستهزئ بكتابه ، فقد أبدى رأيه وتحرم محاسبته ، ومثله كذلك من تقوّل على الذّات الالهيّة
أما من يقول بالجهاد ، فارهابيّ متشوّق لسفك الدماء. وحتّى من فكّر فيه ، فالقتل او سجن يؤويه.
فاذا كان هذا هو الاصلاح المنشود ، فلا غرابة أن يتطاول أحد أحفاد يهود على دين الله يوم طالب بمنح جائزة لمقدّمي ***** دينية نصرانيّ
الموضوع الأصلى من هنا: http://bayt.el-emarat.com/#118906#post1697009
ثمّ أردف يقول ( على هذا المقدّم أن يذهب لمساجد المسلمين مسجدا مسجدا لينير الطريق أمام المسلمين). لاتستغربوا ولا تعجبوا من هذا الافّاق
فقد سبق الاجداد الاحفاد ، يوم أن سأل كفّار مكّة ذاك الافّاق كعب بن الاشرف – وهو من أحبار يهود – (أدين محمّد خير أم عبادة الاوثان؟ فقال:
الموضوع الأصلى من هنا: http://bayt.el-emarat.com/#showthread.php?p=1697009
بل ما انتم عليه) لينزل فيه قول الله تبارك وتعالى (ألم تر الى الذّين اوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطّاغوت ويقولون للذّين كفروا هؤلاء
أهدى من الذّين آمنوا سبيلا)

وثالثه:اصلاح حال الامّة بتغيير (قناعاتها الضيّقة ) الناظرة الى المحتلّين من الملاحدة وعبّاد الخشبة وبني يهود ، على أنّهم مغتصبون ومنتهكون
لحرمات المسلمين ، الى مفهوم مغاير يجلّيهم ويجعل لهم في النّفوس مكانة وفي القلوب رزانة ، فهم ليسوا الاّ مصلحين ومحرّرين. وكذلك لايجوز
نعتهم بالكفر، بل هم أبناء عمومة واخوة في الانسانية.

أيّها الاخوة الاحبّة

اعلموا عباد الله يرحمكم الله، أنّ صلاح أمركم ما وافق الحقّ وارضاه ، وأنّ فساده بكلّ ما جانبه وركن الى سواه. فاعملوا على صلاح أمركم
وعزّة دينكم بالعمل مع المصلحين الذّين يصلحون ما افسد النّاس. وصدق الله القائل (ويستبئونك أحقّ هو، قل اي وربّي انّه لحقّ وما أنتم بمعجزين )

أمّا رابعه : وافقره ، فهو ما تقوم به أمريكا بذريعة الاصلاح كذلك، من اثارة للنّعرة الطائفيّة والعصبيّة والقبليّة وايقاد لنار الفتنة بين أتباع
المذاهب الاسلاميّة عن طريق فتح الملفّ الطائفيّ المذهبيّ لهدر القوى الاسلامية واشغالها بنفسها عن عدّوها خشية وصول المخلصين من أبناء
الامّة لسدّة الحكم. لذلك فهي تسعى جاهدة حيثما أعطيت الولاء من أجل سيطرة من يسمّون بالاصلاحيين على الاقاليم الاسلامية ، امعانا في
تمزيقها رغم ما تعانيه تلك البلاد من جراح تسبّبت بها معاهدة سايكس بيكو الخبيثة.

اخوتي في الله وأحبّتي

انّ ما تقوم به أمريكا من تعرية لحكّام المسلمين عموما ، وعملائها خصوصا، الاّ لفرض سياسة الاصلاح التّي تسعى اليها، فتعمل على قلقلة
كراسي هؤلاء الحكّام كمن يمسك باحدى يديه عصى وبالاخرى جزرا. فلا تجعلوا الحيلة تنطلي عليكم وهذا من غيض من فيض وصدق الله
تعالى وقد وصفهم (انّ الله لا يصلح عمل المفسدين)

اللّهم أصلح لنا ديننا الذّي هو عصمة أمرنا واصلح لنا دنيانا التّي فيها معاشنا واصلح لنا آخرتنا التّي اليها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا
في كلّ خير واجعل الموت راحة من كلّ شرّ ، وأحسن اللهم ختامنا واحشرن في زمرة نبيّنا واسقنا بيده الشريفة شربة ماء لا نظمأ بعدها
أبدا.

ثمّ تكون خلافة على منهاج النبوّة

//

جزاك الله خير
و جعله في ميزان حسنآتك
ونفعك بهآ يوم الحسآب

//

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.