يؤثر الغضب تأثيرا شديدا على العمليات العقلية واهمها عملية التذكر اي استدعاء المعلومات المختزنة في الذاكرة فالطفل حينما يكون في حالة اهتياج شديد او المراهق يصعب عليهما ان يتذكرا المعلومات التي مرت في خبرتهما ويتعذر عليهما ان يستدعيها وهذا ما نشاهده في امتحانات طلبة الجامعة فبعض الطلبة الذين ينتابهم حالة الغضب لاقل تصرف من التصرفات داخل اللجنة نجدهم ينكفئون على انفسهم ويضطربون اضطرابا شديدا وتتبخر المعلومات من رؤوسهم
الموضوع الأصلى من هنا: http://bayt.el-emarat.com/#144589#post1912975
ـ يعد الغضب الشديد من العوائق الاساسية للتفكير المنظم والتسلسل المنطقي والاستنتاج المقبول فنلاحظ ان المحاور المنفعل يظل يدور حول فكرة واحدة ولا يمل من تكرارها وتعميه الاثارة الشديدة عن باقي الافكار الجديدة وتغيب عن رؤيته كثير من الحقائق المثمرة.
ـ ومن تأثيرات الغضب ايضا تدني اسلوب الحوار وعدم مراعاة قواعد الاخلاق ليس هذا فحسب بل استعمال الفاظ سوقية ومفردات تسيء الى الذوق العام ويعاقب عليها القانون كما نرى احيانا في حوار بعض كبار المثقفين واولى الرأي وتبادلهم التهم وتقاذفهم بالكلام الجارح وتنابزهم بالالقاب وسب بعضهم بعضا امام ملايين المشاهدين دون اعتبار للذوق العام وقواعد الاخلاق ومشاعر المشاهدين او مراعاة لمكانتهم العلمية ووظائفهم الرسمية واذا كنا نشاهد مثل هذه السلوكيات الفجة لكبار المثقفين وهم في حالة الاهتياج الشديد والانفعال العنيف فلا غرو ان نراها عند الاطفال فنسمع منهم مفردات نابية وتعبيرات مبتذلة.
ـ ونختم هذه المؤثرات بالاشارة الى ان الغضب الشديد يجعل الانسان ساذجا قابلا للايحاء فيقبل افكار الآخرين دون مناقشة او برهان ودون تمحيص او نقد ويصبح مهيئا لتصديق الاقوال والاخبار وسرعة الايمان بها نظرا لافتقاده معايير الحكم.