تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » اتدرون ماذا تقولون حين بلوغكم سن الاربعين ؟

اتدرون ماذا تقولون حين بلوغكم سن الاربعين ؟ 2024.

بسـم الله الـرحمـن الـرحيـم
السـلام عليكـم ورحمـة الله وبـركـاتـه
أتدرون ماذا تقولولون إذا بلغتم الأربعين من عمركم ؟!
الإجابة موجودة في سورة الأحقاف يقول الله تعالى :

{ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا

وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا

وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ

وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً

قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ
الموضوع الأصلى من هنا: http://bayt.el-emarat.com/#189910#post2022743

وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي

إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ }

(١٥)

أتدرون ماذا تكون النتيجة في الأية التي تليها مباشرة

{ أُولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا

وَنَتَجاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ } (١٦)

لماذا كانت الأربعين هي الحـدّ الفاصل ؟

لماذا لم تكن الثلاثين ؟ باعتبار أنها منتصف العمر تقريباً

إذا كانت السِّـتِّين هي مُعتَرك المنايا ، وكانت أعمار أمة محمد صلى الله

عليه وسلم ما بين الستين إلى السبعين ، وأقلهم من يجوز ذلك .

كما في الحديث .

فإن المنتصف تقريبا هو سِـنّ الثلاثين ..

فلماذا جاء في الآية (وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً) ؟

يظهر – والله أعلم – لأن الأربعين هي سنّ الأشدّ ،

ولذا قال في أول الآية : (حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ) .

ولأن سِنّ الأربعين غالبا يَذْهَبُ معها السَّفَه ،

فقال عن ذي الأربعين :

(قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ) .

ولذا من شاب على السَّفَـه لا يُرجئ برؤه غالباً !

ولذا قيل :

وإن سفاه الشيخ لا حُلْمَ بعده** وإن الفتى بعد السفاهة يحلـم

ولأن الإنسان في هذا العمر يكون غالباً قد رُزِق الذرية ،

ويهمّه صلاح ذريته ، ولذا قال : (وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي) .

كما أن الإنسان في صعود في سِـنِـيّ عُمره حتى يبلغ الأربعين ،

فإذا بلغها كان كالذي يصعد جبلا ، فبَلَغ قمّـتَـه ، فما بعد الصُّعود

إلا الهبوط ، وما بعد الوصول إلى القمة إلى الانحدار !

وعادة يكون الصعود أصعب من الهبوط

ويستغرق الصعود وقتا أطول من النُّـزول

فالإنسان في صعود في سنوات عمره طيلة أربعين عاماً ..

فإذا بلغها بدأ بالهبوط والانحدار ، والهبوط أسرع ،

فصاحب الأربعين بدأ بالهبوط سريعاً نحو مُعتَرك المنايا ..

نحو السِّـتِّين ، أو السبعين ..

قال الإمام القرطبي :

ففي الأربعين تناهى العقل ، وما قبل ذلك وما بعده مُنتقص عنه .

ولذلك يقول الذي بَلَغ الأربعين (إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ)

بقلم فضيلة الشيخ / عبد الرحمن السحيم


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.