السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وصية من نفائس الأدب العربي
الموضوع الأصلى من هنا: http://bayt.el-emarat.com/#9325#post63665
يا بُني! عليك بتقوى الله عزوجل، وطاعته، وتجنب محارمه باتباع سنته، حتى يصح عيشك وتقر عينك، فإنه لا يخفى على الله خافية. وإني قد رسمت لك رسماً، ووسمت لك وسماً، إن أنت حفظته ووعيته، وعملت به، ملئت بك أعين الملوك. فأطع أباك، واقتصر على وصيته،وفرغ لذلك ذهنك، واشغل به قلبك ولُبك.
وإياك وهذَر الكلام، وكثرة الضحك، ومماراة الإخوان، فإن ذلك يُذهب البهاء، ويوقع الشحناء. وعليك بالرزانة والوقار من غير كبر يوصف منك، ولا خُيلاء تحكى عنك. والقَ صديقك وعدوك بوجه الرضا، وكُفّ الأذى من غير ذلّة لهم، ولا مهابة منهم. وكن في جميع أمورك وسطاً، فإن خير الأمور أوسطها. واقلل الكلام، وافش السلام. وامش متمكناً، ولا تضرب الأرض برجليك. ولا تُلق رداءك، ولا تنظر في عطفيك، ولا تكثر الالتفات وراءك، ولا تقفُ على الجماعات، ولا تتخذ السوق مجلساً، ولا الحوانيت مُتحدثاً. ولا تكثر المراء، ولا تنازع السفهاء. وإن قصيت فاختصر، وإن مدحت فاقتصر.
وتحفظ من تشبيك أصابعك، وتفقيعها، والعبث بحليتك، وخاتمك، وذؤابة سيفك، وتخليل أسنانك، وإدخال يدك في أنفك، وطرد الذباب عن وجهك، وكثرة التثاؤب، والتمطي، وأشباه ذلك مما يستخفه الناس منك ويتغامزون به عليك. وليكن مجلسك هادئاً، وحديثك مقسوماً وأصغ إلى الكلام الحسن ممن يحدثك، من غير إظهار عجب منك، ولا تسأله إعادة. وغُض عن الفكاهات من المضاحك (النكات) والحكايات، ولا تحدث عن إعجابك بولدك، ولا عن فرسك، وسيفك (يعني خصوصياتك).
وإياك وأحاديث الرؤيا فإنك عن أظهرت الفرح بها والتعجب منها، طمع فيك السفهاء، فولدوا لك الأحلام واغتمزوا في عقلك.
ولا تلح (لا تكن لجوجاً) في الحاجات، ولا تخضع في الطلبات، ولا تُعلم أهلك وولدك، فضلاً عن غيرهم، عدة مالك، فإنهم إذا رأوه قليلاً هُنت عليهم، وإن كان كثيراً لم يبلغ به مرضاتهم، واجفهم من غير عنف ولن لهم من غير ضعف.
الموضوع الأصلى من هنا: http://bayt.el-emarat.com/#showthread.php?p=63665
وإذا خاصمت فتوفر وتحفظ من جهلك، وتجنب عجلتك، وتفكر في حجتك، وأر الحاكم بينكما حلمك، ولا تكثر الإشارة بيدك، ولا تحفز على رقبتك (تجنب حك الرقبة)، وتوق حُمرة الوجه وعرق الجبين، وإن سُفه عليك فاحلم، وإذا هَدَأ غضبك فتكلم، وأكرم عرضك، وألق الفضول عنك.
وإن قربك السلطان فكُن منه على حد السنان، وإن استرسل إليك فلا تأمن انقلابه عليك، وأرفق به كل رفقك، وكلمهُ بما يشتهي ما لم يضيع في ذلك حقاً من حقوق الله، ولا يحملنك ما ترى من إلطافه إياك وخاصته لك، أن تدخل بينه وبين أحد من أهله وولده وحَشَمه إلا بخير. وإن كان لذلك منك مستمعاً، وللقول منك فيه مطيعاً، فإن سقطة الداخل بين الملك وأهله صرعة. وذا وعدت فحقق، وإذا حدثت فاصدق، ولا تجهر بمنطقك كمنازع الأصم، ولا تخافت كمخافتة الأخرس، وتخير محاسن القول بالحديث المقبول، وإذا حدثت بسماع فانسبه إلى أهله، وإياك والأحاديث الغربية المستبشعة التي تنكرها القلوب، وتقف لها الجلود. وإياك ومضاعف الكلام: نعم نعم، ولا لا، وأجل أجل، وما أشبه ذلك.
وإذا توضأت، لا تتنخع، وليكن طرحك للماء من فيك مسترسلاً، ولا تمجه (تلفظه بعد أن تلوكه). ولا تعض بعض اللقمة ثم تعيد ما بقي منها فإن ذلك مكروه، ولا تُكثر الاستسقاء على المائدة، ولا تعب طعاماً، ولا شيئاً مما يقرب على المائدة.
ولا تمسك إمساك المسكين المثبور، ولا تبذر تبذير السفيه المغرور، واعرف في مالك واجب الحقوق وحُرمة الصديق.
واستغن عن الناس يحتاجون إليك. واعلم أن الطمع يدعو إلى الطبع (يصير طبعاً وعادة)، والرغبة كما قيل تدق الرقبة، والأكلة تمنع الأكلات، والتعفف مال جسيم وخُلق كريم، ومعرفةُ الرجل قَدرهُ تُشرف ذكره، ومَن تعدى القدر هوي في بعيد الفقر.
والصدق زين، والكذب شين، ولصدق يُسرعُ عطب صاحبه أحسن عاقبةً من كذب يَسلمُ عليه قائله.
ومعاداة الحليم خير من مصادقة الأحمق، والزوجة السوء ألد من الداء العضال. وطاعة النساء تُذري بالعقلاء.
تشبه بأهل الفضل تكن منهم. واتضع للشرف تُدركه. واعلم أن كل امرئ حيث وضع نفسه. وإنما ينسب الصارم إلى صانعه، والمرء يُعرف بقرينه، وإياك وإخوان السوء فإنهم يخونون مَن رافقهم، ويخونون من صادقهم، وقُربهم أعدى من الجرب، ورفضهم من استكمال الأدب. وجفوة المستجير لؤم، والعجلة شؤم، وسوء التدبير هم.
والإخوان إثنان، محافظ عليك عند البلاء، وصديق لك في الرخاء، فاحفظ صديق البلية، وتجنب صديق العافية، فإنه أعدى الأعداء.
ومَن اتبع الهوى مال به إلى الردى (الهلاك)، ولا يعجبنك الظريف من الرجال. ولا تحقر ضئيلاً من الرجال، فإنما المرء بأصغَريه، قلبه ولسانه، ولا يُنتفعُ منه إلا بأصغريه. وتوق الفساد إن كنت في بلاد الأعادي، ولا تفرش عرضك لمن دونك، ولا تجعل مالك أكرم عليك من عرضك.
ولا تكثر الكلام، فتثقل على الأقوام، وامنح البشر جليسك والقبول. وإياك وكثرة التبريقَ والتلويق والتنويق، فإن ظاهر ذلك ُنسب إلى التأنيث والتصنع لمغازلة النساء، وكن منتهزاً في فرصتك، رفيقاً في حاجتك، متشبثاً في عجلتك.
والبس كل دهر ثيابه، وكن مع كل قوم في سلكهم، واحذر ما يكون به اللائمة في آخرتك، ولا تعجل في أمر حتى تنظر في عاقبته. وليكن السواك من طبعك، وعليك بالعمارة فإنها أنفع من التجارة، وعلاج الزرع خير من اقتناء الضرع، (يعني الاشتغال بالفلاحة أفضل من الاشتغال بتربية الماشية فقط).
ومنازعتك اللئيم يطمع فيك. ومَن أكرم عرضه أكرمه الناس. ومعرفة الحق من إخلاص الصدق. والرفيق الصالح ابن عم (يعني في منزلة ابن العم). من أيسر عظم ومَن افتقد احتقر. وقصر في المقالة مخافة الإجابة.
والدين أزين الأمور، والشماتة سفاهة، والسكران شيطان وكلامه هذيان. والعادة طبيعة لازمة: إن خيراً فخير، وإن شراً فشر.
ومن حلّ عقداً احتمل حقداً. والفرار عار، والتقدم مخاطرة. وكثرة العلل مع الوجود (وجود المال) من البخل، وشر الرجال الكثير الاعتلال. وحُسن اللقاء يُذهب بالشحناء، ولين الكلام من أخلاق الكرام.
واعلم أن زوجة الرجل سكنه، ولا عيش له مع خلافها، وإذا هممت بالزواج من امرأة فاسأل عن أهلها فإن العروق الطيبة تنبت الثمار الحلوة. واعلم أن النساء أشد اختلافاً من أصابع الكف، فتوق منهن كل ذات يد مجبولة على الأذى.
فمنهن المُعجبةُ بنفسها المزرية ببعلها، إن أكرمها رأت فضلها عليه، ولا تشكره على جميل، ولا ترضى منه بقليل، لسانُها عليه سفيه صقيل قد كشفت سترَ الحياء عن وجهها، ولا تستحي من عوارها ولا من جارها، هدارة، ظنانة، مهارشة عقارة، وجه زوجها مكلوم، وعرضه مشتوم، ولا ترعاه لدنيا ولا دين، ولا تحفظه لصحبه، ولا لكبر سن، حجابه مهتوك، وستره منثور وخيره مدفون، يصبح كئيباً، ويمسي غائباً، شرابه شر، وطعامه غيظ، وولده صائم، وبيته مُستهلك، وثوبه وسخ، ورأسه شعث، إن ضحك فراهب، وإن تكلم فمتكاره، نهاره ليل وليله نهار، تلدغه مثل الحية، وتلسعه مثل العقرب، تهب مع الرياح، تطير مع كل ذي جناح، إن قال لا قالت نعم، وإن قال نعم قالت لا، محتقرة لما في يديه، تضرب له الأمثال، وتقصر به دون الرجال، وتنقله من حال إلى حال، حتى كره بيته ومل؟ ولده وقل؟ عيشه وهانت عليه نفسه، حتى أنكره إخوانه ورحمه وجيرانه.
ومنهن الحمقاء ذات الدلال في غير موضعه، الماضغة للسانها، الآخذة في شأنها، قد قنعت بحبه، ورضيت بكسبه. ترتفع الشمس ولم تسمع لها صوتاً، ولم تكنس لها بيتاً، طعامها بائت، وإناؤها قذر.
ومنهن العطوف الودود، المباركة الولود، المأمونة على غيبتها، المحبوبة في جيرانها، الحافظة لسرها وعَلنها، الكريمة التبعل، الكثيرة التفضل، الخافضة صوتاً، النظيفة بيتاً، ابنها مُزين، وخيرها دائم، وزوجها ناعم، مصونة ألوفة، بالخير والعفاف موصوفة، جعلك الله يا بني ممن يقتدي بالخير، ويأتم بالتقى، ويتجنب السخط، ويحب الرضا، والله خليفتي عليك، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
تقبلوا تحيات اختكم العراقية دمعة الم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
امي الغالية ويا اعز ما في الدنيا عندي
شكرا على نقلك هذه الوصايا من نفائس الادب العربي
سلمت يداكي
تقبلي تحيات ابنتك
ليندا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ابنتي الغالية ليندا حماكي الله وبارك فيكي
شكرا على مرورك على وصية من نفائس الادب العربي والتعقيب عليه
تحيات والدتك التي تحبك
وجزاكي الله الف خير
تحيـــــــــــــاتي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اختي الغالية لسان الروح حياكي الله وبارك فيكي
شكرا على مرورك وتعقيبك على الموضوع
تقبلي تحياتي