قاتل الحلم وكاتم الفرحة بالقلب قصة حقيقية حدثت وتحدث وستحدث لمجتمعنا الخليجي . هذه قصة تكررت مرارا ومعروفة للكل ولكن إلى متى ؟؟
دعوني أبدأ بسردها عليكم .
سلمان شاب ثري ينتسب لعائلة عريقة على قدر من الوسامة والشخصية. حصل سلمان على شهادته الثانوية فقرر والداه إرساله للخارج لتكملة دراسته ، ولما لا فهو الابن البكر المدلل والمفضل لديهم ، وقع اختيار العائلة على أمريكا (هبل العصر) .
جاء موعد السفر ولحظات التوديع المؤلمة فهو لن يسافر لمدة شهر ويرجع بل للسنين الله وحده يعلم كم ستطول هذه السنين .
وصف حالة العائلة وقت الرحيل :
الأم : امتلأت عيناها بالدموع و قلبها يتقطع على فراق ولدها ****** ولكن عليها التحمل والصبر فهذا مستقبلة . فبدأت تعزي نفسها باللحظة التي سيعود إليها حاملا الشهادة الجامعية والوظيفة المرموقة التي سيحصل عليها . سيكون مصدر فخر لها أمام الكل ، يا الله لقد ذهب بها الحلم للحظة التي ستدق الأبواب لتخطب له أجمل فتاة ومن أرقى العائلات وأعرقها .
الأب : يحاول حبس دموعه قدر الإمكان فهذه أول مرة يبتعد عنه ولده ****** وسنده . أنه بهذه اللحظة يفكر باليوم الذي سيختاره الله . وتسائل بقلبه هل سيكتب الله له أن يموت دون توديع ولده ؟ ؟
الموضوع الأصلى من هنا: http://bayt.el-emarat.com/#6734#post43444
الأشقاء والشقيقات : في حالة فرح يطغى عليها الحزن أنهم فرحون بشقيقهم الأكبر وبنفس الوقت يتألمون لفراقه ، لقد كان دائم المزاح معهم ويلبي رغباتهم بل كان لهم كالأب الحنون .
سلمان : تساقطت دموعه لهذا المشهد المؤلم ولفراق أحبائه كان يتثاقل الخطى للخروج من المنزل ويلتفت إليهم ليلقى ببصره على عائلته وكأنه يريد أن يملأ عينيه منهم قبل الرحيل .
وصل سلمان إلى أمريكا وكانت بانتظاره العائلة الأمريكية التي ستستضيفه . تملكه الخوف فهو لا يتقن لغتهم . فكيف سيستطيع التعايش معهم ؟ وكيف سيثق بهم ؟
استطاع هذا الشاب بذكائه إتقان اللغة الإنجليزية المطعمة باللهجة الأمريكية بمدة وجيزة . وأنخرط بالحياة الجامعية ، وأستقل بشقة سكنها وحده وحصل على رخصة قيادة أمريكية .
بالمقابل لم تبخل أسرته عليه لا بالاتصالات ولا بالمال . لقد أثرت مصروفاته على المستوى المادي للعائلة تأثير واضح ، فهو كان يطالبهم بإرسال مبالغ طائلة بحجة دراسته .
اقترب موعد الرجوع للوطن فدراسته الجامعية على وشك الانتهاء . فبدأ الحلم يراود والديه وأفراد العائلة ، وبدءوا يعدون العدة لزفافه ويتداولون فيما بينهم كيف كانت فتيات العائلة تستميل أمه للفت انتباهها لها لتفوز بزواجها من سلمان . وحتى لا يجحفوا حقه تم ترشيح فتيات من داخل العائلة وخارجها تاركين له حرية الاختيار بينهن .
وفي إحدى الليالي دق الهاتف فرفعت الأم السماعة لترد على المتصل وجاءها صوت سلمان من الطرف الآخر فارتجفت فرحا وشوقا لولدها , وكان صوته مرتبكا بعض الشيء فحاولت أن تستفسر عن سبب ارتباكه . وبعد فترة استطاع أن يصارح والدته . لقد وقع الخبر كالصاعقة على والدته فسقطت مغشيا عليها ونقلت للمستشفى وبعد الفحص عليها اكتشف بأنها تعرضت لانهيار عصبي .
لقد مات الحلم بداخلها واستبدلت زغرودة الفرح بصرخات الحزن والألم .
لقد تزوج سلمان بفتاة أمريكية وهي حامل بالشهر الثامن حتى يجعلهم أمام الأمر الواقع .
يا للسخرية . . في الوقت الذي تموت فيه الشعوب العربية و الإسلامية على يد الأمريكان نرى شبابنا يتزوجون فتياتهم ويوفرون لهم حياة مليئة بالرفاهية وكأن لا يكفيهم ما تسلبه أمريكا من خيرات الخليج .
تحيااااااااااااتي لكخ18