السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا سبحان الله
من الإشارات النفسية التي وردت فى آيات القرآن الكريم ما يدعو الى التأمل والتفكر فى خلق الله ومعجزاته فى الكون وفى خلق الإنسان..وفى القرآن الكريم أيضا دعوة الى التأمل والتفكر فى نفس الإنسان ومكونات الجسد والطريقة التي يؤدى بها كل عضو منه وظائفه..
وهنا نقف نتأمل في إعجاز الخالق من خلال المعلومات والحقائق التي توصل اليها العلم والطب الحديث..والمتأمل في المعلومات التي كشفها الطب حتى الآن عن أسرار تركيب الجهاز العصبي للإنسان والجزء الرئيسي فيه وهو المخ والطريقة التي يؤدي بها عمله يلاحظ من خلال الحقائق والأرقام معجزة الخالق في هذه الأعضاء التي لا يزيد وزنها عن كيلو جرام واحد لكن وظائفها تفوق أكبر أجهزة الكمبيوتر ..
ولما كانت الأمراض العصبية والنفسية هي النتيجة النهائية لاضطرابات في وظيفة المخ الذي يمثل الجزء الرئيسي في الجهاز العصبي ويهيمن علي كل الوظائف
الجسدية والعقلية للإنسان فإن دراسة تركيب ووظائف المخ تدخل بنا في منطقة بالغة الأهمية والدقة .. إنه العضو الرئيسي في الإنسان وغيره من الكائنات .. ويتضمن الكثير من الأسرار التي لازال العلم يكتشف بعضها كل يوم ..
الموضوع الأصلى من هنا: http://bayt.el-emarat.com/#36742#post416229
وهنا نعرض بعض الحقائق والتأملات العلمية .. والمعلومات التي تتجلى من خلالها قدرة الخالق العظيم .. والإعجاز في تركيب ووظائف المخ في الإنسان .. ولنقرأ معاً سطور هذا الموضوع.
لا يتعدى وزن المخ في المتوسط 1200 جرام ، أي اكثر قليلاً من الكيلوجرام ، ويعني ذلك أنه يشكل حوالي 2% من الوزن الإجمالي لجسم الإنسان كله ، ورغم ذلك فإنه نظراً لأهمية وطبيعة وظائفه يحصل علي اكثر من 15% من غذاء الإنسان عن طريق الدورة الدموية ! ونظراً لأهمية المخ الخاصة أيضاً فإن حمايته من المؤثرات الخارجية مكفولة بنظام قوى من صنع الخالق سبحانه وتعالي ، فهو محاط بعظام الجمجمة الصلبة ، أما بقية الجهاز العصبي المركزي وهي النخاع الشوكي فإن حمايته تكفلها عظام العمود الفقري التي تحيط به ، ويبلغ حجم الجمجمة للإنسان 1500 سم3 تقريباً ، ويوجد بداخلها المخ يحيط به السائل المخي وكميته حوالي 150 سم3 ، ويتكون المخ بصفة رئيسية من نصفي كرة ، والجزء الأهم هو
القشرة أو الطبقة السطحية لنصفي الكرة حيث يتوقف علي مكوناتها من الخلايا كياننا كآدميين نعقل ونفكر ونتحكم ، ورغم أن حجم المخ صغير نسبياً فإن الكثير من التلافيف تزيد من مساحة سطح المخ والقشرة التي ذكرناها لتصل إلي مساحة 1600 مم2 مع أن سمكها لا يزيد عن2.5 مم.
كيف يتغذى مخ الإنسان ليقوم بوظائفه ؟
بداية نقول أن الإجابة علي هذا السؤال ليست سهلة ، فعلي الرغم من التقدم العلمي الهائل الذي حقق الكثير من الإنجازات في كل مجال فإن الغموض لا يزال يحيط بتركيب المخ والطريقة التي يؤدى بها وظائفه، وهناك الكثير من الأسرار لم يتوصل العلم إلي فهمها بعد ، وسنذكر فيما يلي بعض الحقائق عن الطريقة التي يتغذى بها المخ ليقوم بوظائفه .
إن طبيعة عمل المخ وأهميته تتطلب أن يتوفر له ما يحتاجه من تغذية بالدم والأكسجين بالدرجة الأولي قبل بقية أعضاء الجسم والأنسجة الأخرى ، ويقوم بذلك نظام من الأوعية الدموية تعمل تحت مراقبة عدد كبير من الإشارات التي يصدرها المخ أيضاً لضمان استمرار هذه العملية وتصحيح أي خلل فيها بصورة فورية ، ولنا أن نتصور دقة هذه العملية إذا علمنا أن الدم يتدفق بكمية اكبر من المعتاد إلي أماكن معينة في المخ في أثناء التفكير العميق عند حل إحدى المسائل المعقدة مثلاً 1.. كما أن الأرقام تؤكد أن طول الأوعية الدموية الشعرية الدقيقة في 1مم3 من المخ يصل إلي 1400 مم ، أما مساحة سطح جدران هذه الأوعية متساوي 500مم2 ، فإذا افترضنا أننا سوف نقوم بمد هذه الأوعية الدموية الدقيقة في مخ الإنسان في خط واحد مستقيم فإنها سوف تبلغ 1120 كيلومتراً ..
أي ما يزيد علي المسافــة من الإسكنـــدرية إلي أسوان ، واكثر من المسافة بين القاهرة والقدس !!!
والأوعية الدموية التي تغذى المخ لها تركيب خاص معقد للغاية ، فكل وعاء منها له ما يشبه الإدارة الخاصة حيث يتلقى أوامر من مراكز في الجهاز العصبي تستقبلها مراكز أخرى في جدران الأوعية ذاتها ، وتحمل الإشارات أوامر لهذه الأوعية بأن تتسع أو تتقلص عن طريق عضلات دقيقة بحيث تقل أو تزداد كمية الدم التي تتدفق فيها لتغذى المخ ككل أو لكل منطقة منه علي حدة .. بقي أن نعرف أن هذه المنظومة الهائلة من أوعية الدم التي تغذى مخ الإنسان يمر خلالها مالا يقل عن 3 /4 لتر من الدم كل دقيقة .. وبحسبة بسيطة نجد أن الدم الذي يصل إلي المخ يزيد علي كمية متر مكعب في اليوم الواحد !!
كيف يؤدى المخ عمله ؟
دخلنا الآن إلي منطقة أكثر صعوبة ، ولا أستطيع أن أزعم أن العلم قد توصل إلي الشيء الكثير في مجال كشف وفهم الطريقة التي يؤدى بها المخ عمله ، فالأمور التي لم يتوصل الطب إلي إدراكها اكثر من تلك التي تم التوصل إليها حتى وقتنا هذا ، ولكي نتصور معاً الإعجاز الهائل في أداء المخ لوظيفته تخيل معي أننا أحضرنا عدداً كبيراً جداً من الموظفين ووضعناهم جميعاً في غرفة ضيقة جداً وطلبنا من كل منهم أن يقوم بعمله دون أن يتأثر بمن حوله ، إن ذلك بغير شك شئ مستحيل وغير ممكن ، فلابد في وضع كهذا من حدوث كثير من التداخلات والفوضى ..
قارن معي ما يحدث داخل مخ الإنسان .. إن مخ الإنسان يتكون من الخلايا العصبية ويبلغ عددها من 15 إلي 20 مليار خلية ، وهذه هي الوحدات التركيبية والوظيفية التي يقوم كل منها بعمل محدد في تنسيق مع بعضها البعض ، وهذه جميعاً تزدحم في حيز ضيق محدود ، فكيف إذن تقوم كل منها بوظيفتها دون فوضي أو تداخل ، ذلك إعجاز من صنع الخالق سبحانه وتعالي .
أما كيف يتم التفاهم والتنسيق بين هذه المليارات من الخلايا حتى لا يحدث تضارب في ما يصدر عنها من إشارات ،فإن ذلك يتم عن طريق انتقال المؤثرات فيما بين الخلايا العصبية في اتجاهات محدودة وفق نظام دقيق ، وذلك عن طريق مواد كيميائية طبيعية يفرزها المخ وتسمي الموصلات العصبية ، وينتج عن ذلك انتشار موجات كهر وكيميائية هي في الواقع شحنات كهربائية دقيقة تعطي إشارة تنتقل في اتجاهات معينة لأداء وظيفة ما ، وليس ما نراه من تشنجات حركية وعصبية في حالات الصرع سوى خلل يعتري طريقة انتشارهذه الشحنات الكهربائية وموضعها وشدتها ويؤدى في النهاية إلي حدوث النوبة .
المخ .. والكومبيوتر :
لعل ما ذكرت هنا من حقائق وأرقام عن مخ الإنسان والنبذة التي تعرضنا لها حول وظيفته وتركيبه المعقد هو ما يدفع البعض أحياناً إلي المقارنة بين العمليات العقلية التي يؤديها المخ وتلك التي يقوم بها ذلك الجهاز المتقدم الذي توصل إليه العلم والاختراع وهو الكومبيوتر أو الحاسب الآلي والذي يقوم بإنجاز عمليات حسابية هائلة في وقت قياسي .
الموضوع الأصلى من هنا: http://bayt.el-emarat.com/#showthread.php?p=416229
ولقد كانت المقارنة علي الدوام في صالح الإنسان من حيث إمكاناته وقدراته الهائلة علي التعامل مع جميع العمليات العقلية ، ومن حيث الذاكرة والذكاء والقدرة علي الاختيار والتمييز ، وقد وجد أن الحاسب الآلي الذي يمكنه أن يؤدى بعض العمليات العقلية المماثلة لقدرات المخ البشرى لابد أن يكون حجمه هائلاً للغاية بالمقارنة لحجم المخ الصغير داخل الجمجمة ، وربما كان وجه الشبه بين مخ الإنسان والكومبيوتر هو أن أخطاء البرمجة أو خلل الكومبيوتر تؤدى إلي نتائج غير سليمة في أداء الكومبيوتر ، وكذلك فإن المؤثرات الخارجية والخلل العضوي في وظيفة المخ قد يؤدى إلي ظهور أعراض الأمراض العصبية والنفسية مثل حالات الاكتئاب، والفصام العقلي، والصرع .
وفي الختام فإننا حين نتأمل هذه الحقائق والأرقام حول تركيب المخ والجهاز العصبي في الإنسان والوظائف العقلية المعقدة التي يقوم بها لابد أن ندرك هذه الإشارات الهامة التي وردت فى آيات القرآن الكريم .. فى قوله تعالي "وفي أنفسكم أفلا تبصرون" الذاريات (21) وفي قوله تعالي "لقد خلقنا الأنسان فى أحسن تقويم” التين (4) وفى قوله تعالي "فى أي صورة ما شاء ركبك" الأنفطار (8) والتي تتضمن دعوة الأنسان الي أن ينظر الى نفسه ويتأمل فى إبداع الخالق خصوصا إذا تأملنا على النحو السابق فى وظائف الجهاز العصبي والجزء الرئيسي فيه وهو المخ البشري الذي يقوم بوظائف معقدة لم يتمكن العلم الحديث وعلماء الطب من فهم أسرارها حتي وقتنا هذا ، ولا يملك المرء بعد ذلك سوي أن يزداد إيماننا بقدرة الخالق العظيم.
وتحياتي لجميع
وصباحكم جووري
عبووووره
والله موضوع يستاهل القراء واشكرك بقوة عبوووورة
فتى الاحساس
الف شكر لك وعلى هذا الحضور الرائع
تقبل تحياتي الك
عبوره
الف شكر عبير
يعطيك العافية
ولله في خلقه شؤون
الف الف شكر لك عبير
تحياتي وتقديري لك