تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » واقع المسلمين وسبيل النهوض

واقع المسلمين وسبيل النهوض 2024.

واقع المسلمين وسبيل النهوض
محاضرة للشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ،ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ،من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ،وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ،وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ( ياأيها الذين أمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ) ( ياأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحده وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا ) ( يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما )

أما بعد : فإن أصدق الحديث كلام الله ،وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ،وشر الأمور محدثاتها ,وكل محدثة بدعة ،وكل بدعة ضلالة ،وكل ضلالة في النار .

أما بعد : فإنّ أحوال المسلمين تقلق النّفس وتقطّع النفوس حسرات ؛ذلك أنّ الأمراض قد فتكت بهم ,العقديّة والمنهجية والسياسية وقل ما شئت من الأمراض ,والعلاج بين أيديهم ,لكنهم لا يريدون هذا العلاج إلاّ من شاء الله ,ويذهبون يبحثون عن العلاجات من هنا وهناك . والعلاج الصحيح الذي قدمه لهم ربّ العالمين قلّ من يلتفت إليه مع الأسف الشديد ,فالله وصف هذا القرآن بأنّ فيه شفاء (( قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء )) ((وينزّل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين )) هو شفاء لهذه الأمراض – أي والله .

والله لا علاج لهم ولا مخرج لهم ممّا هم فيه من ذلٍّ وهوان وغثائية إلاّ أن يرجعوا إلى هذا الكتاب فيحكِّموه في عقائدهم وفي عباداتهم وفي مناهجهم وفي سياساتهم وفي كلّ شأن من شؤونهم ,لا علاج لهم إلاّ هذا ,ومع الأسف الأطباء الذين يقدّمون العلاج مساكين يحيدون عن هذا العلاج ويذهبون إلى العلاجات المسمومة الفتّاكة التي لا تزيدهم إلاّ بلاءً وذلاًّ وهواناً .

الرسول عليه الصلاة والسلام تحدّث عن هذه الأوضاع المترديّة المنحطّة التي ستنـزل بالأمّة وفي نفس الوقت قدّم لهم العلاج- عليه الصلاة والسلام – وقعوا في الأمراض والأدواء والغثائية – وقلّ من يريد العلاج – وإذا صاح بهم من يريد لهم الخروج ممّا هم فيه من ذلٍّ وهوانٍ وأمراض لا يسمعون له ولا يلتفتون إليه ,بل يحاربونه مع الأسف الشديد .

الذي يقول كلمة الحقّ ويدعو إلى كتاب الله وإلى سنّة رسول الله وإلى تخليص النّاس من هذه المشاكل والضلالات والبدع التي أوقعتهم في الذلّ والهوان والغثائية يُحَارب أشدّ الحرب ,يُحَارب ممن يلبسون لباس الإصلاح وهم يقودون الأمّة إلى الهلاك والدمار,وما نسمع استجابة لهذه الأصناف .

يا أمّة الإسلام أين التّوحيد الصحيح ؟ أين العقائد الصحيحة ؟ أين المنهج الصحيح ؟ الأمور التي تجمع المسلمين ,المسلمون جميعاً يجب أن يكونوا على عقيدة واحدة وعلى منهج واحد ,ولا يتوفر ذلك إلاّ في كتاب الله وفي سنّة رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيما كان عليه سلفنا الصالح الذين آمنوا بالله عزّ وجلّ وبكتابه ورسله وبكلّ قضايا الإيمان والإسلام وطبّقوها في حياتهم ؛ عقائد وعبادات وأعمال وسلوك وجهاد وإلى آخر شؤون الحياة ( لا يَصلُح آخر هذه الأمّة إلاّ بما صلح به أولها ) مهما نشدت الإصلاح الإصلاح من هنا وهناك ؛الإصلاح الآن ديمقراطية ,الآن العلاج عندهم الديمقراطية ؛ الإصلاح والإصلاحيّون ,والإصلاح والإصلاحيّون ويجتمع الرّوافض والباطنيّة والعلمانيّون والكتابيون وإلى آخره على هذا الإصلاح ,يجتمعون على هذا !

ومتفقون عليه وما يريدون غيره أبداً ,لا يريدون غير هذا الذي يدعون إليه ,هذا هو الإصلاح الذي يأتي من أوربا ,ومن أمريكا يأتي من بوش ومن شارون ,هذا هو الإصلاح وهذا هو العلاج !! والصحف والمجلات والمواقع وإلى آخره لا تجد إلاّ النـزر القليل الذي يصدع بكلمة الحقّ ويدعو إلى العلاج الشافي ,( يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها فقال قائل ومن قلة نحن يومئذ قال بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن الله في قلوبكم الوهن فقال قائل يا رسول الله وما الوهن قال حب الدنيا وكراهية الموت) نُزِعت المهابة من صدور الأعداء وقُذِف الوهن في قلوب المسلمين إلى أن وصلوا إلى حضيض الغثائية وما يريدون أن يخرجوا من هذا ,ومع الأسف كثيرٌ من علمائهم وأطبائهم يريدون الإصلاح ,الإصلاح ,حوار الأديان ,أخوّة الأديان ,تقديس الأديان ,قداسة الأديان وإلى آخره , يُهان الرسول صلى الله عليه وسلم ونحن نقول : هاتوا لنا العلاج ,هاتوا لنا الحماية ,يا هيئة الأمم احمينا ,خلّي ديننا ورسولنا مع الأديان الفاسدة ,خلّوه في ذيل هذه الأديان مع الأسف الشديد ,المسلمون الآن يُذَبَحون في العراق ولا صوت يرتفع ,أهل السنّة يُذَّبحون في العراق وما تسمع كلاما أبدا – بارك الله فيكم – وحُرِّقت المساجد وهُدِّمت على أيدي الباطنية والروافض – بارك الله فيكم – وديست المصاحف بارك الله فيكم ,ولا كلام ,كيف ؟ لأنّه غثاء ,غثاء والله .
الموضوع الأصلى من هنا: http://bayt.el-emarat.com/#79397#post1227339

لابد أن نعتصم بحبل الله ,لابدّ أن نتّبع كتاب الله ,لابدّ أن نطيع أوامر الله ولابدّ أن نستجيب لدعوة الله ,لابدّ أن نكون مسلمين ظاهراً وباطناً ,نطبِّق هذا الدّين الحقّ من ألفه إلى يائه ,أصحاب الرسول كانوا في ذلّةٍ وقلّة ,لكن بإخلاصهم وصدقهم وتمسكهم بكتاب ربِّهم وسنّة نبيِّهم نصرهم الله عزّ وجلّ على أقوى الدول وأعتاها في ذلك الوقت كانوا أقلّ الناس عدداً وأقلّهم عدّة وإلى آخره .. جمعهم الله تبارك وتعالى على كتاب الله وعلى سنّة رسول الله عليه الصلاة والسلام .

أنا كنت في المدينة في المسجد النّبوي وأذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم :

(( إنّ المدينة قرية تأكل القرى )) ,تأكل القرى ,كيف؟ المدينة قرية فتحت الدنيا كلّها وكان أهلها في مسجد لا يساوي جزءً من خمسين جزء من هذا المسجد الموجود الآن ,انظر المسجد النبوي الآن مليان من الساحات ,ومليان من الأمم وهم غثاء ,وفي ذلك الوقت مسجد الرسول وقرية الرسول عليه الصلاة والسلام ,مسجد الرسول صغير لا يأتي ولا جزء من خمسين جزء من مسجد اليوم ,فتح الله بهم الدنيا بصدق الإيمان والإخلاص والتّوكل على الله سبحانه وتعالى ؛ما فتحوا الدنيا بقوتهم وإنّما بنصر من الله وتأييد منه (( وما النّصر إلاّ من عند الله العزيز الحكيم )) .

يا أمّة الإسلام عليكم بالتّوحيد الذي حواه القرآن والذي جاء به جميع الأنبياء ,بلدان المسلمين تنتشر فيها القبور والخرافات والضلالات والبدع وإلى آخره ؛كيف يأتيهم النّصر ؟ وكيف تأتيهم العزّة وهم ما تركوا باباً من أبواب الذلّ إلاّ وطرقوه والعياذ بالله ولا باباً من أبواب العزّة والسعادة والسيادة والكرامة إلاّ وتحايده الكثير (( واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرّقوا )) كلّكم اعتصموا بحبل الله ,ما هو حبل الله ؟ كتاب الله وسنّة رسول الله عليه الصلاة والسلام , هذا أمر لجميع الأمّة ,هل الأمّة استجابت الآن لهذا الأمر ؟

هل الأمّة الآن معتصمة بحبل الله في عقائدها وعباداتها ومناهجها ونشاطاتها ؟

كلاّ والله ,قليل ؛قليل جدّاً الذين يدعون إلى هذا المنهج وإلى الاعتصام بحبل الله عزّ وجلّ مع الأسف والباقون والله يحاربون هذا المنهج وهذه الدعوة .

أنا أعرف يا أولادي ؛وأنتم ما تعرفون ؛نحن كنّا في هذا البلد طلاّب علم يرحل طالب العلم من جنوب المملكة إلى شمالها ومن شرقها إلى غربها ما نجد طلاّب العلم والعلماء إلاّ إخوة على منهج واحدٍِ , وكنت طالب علم في الجامعة الإسلامية ومدرِّساً وإلى آخره ونزلت مكّة لأكمِّل دراستي يلتقي السلفيّون أهل الحديث والسلفيون من هنا كلّهم على قلب رجلٍ واحدٍ لا خلاف بينهم في المناهج ولا في أيّ شيء من الأشياء طبعاً قد تكون أشياء جزئية خفيفة هذا ما يخلو حتى زمن الصحابة ,لكن المنهج والعقيدة وأمور الحياة كلّها حتّى السياسة تجدهم على منهج واحد لا خلاف بينهم ثم جاء الشيطان ينزغ بينهم وجاء أهل الفتن ونفثوا السموم والفرقة والتّمزيق فمزقوهم شرّ ممزق في مشارق الأرض ومغاربها ,كانوا جماعة واحدة على كتاب الله وعلى سنّة رسول الله عليه الصلاة والسلام تجدهم الآن متفرقين تجد الشباب في هذه البلاد متفرقين متنا كرين مع الأسف الشديد , ما فيه محبّة ,ما فيه مودّة ,ما فيه تآلف ما فيه تآخي ما فيه تحكيم لله كلّ واحد يحكِّم عاطفته ويشحنونه بأفكار ما يريد أن يغيرها ولا يعرف أنّه على خطأ أو على حق ,لا يا أخي .
الموضوع الأصلى من هنا: http://bayt.el-emarat.com/#showthread.php?p=1227339

أنا أقرأ في البخاري كما جاء عن ابن عباس رضي الله عنه قال : ( قدم عيينة بن حصن بن حذيفة فنزل على ابن أخيه الحر بن قيس وكان من النفر الذين يدنيهم عمر ,وكان القراء أصحاب مجالس عمر ومشاورته كهولا كانوا أو شبانا فقال عيينة لابن أخيه يا ابن أخي لك وجه عند هذا الأمير فاستأذن لي عليه قال سأستأذن لك عليه ,قال ابن عباس : فاستأذن الحر لعيينة فأذن له عمر ,فلما دخل عليه قال: هيه يا ابن الخطاب فو الله ما تعطينا الجزل ولا تحكم بيننا بالعدل ,فغضب عمر حتى هم به فقال له الحر : يا أمير المؤمنين إن الله تعالى قال لنبيه صلى الله عليه وسلم : ( خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين ) وإن هذا من الجاهلين ,والله ما جاوزها عمر حين تلاها عليه ,وكان وقافا عند كتاب الله ) ,هدأ غضبه ,ذهبت عنه سورة الغضب وعفا عن هذا الإنسان كما أمره الله تبارك وتعالى .

الشاهد من هذا أنّ ابن عباس يشهد لعمر أنّه كان وقّافًا عند كتاب الله عزّ وجلّ .

عمر كان محدِّثاً ,كان فقيهاً إماماً ,لكن قد يجتهد فيخطئ ,وإذا نبهه أحد رجع ,وقّاف عند كتاب الله .

وله قصّة أخرى رضي الله عنه ,قال أبو وائل : جلست إلى شيبة ,يعني الحجبي كانت مفاتح الكعبة عنده ولا تزال عند بني شيبة في الجاهلية والإسلام ,الرسول أعطاهم مفاتيح الكعبة. قال أبو وائل : جلست إلى شيبة في هذا المسجد ,قال جلس إلي عمر في مجلسك هذا فقال: هممت أن لا أدع فيها صفراء ولا بيضاء إلا قسمتها بين المسلمين ,قلت: ما أنت بفاعل قال:لم ؟ قلت:لم يفعله صاحباك . قال :هما المرآن يُقتدى بهما ) ,وقف . الأمثلة كثيرة في حياة عمر ,في وقوفه عند كتاب الله وعند سنّة رسول الله عليه الصلاة والسلام .

لكن الآن ,هل نحن وقّافون عند كتاب الله ؟ يا أخي : لا بدّ الواحد يحاسب نفسه ويقول: هل أنا على حقّ أو على خطأ في القضية الفلانية والقضية الفلانية ؟ هل أنا على حقّ أو على خطأ ؟

لا يصل إلى الحقّ إلاّ إذا استسلم لله وانقاد لله عز ّوجلّ وحكّم كتاب الله في نفسه وحكّم سنّة رسول الله في نفسه فحينئذ يمكن أن يكون وقّافا , يمكن أن يكون رجّاعا للحقّ ,لكن إذا أرسل لنفسه العنان فلا يقف في وجهه شيء لا كتاب ولا سنّة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛فإن الباطل سيستولي عليه .

فأنا أنصح نفسي وأنصح أبنائي وأنصح إخواني وأنصح زملائي وأنصح من يخالفني أن نتقي الله في أنفسنا وفي هذه الأمّة وفي هذا الشباب ,فنحكِّم كتاب الله ونجمعهم على كتاب الله وعلى سنّة رسول الله ,ونربّي أبناءنا في مساجدنا ومدارسنا وبيوتنا على هذه الأمور وعلى هذا المنهج وأن نتقي الله في الأهواء والأغراض ,فإنّها والله شتتت الأمّة وشتّتت الشباب .

يتبع

كان الصحابة كلّهم وقّافون عند كتاب الله وكان السلف الصّالح كلهم وقافون عند كتاب الله والذي يخطأ يرجع والذي يذنب يتوب ,كان الرجل يزني في عهد الرسول والمرأة تزني فلا يقرّ له قرار ولا يستريح أبداً إلاّ أن يذهب إلى رسول الله ويعترف ويقول أقم عليّ الحد ,ويقول رسول الله : لعلك كذا لعلك كذا , أبداً ,يعترف ؛لأنّه لا يرتاح أبدا ويكره الحياة ,لماذا ؟ لأنهم أناس استسلموا لله ,وليسوا بمعصومين ,نحن لسنا بمعصومين كلّنا نقع في الأخطاء لكن يجب على الإنسان أن يتوب (( يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا )) .

وقعتَ في الخطأ ,في العقيدة ,في المنهج ,في السلوك ,في العبادة في شيء .

ارتكبتَ خطأً فباب التّوبة مفتوح وليس من العار ,بل الأنبياء يخطئون ويرجعون ,الأنبياء يخطئون ويرجعون ؛حكى الله عن آدم أنّه تاب من خطيئته ,وحكى الله عن داوود ,وحكى الله عن موسى .. يتوب ويتوب ويتوب ويستحي من هذا الذنب .

وحتى يأتي يوم القيامة هؤلاء الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وتطلب منهم الشفاعة ,وهو لا يزال ضميره يؤنبه حتى آخر لحظة ,تاب ,تاب ,تاب لكن هذا الإحساس لا يمحى من ضميره ؛يطلبون من آدم الشفاعة فيقول : أنا أذنبت وأخطأت ,نفسي نفسي ,يستحي من ربّه ,يقول: إنّي أستحي من ربّي ,ثم يأتون إلى نوح فيقول : أنا أذنبت وأخطأت ,نوح ماذا أخطأ ؟ دعا على قومه ,اعتبرها خطيئة وهي حقّ ,فيستحي أن يشفع .

إبراهيم أخطأ في ذات الله عزّ وجلّ ويقول: أذنبت وموسى كذلك يقول أذنبت – بارك الله فيكم – أين نحن من هذا الحياء من الله عزّ وجلّ .

يا أخي تعيش عمرك على باطل,حياتك كلها ولا تعالج نفسك ,ولا ترجع إلى الله تبارك وتعالى ,ويمكن وراءك ألوف بل ملايين يتبعونك على هذا الخطأ ,فتحمل وزر نفسك وأوزار الآخرين ( من سنّ سنّة سيّئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة ومن سنّ سنّة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة ) .

يا أخي ارحم نفسك ,ارحم نفسك ,سُنَّ للناس سنّة حسنة ,أنت لست تشرِّع الآن ,لكن أحيي سنة الرسول عليه الصلاة والسلام ,تكون كأنّك سننت للنّاس سنّة حسنة بارك الله فيكم ؛أشياء قصّر فيها الناس أو ماتت هذه السنّة فأحييتها ,الناس إذا أقبلوا عليها وعملوا بها ,فأنت تكسب أجرها ؛أجرك وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة .

وكذا إذا تعلّقت ببدعة وتبعك النّاس عليها ,فتحمل وزرك ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة .

الشاهد ؛ أننا يجب أن نرجع جميعاً إلى الله ,وأن نعتصم بكتاب الله ,وأن نتبع كتاب الله آيات كثيرة يأمر الله فيها بالاستقامة ,آيات كثيرة يأمر فيها الله بالاتّباع ,آيات كثيرة يأمر فيها الله رسوله بالاتّباع (( اتّبع ما أنزل إليك)) (( اتّبع ما أوحي إليك)) (( اتّبعوا ما أنزل إليكم من ربكم )) ويقول تعالى : (( إنّ الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا )) أوامر كثيرة ونواهي كثيرة عن المعصية وعن المخالفات وعن وعن …لماذا ؟ كتاب الله بين أيدينا وندرسه ونحفظه أولادنا ,وتحفيظ القرآن ,لكن أين الآداب ؟ نحفظ الألوف والألوف والحفظ مطلوب ,لكن أين العمل أين العمل ؟ القرآن ألا يدعونا إلى الاجتماع ؟! ألا يدعونا إلى الاعتصام بالكتاب والسنّة ؟ ألا يدعونا إلى ترك الباطل ؟ ألا يدعونا إلى ترك البدع ؟ ألا يدعونا إلى محاربة الشرك والضلال ؟ نتفقه في دين الله ويحاول كل واحد يعمل في نفسه ويحاول أن يعلم أسرته ويحاول أن يربّي الناس في مدرسته على هذا المنهج وعلى هذه العقيدة التي جاء بها جميع الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ,ويحذرهم من الشرك دعاء غير له ,والذبح لغير الله ,والاستغاثة بغير الله إلى آخره ,تجد دعاة يملأون الدنيا ,لكن هذه ليست من المنكرات عندهم ,ماذا استفاد الناس منك وأنت تقرّهم على الباطل ؟
الموضوع الأصلى من هنا: http://bayt.el-emarat.com/#79397#post1227340

ما تزيدهم إلاّ ضلالاً ولا تزيدهم إلاّ غثائية ,ولهذا كثرت الدعوات في العالم الإسلامي من هنا وهناك وكَثُرَت الأحزاب ,والله لا يزداد الناس إلاّ بلاءً ,لماذا ؟ لأنّهم ما سلكوا طريق الأنبياء عليهم الصلاة والسلام في الإصلاح ؛إصلاح الأنبياء يبدأ بماذا ؟ بالإصلاح العقائدي ؛يأتي النبي قومه وعندهم شرك ,عندهم ضلالات ,فساد طويل عريض في الحياة كلّها يبدؤون بماذا ؟ يبدؤون بإصلاح العقيدة ؛يأتي إلى قوم يدعون غير الله ,يذبحون لغير الله يتعلقون بالأصنام ,يعبدون الملائكة ,يعبدون لأشجار ,يعبدون الأنبياء إلى آخره ,فيبدأ بتصحيح العقيدة ,يصحح العقيدة .

انظر إلى العالم الإسلامي الآن ,اذهب إلى مصر ,اذهب إلى السودان ,اذهب إلى باكستان ترى العجائب ,في هذه البلاد مُحِيت القبور – ولله الحمد – ولكن دعوات الآن هيّأت الناس لهذه الأوضاع المردية ,وربما يستنكرون التركيز على الدعوة إلى التوحيد .

يا أخي الرسول عليه الصلاة والسلام كان بين الفينة والفينة يبايع أصحابه على ألاّ يشركوا بالله شيئاً ,يبايع أبا بكر وعمر وابن مسعود وعبادة ابن الصامت وغيرهم ,يبايعهم على ألاّ يشركوا بالله شيئا وأن يقيموا الصلاة وإلى آخره ,كيف يبايع أبا بكر وعمر؟! لأنّ العقيدة دائماً تحتاج إلى إذكاء ,إلى تجديد ,إلى تنبيه .

العقيدة هذه لابد أن نغرسها في أنفسنا وفي أوساطنا ونذكِّر بها.

كيف يبايع الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه على ألاّ يشركوا بالله شيئا ؟

الآن لو قلت لواحد : تعالى أبايعك على ألاّ تشرك بالله شيئا كيف يفعلون ؟!!

لو وجد الآن داعية يحذرهم من الشرك ,يقولون : وهل نحن مشركون ؟ كيف أبو بكر وعمر يبايعون على ألاّ يشركوا بالله شيئا وأنتم لا تُحَذّرون من الشرك ؟!

إبراهيم عليه السلام يقول: (( واجنبني وبنيّ أن نعبد الأصنام )) إبراهيم أبو الأنبياء وخليل الرحمن يقول : (( واجنبني وبني أن نعبد الأصنام ربّ إنّهنّ أضللن كثيراً من الناس فمن تبعني فإنّه منّي ومن عصاني فإنّك غفور رحيم )) عليه الصلاة والسلام .

وهو يعلم أنّ أبناءه سيأتي فيهم الأنبياء الكثير ومع هذا يخاف ,كيف نأمن على أنفسنا

( يا مقلّب القلوب ثبّت قلوبنا على دينك ) رسول الله عليه الصلاة والسلام يقول هذا ويعلّم أصحابه أن يقولوا هذا ,نحن الآن كأن عندنا ضماناً أننا لا نقع في الشرك ولا في النفاق .

كان الصحابة يخافون على أنفسهم النِّفاق يقول ابن أبي مليكة : أدركت ثلاثين من أصحاب محمد كلهم يخاف على نفسه النّفاق ,الإنسان لابد أن يخاف من النّفاق ,يخاف من الوقوع في الشرك ,يخاف أن يزيغ قلبه (( ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنّك أنت الوهاب )) (( ولا يأمن مكر الله إلاّ القوم الكافرون )) ندعو الله عزّ وجلّ أن يحفظ قلوبنا ,ونبذل الأسباب التي ترسّخ الإيمان في نفوسنا ,نبذل الأسباب ؛من طاعة الله ,من الاستسلام لله عزّ وجلّ ,من الاستغفار لله عزّ وجلّ في الليل والنّهار وبالأسحار ونضرع إليه دائماً أن يثبتنا على الإسلام وأن يهدي الله على أيدينا من يريد هدايته سبحانه وتعالى .
الموضوع الأصلى من هنا: http://bayt.el-emarat.com/#showthread.php?p=1227340

ولابد يا إخوة من إحياء المحبّة والمودّة والأخوّة في أوساط المسلمين على أساس الكتاب والسنّة وليس على أساس النّفاق والمجاملات ,على أساس الحقّ ,إحيي الحقّ في نفسك وآخي عليه الناس وادع إليه ,ولابد من هذا التلاحم وهذا التآخي بين المسلمين (( واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا )) وما الذي يفرّقنا ؟ الأهواء ؛الذي يفرق : الأهواء ,أنت لك رأي وأنا لي رأي ,وأنت تتبع فلانا وأنا أتبع فلانا ,ثمّ لا نحكّم كتاب الله جاءت حينئذٍ الفرقة وجاءت العداوة وجاءت البغضاء وجاء سفك الدماء وجاء التفرق والضياع إلى الحالة التي وصل إليها المسلمون .

فأسأل الله تبارك وتعالى أن يجمع المسلمين على الحقّ ,على كتاب الله وعلى سنّة رسول الله وأن يجمع شباب هذا البلد خاصّة على كتاب الله وعلى سنّة رسول الله عليه الصلاة والسلام ,وعليهم أن يتذكروا حال الجزيرة قبل أن تأتي الدعوة السلفية على يد الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب ,أن يتذكروا التفرق والتمزق والضياع بارك الله فيكم حتى إن بعضهم وصل به الجهل أنّه ينكر البعث ,دعْ عنك ترك الصلاة وترك الزكاة واللعب إلى آخره ,فجمعهم الله على كتاب الله وعلى سنة رسول الله وعلى هذه العقيدة الصحيحة .

فيجب يا إخوة أن نتذكر هذا الواقع المظلم الأول والواقع المضيء الثاني ,ونرجع إليه إذا حصل منا مجافاة أو نفرة عن هذا أو تنفير عنه ,أن نرجع إليه وأن نتآخى وأن ندرك أنّ أعداء الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها من الكفار واليهود والعلمانيون كلهم ما يتكالبون إلاّ على هذه دعوة ,الدعوة السلفية التي جددها الإمام محمد ابن عبد الوهاب لأنّهم يعرفوون أنّها هي الإسلام الحقّ ,لا تصدقوا أن بين الروافض وبين اليهود والنصارى عداوة أبدا ,كل هذا كذب وضحك على الناس ,لا تصدّقوا هذا التّهريج الكاذب ,كلّ هذا من ذرّ الرماد في العيون .

لا يُعادي اليهودُ والنصارى إلاّ هذا المنهج ,لأن فيهم فلاسفة ومفكرين ومستشرقين يدرسون الإسلام ويعرفون من هي الفرقة التي يمكن أن تكون ذنبا لنا وعونا لنا على الإسلام والمسلمين جميعا ويعرفون من هي الجماعة التي على الحق ولا يمكن أن تنقاد لهم ولا يجدون هذا إلاّ عند أتباع المنهج السلفي .

فاعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا .

نسأل الله أن يجمع قلوبنا جميعا على كتابه وعلى سنّة نبيه وأن يرينا عيانا ما نتمناه من عزّة الإسلام وعزّة المسلمين واجتماعهم في صعيد واحد على كتاب الله وعلى سنة رسول الله ,أسأل الله أن يحقق ذلك .وادعوا الله جميعا في خلواتكم وفي مساجدكم أن يحقق ذلك .

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

انتهى

لي عوده لقرات المحاضره بتمعن

جزاك الله خيرا ياملانا مقدما

ولك بالمثل يا عم حقوق

ياليت والله ترجع تقراها بتمعن

مهمة جدا

نسأل الله أن يجمع قلوبنا جميعا على كتابه وعلى سنّة نبيه وأن يرينا عيانا ما نتمناه من عزّة الإسلام وعزّة المسلمين واجتماعهم في صعيد واحد على كتاب الله وعلى سنة رسول الله ,أسأل الله أن يحقق ذلك .وادعوا الله جميعا في خلواتكم وفي مساجدكم أن يحقق ذلك .

اللهم آآمين

جزاك الله خير الملا عمر

واسأل الله ان يجعله في موازين حسناتك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.