تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » الطائر المهاجر إلى الشرق

الطائر المهاجر إلى الشرق 2024.

  • بواسطة

ˇ الطائرُ المهاجرُ إلى الشرقِ ˆ

………………………………………….. ……

ملكتْ قلبَهُ دهشةً كبيرةً !!

خانته بقايا الكلماتِ ،

بعدَ أن ماتَ الصوتُ في الأعماقِ

قبل أن ينطقَ بكلمةٍ ،

حينَ وجدَ أملَهُ ماهوَ إلا سراباً خاطتْهُ إبرةُ أحلامِه ،

وتبددتْ أشواقُه المتلهفةُ

ومضتْ لحظاتُ الصدمةِ ثقيلةً

كيف سيستعيدُ توازنَهُ ليحلّقَ من جديدٍ ؟

طائرٌ مهاجرٌ ودّعَ عالمَهُ القديمَ ؛

يبحثُ عن موطنٍ جديدٍ

يحتضنُ ما يحملُه قلبُه الصغيرُ ،

عقيدةً يضجُّ بها فؤادُه

وينضمُّ إلى سربٍ ،

ليتآزرَ بهم في رحلتِه الجديدةِ .

ألقى الطائرُ ناظرَيه إلى الترابِ

وذهبَ بخياله بعيداً ؛

يبحثُ عن مرسى لأحزانِه المتدفقةِ

فما رآهُ من حالِ القومِ بعدَ أن حطّ رحالَهُ في ديارِهم

يندى له الجبينُ ،

ومآلُهُ لا يُحمَدُ عقباه

خيّمَ صمتٌ حزينٌ عليهِ ؛ فقلبُهُ جريحٌ مما رآهُ

فقد أتى فاراً بدينِه ؛ يبحثُ عن مأوى يلوذُ بهِ .

لكن !! ..

اخترقَ تفكيرَهُ صوتَ صاحبِهِ

بعدما رأى هولَ الصدمةِ على محيّاه

مفسراً له ما جرى في ديارِ الإسلامِ .

فئةٌ كثيرةٌ منهم أضاعتْ فهمَ الدينِ ،

وغفلتْ عنهُ وحملتِ اسمَ الدينِ دونَ رسمِهِ ،

لهثتْ خلفَ سرابٍ خدعها به أعداؤها ،

رسموا لها السعادةَ في الثيابِ واللهوِ والطربِ ،

والعلمِ المجرّدِ من روحِ الإسلامِ ،

فحصدتْ أشواكاً ، في كل يوم تشعر بألمها ..

وفي كل يوم تشعرُ بوخزِها ، وتمزقُ جسدها

ولكن دونَ جَدوى ، فالأنفسُ والأرواحُ ما زالتْ غافيةً

فهي لا تدري إلى أينَ ستصلُ ، ولا تريدُ أن تدري!

أثقلتْها أغلالُ الأرضِ ، وأردتْها صريعةً ،

مُحيتْ عنها صورةُ الحقيقةِ بغبارِ النكسةِ ،

وصوّرتْ لها الحياةُ كما يريدُ أعداؤها _المتربصون بها_

ومُنعَ النورُ أن يصلَ إليها ،

وظلّ المخرّبون يحاولونَ ذبحَ روحِها .


الموضوع الأصلى من هنا: http://bayt.el-emarat.com/#221201#post2061676

لبثَ المهاجرُ صامتاً ؛

فقد كانَ ينظرُ إلى ما حولًه باستغرابٍ !.

فليستِ الحياةُ أن تعيشَ الأمةُ للحياةِ فقطْ ، دونَ النظرِ إلى عاقبةِ الأمورِ .

فليس العيشُ لأجلِ المالِ وجمعهِ ، ولا للهوِ والعبثِ بالمالِ

فلن تجنيَ منها إلا الشقاءَ ؛

لانها بحثتْ عنِ السعادةِ بالطريقةِ الخاطئةِ ،

فنسيًتْ مفتاحَها ، ففتحتْ بابَ البؤسِ عليها .

هكذا أحسَّ الطائرُ المهاجرُ

بالآهاتِ المنبعثةِ منَ الشارعِ المسلمِ

أحسها والألمُ يعتصرُ فؤادَه الكسيرَ مما رأى .

فمتى تُورِقُ الطرقاتُ ، وتشرقُ شمسُ الإسلامِ من جديدٍ ؟

عادَ بذكراهُ إلى ماقرأًهُ في كتبِ السيَرِ رغمَ حداثةِ إسلامِهِ ؛

ليستلهمَ منها القوةَ ،

فيبعثَ الأملَ في تغييرِ الواقعِ ،

ويستشعرَ عظمةَ الدينِ الذي اعتنقَهُ .

كأنّ الصدمةَ أيقظتْ فيه روحَ التفاؤلِ والأملَ

بعودةِ الأمةِ إلى سابقِ عهدِها

لأنه لا يصلحُها إلا ما أصلحَ أولها الذين حملوا عقيدتَهم

وطبقوها كما جاء بها نبيُّهم ، ففازوا وسادوا العالمَ بها .

فتعالتْ من جديدٍ خفقاتُ الأمنيةِ في قلبهِ رغمَ محنةِ القومِ ،

فمعالمُ الطريقِ بدأتْ تتّضحُ لديه أكثر

وراح يبحثُ عن حقيقةِ الإسلامِ الذي أعطى الصحابةَ الكرامَ كلَّ تلكَ القوةِ ،

وتلكَ العظمةِ والعزةِ .

فتابعوا معنا بقيّةَ الحلقاتِ لنعيشَ معهُ لحظاتِ رحلتِهِ

في البحثِ عنِ الحقيقةِ الكبيرةِ لهذا الدينِ ،

في زمنِ الهوانِ .

فلا بدَّ للحقِّ أن يعلوَ مهما طغى الباطلُ وتعاظمَ .

م / ن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.