بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(( البكاء على الذنوب ))
رُوي عن مالك بن دينار رضي الله عنه : انه مر بعتبة الغلام في برد شديد وعلى عتبة قميص خلق وهو قائم يتفكر وهو يترشح عرقا فقال له : مالك ما الذي اوقفك في هذا الموضع ؟
قال : يا معلمي هذا موضع عصيت الله تعالى فيه يعني انه كان يتفكر في ذنبه وهو يسيل منه العرق حياء من الله تعالى
قالى تعالى : ،ن قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا غنه الغفور الرحيم ،،
حاسب نفسك قبل ان تحاسب هذه عبارة كثير ما تقراها في حياتك ولكن هل تفهمها ؟
هل تعرف ما هو ان تحاسب نفسك ؟ هل تعرف متى ستحاسب ولماذا ؟
ينبغي ان يحاسب الانسان نفسه اولا على الفرائض ، فغن تذكر فيها نقصا
تداركه اما بقضاء او اصلاح ثم يحاسبها على المناهي فان عرف انه ارتكب
منها شيئا تداركه بالتوبة والاستغفار والحسنات الماحية ، ثم يحاسب نفسه على الغفلة فان كان قد غفل عما خلق له تداركه بالذكر والاقبال على الله تعالى ثم يحاسبها بما تكلم به او مشت رجلاه او بطشت يداه او سمعته اذناه :
ماذا ارادت بهذا ؟ ولمن فعلته ؟ وعلى اي وجه فعلته ؟ ويعلم انه لا بد ان ينشر لكل حركة وكلمة منه ديوانان ديوان لمن فعلته ؟ وكيف فعلته ؟ فالاول سؤال عن الإخلإص والثاني عن المتابعة ، وقال تعالى : فوربك لنسئلنهم * عما كانوا يعملون
،،
وقال تعالى : ليسئل الصادقين عن صدقهم فاذا سئل الصادقون وحوسبواعلى صدهم فما الظن بالكاذبين ؟
فاذا كان العبد نؤلا ومحاسبا على كل شيء حتى على سمعه وبصره وقلبه كما قال تعالى :
،، ان السمع و البصر والؤاد كل اولئك كان عنه مسؤلا ،،
فهو حقيق ان يحاسب نفسه قبل ان يناقش الحساب وقد دل وجوب محاسبة النفس قوله تعالى :
،، يا ايها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر كل نفس ما قدكت لغد ،،
ومعنى الآية : لينظر احدكم ما قدم ليوم القيامة من الاعمال أمن الصالحات التي تنجيه ام من السيئات التي توبقه ؟
(( غبعث رسائل وقت ***** : مدادها الدمع وقراطيسها الخدود وبريدها القبول ووجهتها العرش وانتظر الجواب
*غسل داود بدموعه ذنوبه فصار ثوب توبته ابيض لان القماش نسج في المحراب والخياط امين وغسل الثوب في ***** *
وقفة : ان لنفسك عليك حق( لابن الجوزي )
الرفيق بالنفس ( يقول ابن الجوزي في كتابه صيد الخاطر )
اعلم ان اصلح الامور الإعتدال في كل شيء , وإذا راينا ارباب الدنيا قد غلبت آمالهم وفسدت في الخير اعمالهم امرنا بذكر الموت والقبور والآخرة فأما إذا كان العالم لا يغيب عن ذكره الموت واحاديث الآخرة تقرا عليه وتجري على لسانه فتذكاره الموت زيادة على ذلك لا تفيد الا انقطاعه بالمرة . بل ينبغي لهذا العالم الشديد الخوف من الله تعالى الكثير الذكر للآخرة ان يشاغل نفسه عن ذكر الموت ليمتد امله قليلا فيصف ويعمل اعمال خير
ويقدر على طلب ولد فأما اذا لهج بذكر الموت طول الوقت متجاهلا حق بدنه واهله
وولده كانت مفسدته عليه اكثر من مصلحة
الم تسمع ان النبي صلى الله عليه وسلم سابق عائشة رضي الله عنها
فسبقته وسابقها فسبقها وكان يمزح ويشاغل نفسه ؟
فان مطالعة الحقائق على التحقيق تفسد البدن وتزعج النفس . وقد روي عن احمد بن حنبل رحمة الله عليه: انه سال الله تعالى ان يفتح عليه باب الخوف ففتح عليه فخاف على عقله فسال الله ان يرد ذلك عنه . اعمل بسنة رسولن محمد صلى الله عليه وسلم اقتد به في الصلاة والصيام وحسن الخلق وغيرها من العبادات ان لربك عليك حق , ولنفسك عليك حق , ولزوجك عليك حق , ولضيفك عليك حق , ولا تغفل عن ذكر الله عز وجل .
وإن لنفسك حق عليك
من الناس من يثبت الدليل ولا يفهم المقصود الذي دل عليه . ومن هذا ***** قوم سمعوا ذم الدنيا فتزهدوا وما فهموا المقصود فظنوا ان الدنيا تذم لذاتها وان النفس تجب عداوتها . فحملوا على انفسهم فوق ما يطاق وعذبوها بكل نوع ومنعوها حظوظها جاهلين بقوله صلى الله عليه وسلم : إن لنفسك حق ُُ وفيهم من ادته الحال الى ترك الفرائض ونحول الجسم وضعف القوة وكل ذلك لضعف الفهم للمقصود والتلمح للمراد كما روى عن داود الطائي انه كان يترك ماء في دن ( إناء ) تحت الارض فيشرب منه وهو شديد الحر فقال لسفيان إذاكنت تاكل اللذيذ الطيب وتشرب الماء البارد المبرد فمتى تحب الموت والقدوم على الله ؟
وهذا جهل بالمقصود فإن شرب الماء الحار يورث امراضا في البدن ولا يحصل به الري , وما امرنا بتعذيب انفسنا على هذه الصورة بل بترك ما تدعو الي مما نهى الله *الا ترى الى ابي سفيان الثوري فإنه كان شيدالمعرفة والخوف وكان ياكل اللذيذ ويقول : ان الدابة غذا لم يحسن اليها لم تعمل . ولعل بعض من لم يسمع كلامي هذا يقول هذا ميل على الزهاد فاقول لك كن مع العلماء وانظر الى طريق الحسن وسفيان ومالك وابي حنيفة واحمد والشافعي وهؤلاء اصول الاسلام ولا تقلد دينك من قل علمه وان قوي زهده واحمل امره على انه كان يطيق هذا ولا تقتد بهم فيما لا تطيق فليس امرنا الينا والنفس وديعة عندنا .
لا تشدد على نفسك في العبادة , الزم السنة ’ واقتصد في الطاعة , واسلك الوسط , واياك والغلو
من ابواب حب الدنيا
عدم الرضا بما قسمه الله فترى الساخط منا يفكر بنعمة غيره لم لا ينعم الله على بهذه النعمة ترى لايصبر على المصيبة او الفقر او بلاء فتصبح الدنيا اكبر همه يفكر في المال والرزق والزوجة والمتعة وهو لايدري من الله رب المال والرزق والزوجة والمتعة رب الدنيا وما فيها رب السماوات والارض . لماذا تفكر في المفقود ولا تشكر على الموجود وتنسى النعمة الحاضرة وتتحسر على النعمة الغائبة وتحسد الناس وتخفل عما لديك
من رضي عن الله ملآ قلبة نورا وايمانا ويقينا وحبا وقناعة ورضى وغنى وامنا واناب واخباتا ثم يرضى عنه ويخلصة من الهم والحزت والغم فترتاح نفسة فيفتح له بذلك باب الجنة الدنيا قبل الاخرة
الرضا: يسكب في القلب السكينة والدعه والراحة والامن والطمأنينية والطيب العيش والسرور والفرح ويثمر رضا ربه عنه
الرضا: يجعل القلب سليما من الغش والغل والسخط والاعتراض والتذمر والملل والضجر والتبرم
*سر نفسك بتذكر حسناتك , وارح قلبك بالتوبة من سيئاتك وطوق الاعناق بايديك البيضاء
*من صفة نفسه بالتقوى وطهر فكرة بالايمان وصقلت اخلاقه بالخير نال حب الله وحب الناس
كتب الامام الغزالي عن :
النفخ والفزع والحشر من المقابر
قال تعالى :* افترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون * ماياتيهم من ذكر من ربهم محدث الا استمعوه وهم يلعبون * لاهية قلوبهم واسروا النجوى الذين ظلموا هل هذا الا بشر الا بشر مثلكم افتاتون ***** وانتم تبصرون *
ياايها الغافل عن نفسه المغرور بما هو فيه من شواغل هذه الدنيا المشرفة على الانقضاء والزوال , دع التفكر فيما انت مرتحل عنه , واصرف الفكر الى موردك , فانك اخبرت بان النار مورد للجميع , لقوله تعالى : *(وان منكم الا واردها كان على ربك حتما مقضيا * وننج الذين ونذر الظالمين فيها جثيا )*
فانت من الورود على اليقين ومن النجاة في شك, فاستشعر في قلبك هول ذلك المورد فعساك تستعد للنجاة منه , وتامل في حال الخلائق وقد قاسوا من دواهي القيامة ما قاسوا, فبينما هم في كربها واهوالها وقوفا ينتظرون حقيقة انبائها وتشفيع شفائعها اذا احاطت بالمجرمين ظلمات ذات شعب , واظلت عليهم نار ذات لهب , وسمعوا لها زفيرا وجرجر تفصح عن شدة الغيظ والغضب فلا تكن منهم بغفلة منك عن عباداتك , عن حب الله وذكرته , عن خشوع صلاتك , لا تدع غفلتك تنسيك انك ستموت في هذه الدنيا وستقف بين يد جبار عزيز , عن المحشر وستسال , عندها ستطلب الموت في وقت لاتجده ابدا
قال رسول الله (ص) كيف انعم وصاحب الصور قد التقم القرن , وحنى الجبهة , واصغى بالاذن ينتظر متى يومر فينفخ ؟ رسول الله يشعر بذلك وهو رسول الله قد غفر الله ما تقدم من ذنبه وما تاخر , فماذا عنك يا من كنت غافلا عن دينك , عن عبادتك , غافلا عن الله , لكنه لا يغفل عنك .
الصور هو كهيئة القرن من نور . دائرة القرن كعرض السماوات والارض ؤاسرافيل واضع فاه عليه وهو شاخص ببصره نحو العرش , ينتظر متى يومر فينفخ فيه , فاذا نفخ صعث من في السماوات والارض,وهلك كل مخلوق من شدة الفزع , الا من شاء الله وهو جبريل وميكائيل واسرافيل وملك الموت . ثم يامر ملك الموت ان يقبض روح جبريل ثم روح ميكائيل ثم روح اسرافيل ثم يامر ملك الموت فيموت *لمن الملك اليوم , لله الواحد القهارليس هناك ملك لك ,ولا لغيركبل هو لله عز وجل ثم يلبث الخلق بعد النفخة الاولى في البرزخ اربعين سنة ثم يحي الله اسرافيل فيامر ان ينفخ في الثانية فذلك قوله تعالى : ( ثُم نفخ فيه اخرى فإذا فإذا هم قيام ينظرون )
الموضوع الأصلى من هنا: http://bayt.el-emarat.com/#45131#post547015
على ارجلهم يظرون الى البعث قالى تعالى ( هؤلاء يحبون العاجلة ويذرون ورائهم يوما ثقيلا )
فانظر يا مسكين في هول ذلك اليوم وشدته , فإذا اجتمعت الخلائق تناثرت من فوقهم نجوم السماء وطمس الشمس والقمر , واظلمت الارض فبينما هم كذلك اذا دارت السماء من فوق رؤسهم وانشقت من غلظتها وشدتها 500 عام , الملائكة على حافتهاوارجائها فياهول صوت اشقاقها في سمعك , ويا هيبة ليوم تنشق في السماء مع صلابتها وشدتها ثم تنهار وتسيل كالفضة المذابة تخالطها صفرة فصارت وردة كلدهان ( اللون الاحمر الصرف ) وصارت السماء كالمهل وصارت الجبال كالعهن ( الصوف ) وانتشر الناس كالفراش المبثوث وهم حفاة عراة , انت منهم فتخيل حالك ( إذا زلزلت الارض زلزالها , واخرجت الارض اثقالها , وقال الانسان ما لها , يومئذ تحدث اخبارها بان ربك اوحى لها , يومئذ يصدر الناس اشتاتا ليروا اعماله , فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره , ومن يعمل مثقال ذرة شر ا يره )
الموضوع الأصلى من هنا: http://bayt.el-emarat.com/#showthread.php?p=547015
تفكر ايها الغافل عن الله , تفكر في ذلك وانكسارك وضعفك عند الانبعاث خوفا من هذه الصعقة , وانتظارا لما يقضي عليهم من سعادة او شقاوة , تفكر في حالك , وحال قلبك , عش هذه اللحظات لتشعر بها , فتستعد على الاقل لها ,هناك ستتمنى ان ترجع للدنيا فتعمل صالحا ( ولو ترى إذ الظالمون ناكسوا رؤسهم عند ربهم ربنا ارجعنا نعمل صالحا انا موقنون )
انت الان في الامنية لم تمت بعد لم تبعث بعد حقق امنية ستريدها في ذلك اليوم تفكر كيف ستساق بعد البعث والنشور حفاة عراة غرلا الى ترض المحشر
قالى عليهالصلاة و السلام : يبعث الناس حفاة حفاة عراة غرلا , قد الجمهم العرق وبلغ شحوم االآذان قالت سودة زوج
النبي صلى الله عليه وسلم راوية الحديث : يا رسول الله واسواتاه ينظر بعضنا بعض ؟ فقال : شُغِل الناس عن ذلك بهم ( لكل امرئ منهم يومئذ شان يغنيه ) فاعظم يوم تنكشف العورات , ويؤمن فيه مع ذلك النظر والالتفات , كيف وبعضهم يمشون على بطونهم ووجوهمم فلا قدرة لهم على الالتفات الى غيرهم
تفكر في ازدحام الخلائق ودفع بعضهم بعضا لشدة الزحام حتى ازدحم على الموقف اهل السموات السبع والارضين السبع من ملك وجن انس وشيطان ووحش وسبع وطير , وانصاف اليه شدة الخجلة والحياء من الافتضاح والاختزاء عند العرض على جبار السماء .
وان شاء الله لي تكملة فيما بعد
::: بسم الله الرحمــــن الرحيم:::. الســــــلام عليكم ورحمـــ الله ـــــة وبركاته . حياك الله صوت الكمان ما يلقاه أو يشتاق إلى لقاء ربه. وما أكثر الذين عبروا عن شوقهم في تلك اللحظات، فها هو أبو الدرداء يقول: أحب الموت اشتياقاً لربي . اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً يا أرحم الراحمين . اللهم ثبت قلوبنا عند حضور الموت واجعلنا ننطق بالشهادة بيسر سهولة لنلقاك وأنت راض عنا يا رب العالمين. |
||
الموضوع الأصلى من هنا: http://bayt.el-emarat.com/#45131#post547981
امى العزيزة
ماما فضيلة
جزاك الله خيرا
وجعله فى ميزان حسناتك
كمعتاد موضوعاتك قيمة جداااااا
دمت بجفظ الرحمن
فى انتظار ك دائما
اللهم أنا نسألك التوبه ودوامها ونعوذ بك من
المعصيه وأسبابها
وأرحنا من هموم………….. الدنيا وغمومها
وبالروح والريحان……………إلي الجنه ونعيمها
ومتعنا بالنظر الي…………….وجــــهك الكريم
في جـــــــــــــنات
النــــــــــــــــــــــــــــــعيم
مع الذين أنعمتم عليهم من النبيين والصديقين
والشهداء والصالحين
برحمــــــتك يا أرحم الراحمين
لك كل الشكر عليه
واسأل الله أن يلين قلوبنا ويرحمنا برحمته