الأخلاص سرالنجاح 2024.

يقول الله تبارك وتعالى, وهو أصدق القائلين (وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة).

الحياة مع العلم نور وضياء, ومع الجهل تعاسة وشقاء, والعمل بدون عمل ضياع وعناء, والعمل الخالي… الخالي من الإخلاص نفاق ورياء, والإخلاص هو ابتغاء مرضاة الله في الأعمال, والصدق في جميع الأقوال والأفعال, والإخلاص هو التجرد من بواعث الدنيا وشواغلها, والإتجاه بالأعمال كلها إلى الله عز وجل.

الإخلاص هو طهارة النفس وصفاء الضمير ونقاء السريرة, وسر النجاح وسبب من أسباب الفلاح ووسيلة عظمى يتقرب بها العبد إلى مولاه.

الإخلاص نور يشرق في القلب فيفيض على جوانبه أعمالاً طيبة وصفات حميدة, وأخلاقاً كريمة فاضلة.

الإخلاص أن تخلص النية لله وللحق, فلا تبتغى بعملك غير رضوان الله ولا يكون رائدك غير نصرة الحق أينما كان, فلا يتحكم فيك هو ولا تستعبدك شهوة ولا يستذلك سلطان, فتبلغ بذلك أقصى درجات الإخلاص وتكون مؤمناً حقاً, يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم( لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به)

وإذا كان الإخلاص هو خلاص للنفس من تحكمات الشهوة والهوى حتى يكون الله للإنسان عينه التي يصبر بها وأذنه التي يسمع بها ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي عليها، فإنه في الوقت نفسه هو الطريق المستقيم والسبيل القويم الذي يصل الإنسان بربه ويبلغ به أولى درجات الإحسان كما جاء ذلك على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم حيث قال( الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك)

لقد كان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم يفضلون غيرهم من المسلمين بقوة إيمانهم وصدق يقينهم . وقوة الإيمان تثمر قوة الإخلاص, يقول الله تعالى في وصف أهل الإيمان المخلصين الذي يعتز بهم الحق ويعتز بهم الإسلام:قال تعالي

(يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم) صدق الله العلي العظيم….

ولقد بلغ أبو بكر بإخلاصه درجة لم يبلغها أحد من المسلمين, حتى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في شأنه( لو وزن إيمان أبي بكر بإيمان الناس لرجح إيمان أبي بكر)…

فقد استطاع رضي الله عنه بإخلاصه هذا أن يحارب الجزيرة العربية كلها حين ارتد العرب بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم . وقد روي الترمذي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال(ما فضلكم أبو بكر بكثير صوم أو صلاة, لكن بشيء وقر في صدره)…

وذلك الذي وقر في صدره هو الإخلاص لله ولرسوله وللمؤمنين حتى صار صديقاً بين العالمين.

إن الإسلام هو دين القلوب الطاهرة والنوايا الصادقة وليس دين المظاهر الكاذبة والعناوين البراقة فإذا هم المسلم بعمل أو شرع في عبادة فليسأل نفسه أولاً عن الباعث له على ذلك العمل وعن قصده ونيته من هذه العبادة, فإن العمل الواحد يختلف بإختلاف الأسباب والدوافع, فقد يكون خيراً وقد يكون شراً , فالعلم خير إن عملت به وعلمته الجهلاء , وهو شر إن خالفته, وتعاظمت على العامة من الناس.

والعبادة خير إن كانت خالصة لوجه الله تعالى, وهو شر إن كان للتضليل والمباهاه.

والصلاة خير إن صحبها خشوع القلب ونهت عن الفحشاء والمنكر, قال تعالى( فويل للمصلين, الذين هم عن صلاتهم ساهون, الذين هم يراءون)

والصدقة خير إن أخفيتها ونويت بها وجه الله واعطيتها لمستحقها , وهي شر إن قصد بها التظاهر والمفاخرة.

إن ألوف المسافرين يقطعون المسافة بين مكة والمدينة لأغراض كثيرة, ولكن نية الإنتصار للدين ورفع راية الإسلام, هي التي تفرق بين المهاجر والمسافر, فمن ترك مكة فراراًَ بدينه من الفتن وإقامة لصرح الدولة الجديدة في بلدها الجديد فهو المهاجر وأما من رحل لغرض آخر فهو المسافر.

كان أبو بكر يقوم الليل فيقرأ سراً , وكان عمر يقوم الليل فيقرأ جهراً , فلما سأل النبي الصديق, قال: أسمعت من أناجي, ولما سأل الفاروق قال : أوقظ الوسنان, وأطرد الشيطان, ومر الرسول صلى الله عليه وسلم على بلال وهو يقرأ آياً من هذه السورة, وآياً من هذه السورة فلما سأله عن ذلك قال:

أخلط الطيب بالطيب, فقال النبي لأبي بكر وعمر وبلال( كلكم أحسن وأصاب) إن إخلاص النية من أبي بكر وعمر جعل السر والعلن سواء.

إن العمل واحداً ولكن لإختلاف النية فيه يوجب اختلاف الجزاء عليه, تبعاً لإختلاف النية, ولذلك يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله , ومن كانت هجرته لدينا يصيبها أو إمرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه)

فالإخلاص سر من أسرار الله عز وجل يقذفه في قلب من اصطفى من عباده, ليقودهم إلى جلائل الأعمال ومحاسن الفعال ويبعث فيهم الهمم العالية ويربي فيهم الروح الطيبة الطاهرة والضمير الحي السليم, يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا كان يوم القيامة جيء بالدنيا فيميز منها ما كان لله وما كان لغير الله رمى به في نار جهنم)

إن إخلاص النية لله وصلاح القلب يرفعان منزلة العمل الدنيوي , فالشهوات واللذائذ التي تتشهاها النفس إذا صاحبها النية الخالصة والهدف النبيل تحولت إلى قربات عظيمة وعبادات مقبولة, فالرجل الذي يواقع أهله وهو يريد بذلك أن يحفظ عفافه ويصون عرضه ودينه له في ذلك أجر عظيم. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : (وفي بضع أحدكم صدقة) … الحديث وما يأكله الإنسان في جوفه أو يطعمه لأولاده وزوجته بنية الخير له في ذلك ثواب عظيم.

يروى أن سعد بن أبي وقاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له( إنك لن تنفق نفقةً تبتغي بها وجه الله تعالى إلا أجرت فيها حتى ما تجعل في إمرأتك).

ويقول صلوات الله وسلامه عليه: ( ما أطعمت نفسك فهو لك صدقة. وما أطعمت ولدك فهو لك صدقة.. وما أطعمت زوجك فهو لك صدقة, وما أطعمت خادمك فهو له صدقة).

إن العمل الجاد المخلص في هذه الحياة مطلوب من كل فرد خاصة في هذه المرحلة التي تمر بها البلاد. فالعامل في مصنعة والتاجر في متجره والزارع في حقله كل منهم يجب أن يكون الإخلاص رائده في عمله حتى يؤدي ما عليه من واجب نحو وطنه بأمانة ونزاهة, إن الجندي في ميدانه عليه أن يجعل جهاده منزهاً عن شوائب الرياء والنفاق , فقد ربط حياته ومماته بواجب مقدس يرتفع فوق الرتب والشارات , فليؤثر ما عند الله وليهيئ نفسه للتضحية والفداء.

يروى أن عبد الله بن عمرو بن العاص. قال : قلت : يا رسول الله أخبرني عن الجهاد والغزو فقال( يا عبد الله بن عمر إن قاتلت صابراً محتسباً بعثك الله صابراً محتسباً. وإن قاتلت مرائياً مكاثراً. بعثك الله مرائياً مكاثراً يا عبد الله بن عمرو على أي حال قاتلت أو قتلت بعثك الله على تلك الحال) فعلى كل موظف في مكتبه أو ديوانه أن يخلص فيما يكتبه أو يحسبه, وما يكد فيه عقله, أو يتعب فيه يده وأن يكون رائده في عمله مصلحة البلاد ورضا الله.

إن من المؤسف أن هناك جمهوراً من الموظفين لا يفهمون من وظيفتهم إلا منطق المال والدرجة والترقية, ويربطون سخطهم ورضاهم على حسب ما يتقاضونه من مرتب, يقول رسول اله صلى الله عليه وسلم( إذا كان آخر الزمان صارت أمتي ثلاث فرق . فرقة يعبدون الله خالصاً وفرقة يعبدون الله رياء وفرقة يعبدون الله ليسأكلوا به الناس فإذا جمعهم الله يوم القيامة. قال: للذي يستأكل الناس: بعزتي وجلالي ماذا أردت بعبادتي؟ فيقول وعزتك وجلالك أستأكل به الناس. فيقول الله: لم ينفعك ما جمعت إنطلقوا به إلى النار ثم يقول للذي كان يعبد الله رياء: بعزتي وجلالي ماذا أردت بعبادتي؟ فيقول: وعزتك وجلالك , رياء الناس . فيقول الله : لم يصعد إلي منه شيء. انطلقوا به إلى النار . ثم يقول للذي كان يعبد الله خالصاً : بعزتي وجلالي ماذا أردت بعبادتي؟ فيقول : بعزتك وجلالك أنت أعلم بذلك ما أردت به!! أردت به ذكرك ووجهك . فيقول صدق عبدي . انطلقوا به إلى الجنة).
الموضوع الأصلى من هنا: http://bayt.el-emarat.com/#59171#post828797
الموضوع الأصلى من هنا: http://bayt.el-emarat.com/#showthread.php?p=828797

إن الرياء جرثومة تفتك بالأعمال الصالحة وتحبط العبادة وتضيع الأجر والثواب ولذلك فإن الإسلام اعتبر الرياء شركاً بالله عز وجل يقذف بصاحبه في أعماق الجحيم. فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم إن يسير الرياء شرك وإن من عادى لله ولياً فقد بارز الله بالمحاربة . إن الله يحب الأبرار الأتقياء الأخفياء الذين إذا غابوا لم يفتقدوا وإن حضروا لم يدعوا . قلوبهم مصابيح الهدى يخرجون من كل غبراء مظلمة).

إن المرائي إنسان فقد دينه وخلقه, ولذلك يحرم من نعيم الله عز وجل في الآخرة, فلا يدخل الجنة ولا يجد ريحها.

روي عدي بن حاتم رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( يؤمر يوم القيامة بناس من النار إلى الجنة . حتى إذا دنو منها واستنشقوا ريحها ونظروا إلى قصورها وما أعد الله لأهلها فيها. نودوا أن اصرفوهم عنها . لا نصيب لهم فيها فيرجعون بحسرة ما رجع الأولون بمثلها. فيقولون : ربنا لو أدخلتنا النار قبل أن ترينا ما أريتنا من ثوابك وما أعددت فيها لأوليائك كان أهون علينا, قال : ذاك أردت بكم, كنتم إذا خلوتم بارزتموني بالعظائم وإذا لقيتم الناس لقيتموهم مخبتين, تراءون الناس بخلاف ما تعطوني من قلوبكم. هبتم الناس ولم تهابوني وأجللتم الناس ولم تجلوني, وتركتم للناس ولم تتركوا لي, اليوم أذيقكم أليم العذاب مع ما حرمتم من الثواب).

ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا جمع الله الأولين والآخرين يوم القيامة ليوم لا ريب فيه. نادى مناد : من كان أشرك في عمله لله أحدا فليطلب ثوابه من عنده فإن الله أغنى الشركاء عن الشرك).

ويقول صلوا الله وسلامه عليه: (ومن أخلص لله أربعين يوماً ظهرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه)

ويقول الله عز وجل في حديث قدسي ( الإخلاص سر من سرى استودعته قلب من أحببت من عبادي)….

اللهم أجعل أعمالنا خالصة لوجهك الكريم اللهم أغفرلي ولوالدي وللمؤمنين والمؤمنات مغفرة عامه

أرجو أن أكون قد وفقت في نقل وصياغه مافيه الفائده للجميع…خالص تحياتي لك…..

أخوكم/سامي—اليمن

اخي سامي ماشاء الله عليك

كفيت ووفيت

جزاك الله الف خير

وجعله في موازين حسناتك

ودمت برعاية الله

نــ الخـليـج ـوارة

أختي الكريمه (العزيزه)/ نوارة الخليج …. جزاك الله خير الجزاء… أشكر لك مرورك الدائم

الذي أعتز به كثيرا…خالص تقديري وشكري لك أختي والله يوفقك دائماوأبداويكلل جميع أعمالك بانجاح

والتوفيق….. أخوكم / سامي—– اليمن

ما الفرق بين الصدق والأخلاص 2024.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عندما كنت أقرء في كتاب الأربعون النووية للأمام النووي لفت نظري .. في شرح حديث ما الفرق بين الصدق والأخلاص .. لذا فانا اسوقه لكم عل الله ينفعكم به كما نفعنا به….
الموضوع الأصلى من هنا: http://bayt.el-emarat.com/#14524#post119673
أما الأخلاص فهو القيام بأداء الطاعة لا نريد بيها سوي وجه الله تعالي دون الناس
بينما الصدق هو أداء الطاعة لا نريد بها سوي وجه الله تعالي مع حضور القلب في العبادة…
ولتوضيح الفرق بينهما اسوق المثال التالي
أذا ذهب رجل لصلاة الظهر في المسجد وكان في نيته انه ذاهب لأداء الصلاة لله تعالي ولا يرئي بعمله ولا يريد مدح الناس وعندما كان في الصلاة ظل يفكر في ماله وزوجته وأولاده وشغلته الدنيا فهو في هذه الحالة مخلص ولكنه غير صادق..
ولو أنه قام بنفس الشئ ولكنه لم يسهو أو يغفل في الصلاة فهو في هذه الحالة يكون صادق في العمل..
وبناء علي ماسبق شرحه فأن كل صادق مخلص ولكن ليس كل مخلص صادق
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خير اخووي

وجعله الله في ميزان حسناتك

وواصل تميزك

السلامـ عليكمــ

اخوى مهدى انا بانسبة الى ما فى فرق بين الصدق والاخلاص

الصدق شئ روعه فى الحياة واهل شئ فى الدنيا الصدق

الاخلاص برضوا يا اخوى شئ جميل جدا فى الحياة

مشكورة اخوى الرائع على الموضوع الرائع

الله يعطيك الف عافية

تقبل تحيااااااااااانى

متشكر يا أبن فلسطين ويا المهاجر …. وجزانا الله وأياكم خيرا