&& حر الصيف يزيد توتر الأعصاب && 2024.

حر الصيف.. يزيد توتر الأعصاب

بقلم د. أحمد سامح: المناخ هو من غير شك أكثر العوامل تأثيراً في حياة الإنسان وغيره من الكائنات الحية. وعلاقة الطقس بصحة الإنسان تتجلى في عدد من الظواهر الصحية والتغيرات الفسيولوجية والعصبية والنفسية، وتأثير المناخ لا يقتصر على شخص دون آخر وإنما يقع على كل البشر دون استثناء.
وفي أيام الحر من فصل الصيف يزداد توتر الأعصاب وفي البلدان التي ترتفع فيها الحرارة مع انخفاض نسبة الرطوبة يصبح أهلها أكثر استثارة وأكثر عدوانية ويكون سلوكهم يميل إلى العنف وتكثر المشاجرات وارتكاب الجرائم لأن مزاجهم أصبح حادا بسبب الحر الشديد وانخفاض الرطوبة.
ورغم ان الصيف في الكويت شديد الحرارة ويمتد إلى أكثر من خمسة أشهر إلا في السلوك الإنساني لأهالي الخليج سلوك معتدل لا يميل إلى العنف رغم الحر الشديد وذلك لأن الرطوبة في الجو تعمل على تهدئة سلوك الإنسان وتقل من اندفاعه وتجعله يميل إلى الخمول أحياناً وتكون استجابته بطيئة للمؤثرات الخارجية وليست مندفعة.
والتوتر العصبي الذي يسببه حر الصيف يجعل الإنسان مهيأ للاصابة بأمراض العصر.
وتلعب الوراثة دوراً مهماً في الحالة العصبية فيجب التخفيف من أثرها بمعاملة الأولاد برفق وحنان.
كما ثبت علمياً أن وهج شمس الصيف يزيد من نوبات الصداع النصفي خصوصا في النساء، لذلك يجب استخدام النظارة الشمسية لمنع تعرضهن لهذه النوبات.
عزيزي القارئ، لقد ثبت علمياً أن الحر يزيد توتر الأعصاب للتأثير في مركز الانفعال بالمخ لذلك يجب اتباع النصائح الطبية والارشادات الصحية للوقاية من متاعب الصيف الجسدية والنفسية.
أداء أعضاء جسم الإنسان لوظائفها يعتمد على الجهاز العصبي فلا شيء يتم داخل الجسم دون الاعتماد على الجهاز العصبي فكل وظيفة أو أفكار أو أفعال هو مصدرها حتى الأمراض أيضاً.
فهو المسؤول عن التنفس والدورة الدموية وضربات القلب وحركة العضلات والهضم والتناسل وغيرها من وظائف الجسم الحيوية.
كذلك يتحكم في النشاط العقلي والذهني والنفسي الواعي وغير الواعي على السواء فهو القائد والمنسق لكل وجودنا ويعمل ككل غير منقسم أو متجزئ وإذا اضطرب اضطربت وظائف الجسم كلها.
الموضوع الأصلى من هنا: http://bayt.el-emarat.com/#66506#post983573
التوتر العصبي تحذير
التوتر يأتي من خارج الجسم عن طريق الحواس الخمس أو من داخل العقل. الأحاسيس والمعلومات تأتي من البيئة الخارجية المحيطة بالإنسان عن طريق البصر أو السمع أو اللمس أو الشم أو التذوق إلى حيز المخ.
والاحساس بالتوتر العصبي يخدم وظيفة مهمة ألا وهي تحذيرنا من أن الأمور داخل العقل لا تسير على ما يرام.
ورد فعل الجسم للتوتر العصبي يتخذ أشكالاً مختلفة فتزداد ضربات القلب والشعور بالخفقان ويرتفع ضغط الدم الشرياني ويتحول سريان الدم من الأعضاء الحشوية إلى العضلات وتتسع حدقة العين فتحدث الزغللة ويستعد الجسم لحالة من الطوارئ كالتحضير من أجل المواجهة بفعل زيادة افراز هرمون الأدنالين والنور ادرنالين والكورتيزون.
ورد فعل العقل للتوتر يكون أيضاً بزيادة الطاقة الذهنية كما لو كان يبحث عن السبب وراء كل هذا وهو ما يصطلح عليه بـ «اتقاد الذهن المرضي» وهنا يتولد لدى العقل رد فعل سريع لأتفه الأمور التي لا نعيرها اهتماماً في حياتنا العادية وللأسف الشديد كثير من الناس لا يأخذون هذا التحذير بأن الأمور داخل العقل لا تسير على ما يرام مأخذ الجد ولا يقللون من شحنات التوتر المرسلة من المخ بعدم تجنبهم الانفعالات والمنغصات والصراعات واهمال التمتع بالإجازات السنوية من أجل الاسترخاء والراحة.
حر الصيف يزيد التوتر
تثور الأعصاب وتتوتر وتصبح الحياة اليومية عبئاً ثقيلاً على الناس.
ولكن السؤال لماذا تثور الأعصاب في فصل الصيف أكثر من أي فصل آخر؟ هل الحر هو السبب أم المشاكل اليومية هي السبب؟ والسؤال الأهم كيف يمكن تجنب ذلك؟
الاجابة عن هذه الأسئلة هو أنه من الطبيعي جداً أن يؤثر الحر والعرق والارهاق في الأعصاب والجهاز العصبي.
فالحر يؤثر في مركز الانفعال بالمخ وبالتالي يؤثر كذلك في الأعصاب فمركز الانفعال يفرز مادة السيروتونين وهي مادة تؤثر في درجة الانفعال التي تتأثر بها وتخف وتزداد حسب زيادة تلك المادة أو نقصانها.
الموضوع الأصلى من هنا: http://bayt.el-emarat.com/#showthread.php?p=983573
وعموماً يؤثر الحر والعرق والارهاق في أعصاب الإنسان ويعمل على توترها.
دور الوارثة في التوتر
مما لا شك فيه أن للوراثة أثرا كبيرا في الحالة العصبية والنفسية ويمكن للإنسان أن يخفف من دورها في الاصابة بالتوتر العصبي إذا عامل أولاده برفق وحنان ورقة.
هنا يشعر الطفل بالاستقرار والطمأنينة فالنفس المطمئنة تملك الحماية والوقاية من الأمراض النفسية كذلك معاملة الأولاد بالحنان والعطف يجعل أعصابهم هادئة بعيدة عن التأثر بأي انفعالات وبذلك تكون قد أسديت لهم جميلاً ينفعهم طوال حياتهم فيتمتعون بالهدوء والسكينة رغم ان الأب يعاني من آثار الانفعال والتوتر.
التوتر سبب أمراض العصر
زيادة التوتر والانفعال واستمرارها خصوصا في أشهر الصيف الطويلة يجعل الإنسان عرضة للاصابة بأمراض العصر.
وقلب الإنسان وأوعيته الدموية من أهم الأعضاء التي تصاب بالأمراض بفعل زيادة هرمونات التوتر فيصاب القلب بسرعة الضربات وعدم انتظامها ويرتفع ضغط الدم في الشرايين وتزداد نسبة السكر في الدم كما ثبت أن التوتر والانفعال يرفع الكوليسترول الضار.
كل هذه العوامل تؤدي إلى تصلب جدران الشرايين وحدوث الجلطات بها والانسدادات أو حدوث انفجار بها ونزيف فيصاب الإنسان بالسكتات الدماغية والنوبات القلبية.
كذلك يؤدي الانفعال والتوتر إلى تهيج العصب الحائر «Vagus nerve» فينتج عن ذلك التهابات المعدة والاثنى عشر وحدوث القرح الهضمية بها. كما يعاني الإنسان بفعل توتر العصب الحائر من تشنجات القولون العصبي المؤلمة والانتفاخ المزعج وعسر الهضم.
لذلك، يجب على الإنسان العصبي أن يتحكم في أعصابه وانفعالاته بالتصرف السليم والتعقل والتدبر في الأمر وأن يبتعد عن أسباب التوتر ويحاول معالجة الأمور بهدوء.
لذلك، تجب الاستفادة من الإجازات الصيفية السنوية والاستشفاء بطب الرحلات والتمتع بما وهب الله للطبيعة من قوة شافية للجسد السقيم والقلب المهموم.
كما ان أنشطة الرحلات الترفيهية من ****** الرياضة والسباحة واللهو والانطلاق والضحك والابتسام والاستماع إلى الموسيقى الهادئة التي تؤثر في مركز الانفعال في المخ يخفف من حدة توتر الأعصاب.

وهج أشعة الشمس يزيد نوبات الصداع النصفي
حذرت دراسة نرويجية من ان شمس الصيف المتوهجة قد تثير المزيد من النوبات عند الاشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي المعروف بالشقيقة.
ووجد الباحثون بعد متابعة 169 امرأة مصابة بالشقيقة في المناطق القطبية ان هذه العلاقة كانت صحيحة عند الاشخاص المصابين بالصداع النصفي «الشقيقة» المصحوب باحساس تخديري يظهر قبل بدء النوبة وتسمى هذه الحالة بالشقيقة المصحوبة بالهالة أو النسمة «Aura» حيث يتعرض هؤلاء المرضى لنوبات أكثر في فصل الصيف المشمس أكثر مما هو عليها الحال في فصل الشتاء المعتم ولاحظ الباحثون ان 47 في المئة من الاشخاص المصابين بالشقيقة المصحوبة بالهالة أو النسمة «Aura» يعانون من نوبات متكررة بصورة أكثر خلال فصل الصيف مقابل 16 في المئة من المصابين بشقيقة غير مصحوبة بالنسمة.
وأوضح الخبراء ان الاختلاف يرجع إلى التنوع أو التغير في التعرض لضوء النهار وليس بسبب التغيرات في الانماط البيولوجية للانسان ما يتفق مع النظرية التي تؤكد ان الخلايا في الفص الدماغي في مؤخرة الرأس المسؤولة عن الرؤية قد تصبح أكثر استثارة في وجود الضوء الشديد عند الاشخاص المصابين بالشقيقة وهو ما يساهم في اثارة نوبات الصداع النصفي.
وأظهرت الدراسة التي عرضت في الاجتماع السنوي للاكاديمية الأميركية لطب الاعصاب ان الضوء الساطع قد يثير نوبات الصداع النصفي عند 86 في المئة من النساء المصابات بالشقيقة.
وينصح الخبراء جميع النساء المصابات بالشقيقة باستخدام النظارات الشمسية باستمرار لمنع تعرضهن لنوبات الصداع.

الحرارة والرطوبة تؤثران في سلوك الإنسان
البيئة الطبيعية تتكون من البيئة المناخية والبيئة الطبوغرافية واغلب العلماء يؤيدون اثر العوامل الطبيعية على سلوك الإنسان وذلك لثبوت تأثر تكوين ووظائف الاجهزة العضوية والنفسية للإنسان بتلك المؤثرات الطبيعية وانعكاسها علىِ سلوك الإنسان والعناصر الاساسية للبيئة المناخية هي درجة الحرارة ودرجة الرطوبة ودرجة الضغط الجوي وتتفاوت كل منها باختلاف المكان والزمان وتبعا لذلك يتباين اثرها في سلوك الإنسان الذي سنوضحه بايجاز.
• ارتفاع درجة الحرارة في المناطق الحارة وفي المناطق الاخرى خلال فصل الصيف يزيد من حيوية أجهزة الإنسان وحدة طبعه ما يجعله مرهف الحس وأكثر قابلية للاثارة والتوتر والاندفاع مع ضعف قدرته في السيطرة على تصرفاته فيعجز عن الصمود أمام المثيرات ويسهل اندفاعه إلى العدوان والعنف.
اما انخفاض درجة الحرارة في المناطق الباردة وفي المناطق الاخرى خلال فصل الشتاء فإنه يؤدي إلى خمود حركة الجسم وهبوط درجة الانفعال العصبي ما يحول دون سرعة الاندفاع والهياج.
• درجة الرطوبة تتناسب عكسيا مع جرائم العنف وانخفاضها يرفع من نسبة العنف والعدوان وارتفاعها يخفض تلك النسبة لان ارتفاع درجة الرطوبة يضعف نشاط الإنسان ويجعله في حالة خمول فتكون استجابته بطيئة للمؤثرات الخارجية ما يقلل احتمالات اندفاعه للعدوان.

فديتج بنت ابوي
علي المروور الحلوو