إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له.
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
أما بعد:
فهذه الصفحة لطيفة سيكون بها مجموعة من أحاديث
وذلك لكل يوم حديث صحيح، جمعتُها تذكرة لنفسي ولإخواني، فيها تربية النفوس، وتصفية القلوب، وتهذيب الأخلاق، ليس لقلمي فيها سوى كلمات يسيرة توضحُ خافيا، وَتُبيِّنُ مُراداً، مع مُراعاةِ الرَّبط بين الأحاديث بتبويبها، والتعليق الوجيز عليها.
وليس بِخافٍ على أَحد من الناس أن الإسلام العظيم قد وجَّه عناية كبرى في كثير من نُصوصه كتابا وسنّةً إلى بناء شخصية المسلم، وتوجيهها الوجهة الأصيلة المُنبعثة من صلب تعاليم الإسلام، ومن أُسِّ أحكامه وشرائعه.
وأكبر دافع لي على جمع هذه الأحاديث: ما رأيته من كثير من ينتسبون إلى الإسلام، ويدعون إلى الله(!)، ومع ذلك هم عن الشخصية الإسلامية بمعْزلٍ جوهراً ومظهراً، نسأل الله العافية.
الموضوع الأصلى من هنا: http://bayt.el-emarat.com/#45473#post552671
فإن وفَّقني الله فيما قصدت فهذا من تمام نعمته، وإن كان غير ذلك فهذا ما لا أرجوه، سائلاً الله المغفرة والرحمة، إنه سميعٌ مجيبٌ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
أخوكــم
هبّــار
الحديث الأول الإخلاص
عن عمر بن الخطاب، رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إنما الأعمال بالنِّيَّات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه )). ( متفق عليه ) |
||
فعمدةُ العمل الإخلاصُ، وبالإخلاص تستقيمُ القلوبُ، وتستقرُّ الأفئدةُ، وبه يعرفُ المرء طريق دينه صحيحاً، فيأتي البيوت من أبوابها.
وبالإخلاص وحده يعرفُ ما عليه من واجبات، وما يتعيّن عليه من وبه يَرُدُّ الأمور إلى نصابها ويُؤديها ما تستحقُّ دون إفراطٍ ولا تفريط.
وهذا الحديث أحد الأحاديث التي هي أركان فهم ديننا الحنيف.
فإذا عرف العبدُ المسلمُ ما تقدّم ذكرُهُ جليّاً واضحاً، وجب عليه دون تردُّدٍ أو تَلَجْلُجٍ أن يُحيط إخلاصه بسياج الشخصيَّة الإسلامية،
وهـــو:
الحديث الثاني: التميز
عن ابن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( بُعِثْتُ بالسيف بين يدي الساعة حتى يعبد الله لا شريك له، وجعل رزقي تحت ظل رمحي وجعل الذلة والصغار على من خالف أمري ومن تشبه بقوم فهو منهم)) رواه احمد وغيره وحسنه الألباني في: [الجامع الصغير: ((2831))] |
||
فالمسلم ذو شخصيَّة متميِّزة، لها كيانها الخاصُّ، ومنهاجهُا الخاصٌّ، وطريقها الخاص، متميزٌ في مظهره، وفي مخبره وفي عقيدته، وفي قِبْلته، وفي كل شؤونهِ.
وبتميُّز المسلم نحافظ على إسلامنا ودعوتنا نقيَّة صفيّة، لا غبش فيها، ولا خطأ يعتريها.
والمسلمُ في تميُّزه لا يخرجُ عـــــن:
جزاك الله خيرا
وجعله فى ميزان حسناتك
دمت بحفظ الرحمن
فى انتظار البقية