تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » ^^^ ^^^

^^^ ^^^ 2024.

الحمد الله وكفي والصلاة والسلام علي النبي المجتبى وعلي آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا .

دعونا احبتي في الله نرجع الى الوراء وننهل من علم وفقه الخلصون بأمر الله ولا نزكي احد علي الله ونحسبهم كذلك والله حسيبنا وحسيبهم من نصح وارشاد وطيب عمل والله نعم المولى ونعم النصير. رحم اللهم الاموات منهم والاحياء وجمعنا بهم في مستقر الجنان بصحبة الانبياء والصالحين انه سميع مجيب..

دعوة من سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز ـ رحمه الله ـ إلى دعاة أهل السنة بالنهوض في مواجهة الباطل

فهد بن سعد أبا حسين

حيث يقول رحمه الله : ( فتنبه أيها القارئ لذلك ، واحذر من شبه المشبهين وبدع المبتدعين والله الهادي إلى الصراط المستقيم . وقد جاء بعد الرسول صلى الله عليه وسلم دعاة الشرك من اليهود والنصارى ومن تشبه بهم من هذه الأمة يدعون الناس إلى خلاف ما دعاهم إليه الرسول صلى الله عليه وسلم ، وينشرون بينهم الأفكار الهدامة والدعايات المضللة عن قصد وعن غير قصد ، فراج الباطل بسبب ذلك وخفي الحق على أكثر الخلق ، وقل دعاة الهدى وأنصار الشريعة ، وكثر بين الناس أدعياء العلم وأنصار الشرك ودعاة الرذيلة ، فحسبنا الله ونعم الوكيل . ومن هنا يعلم القراء الصالحون ، والعلماء المهتدون أن الواجب عليهم التشمير عن ساعد الجد في الدعوة إلى الإسلام الصافي من شوائب الشرك والبدع ، ونشر محاسنه وأحكامه العادلة وأهدافه السامية وتعاليمه السمحة بين طبقات الأمة في المجتمعات والمحافل والصحف والنشرات ، ومن طريق الخطابة والإذاعة ليتعلم الجاهل وينتبه الغافل ويتذكر الناسي ويقف المضلل عند حده فلا يكيد للإسلام وأحكام الشريعة بمرأى من أهل العلم ومسمع ، ومتى شمر دعاة الإسلام لنصره في الدعوة إليه ، ذل دعاة الشرك والإلحاد والبدع والأهواء ، وخمدت نارهم وقبعوا في زوايا الخمول وابتعدوا عن منصات الخطابة ومنابر الصحافة ، أو دخلوا في الحق وناصروا أهله لما سطع لهم نوره ، وظهر لهم رشده ، وانزاح عن قلوبهم حجب الشبهات والجهالة ، فما أوجب النصيحة لدين الإسلام على أهل الإسلام وما أعظم حقه عليهم ، ولقد قام بهذا الواجب جم غفير من علماء الإسلام ودعاة الإصلاح في هذا العصر ، وإني لأرجو لهم التوفيق والثبات ومزيد من القوة والنشاط في الحق وهدم حصون الضلال وقلع أسس الباطل ، وإني لأرى لزاماً على الذين لم يساهموا في هذا الميدان من القراء النابهين والعلماء المبرزين أن ينفضوا عنهم غبار الكسل وشبهة التواكل ، وأن يقتحموا الميدان بصدق وشجاعة وعلم وحلم حتى ينصروا دينهم ويحملوا شريعتهم ويهدوا الناس إليها ويرشدوهم إلى الصراط المستقيم ، ولهم بذلك مثل أجور أتباعهم إلى يوم القيامة كما قال الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم : (( من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً )) . والله المسئول أن يهدينا وجميع إخواننا صراطه المستقيم ، وأن يعيذنا جميعاً من طريق المغضوب عليهم والضالين إنه على كل شيء قدير ، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وآله وصحبه ) .

المرجع مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله 1/399.

هذه نصيحة من الشيخ أوجهها أنا لإخواني غفر الله لي ولكم ..

فائدة اخرى من جهد الدعاة نسأل المولى ان يتقبل منا ومنهم صالح الاعمال..

قال الداعية المبدع الشيخ الراشد حفظه الله تعالى..

أصول فقه العمل الجماعي عند السلف الطريق إلى الله طريق واضح مستقيم. خطوت خطوتك الأولى فيه بإصغائك لمن دعاك إلى أن تذر آراء الطواغيت الذين يشرعون من دون الله. ثم تمردت على خطط الترويض، وأبقيت صفتك، شبلا حفيد أسنود، ولم يجعلوك ظيبا جفولا. ثم نطقت، ولم تسكت تتخارس، ودعوت إلى الله آمرًا بالمعروف، ناهيا عن المنكر. وكنت من الذين يعملون الحق ويرحمون الخلق" كما يقول ابن تيمية (مجموع فتاوى ابن تيمية 16/96.). ترحمهم بانتشالهم مما هم فيه من الضلال الذي أرهقهم وحرمهم الطمأنينة والسكينة. أرهق قلوبهم بالقلق، وعقولهم بالحيرة، وأبدانهم بالتعب والمرض. ولا يزال الأئمة ينادونك: (ألست تبغي القرب منه؟ فاشتغل بدلالة عباده عليه، فهي حالات الأنبياء عليهم الصلاة والسلام. أما علمت أنهم آثروا تعليم الخلق على خلوات التعبد، لعلمهم أن ذلك آثر عند حبيبهم؟)(صيد الخاطر لابن الجوزي /38). . ولا يزالون يتسألونك: (هل كان شغل الأنبياء إلا معاناة الخلق وحثهم على الخير ونهيهم عن الشر؟) ( صيد الخاطر لابن الجوزي/42).. ولا تزال أنت في استجابة من بعد استجابة، ونعمًا الذي تفعل. وخطواتك المباركة هذه قد أوصلتك إلى منتصف الريق، فواصل الخطو: تصل. كن من رجال العامة خطواتك الأخرى في هجرتك إلى الله أن تتسع في نطقك بالحق، وتقصد العامة، فتكون لهم إمامًا، وقدوة، وقائدًا، ومرشدًا. أعد سيرة سلفك من الدعاة رحمهم الله. كانوا أئمة للعامة، يتصدون لإرشاد كل الناس، فيتزايد حب القلوب لهم تدريجيًا، ويرون فيهم القدوة الصحيحة التي لا مطعن فيها، فيتبعونهم، ويمتثلون أمرهم. هذا الزاهد المشهور بشر بن الحارث الحافي رحمه الله، يعدد ثلاث خصال امتاز بها الإمام أحمد ابن حنبل، وفضل بها عليه، وقصر هو عنها، أحد (أنه نصب إماما للعامة) . ووصفوا الأوزاعي بأنه: (كان رجل عامة) . ومثله المحدث الثقة الفقيه أبو إسحق الفزاري، قالوا: كان رجل عامة، وهو الذي أدب أهل الثغور الإسلامية التي في أعالي بلاد الشام والجزيرة تجاه الروم، وعلمهم سنن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، وكان يأمر وينهي، وإذا دخل الثغر رجل مبتدع أخرجه. وخالد بن عبد الله الواسطي، أحد المحدثين الثقات من شيوخ البخاري، وصفوه بأنه كان (رجل عامة) . فحلل هذه التعريفات، نجد أنهم كانوا دعاة، يعلمون الناس، لم يحملهم علمهم على حصر أنفسهم بين الجدران بل كانوا ينزلون إلى الجموع، ويقودونها في مواقفها السياسية، كما قاد الإمام أحمد جموع الخير في معارضة الجهمية والمعتزلة الذين أرادوا حرف عقيدة الأمة ببدعة خلق القرآن، ونازع الدولة كلها حين أرادت فرض البدعة بالقوة، حتى نصره الله تعالى بالمتوكل، إذ كان المتوكل صحيح العقيدة، فبدل جهاز الدولة، وطهره من المبتدعة، وأخمد أمرهم وكبته. وإنما نعني بالعامة جمهور الناس، المثقف منهم والأمي، لا الاصطلاح الحادث الذي يعني الجهال. ولم يكونوا رحمهم الله بالذين ينسون الأعراب وأهل الأرياف حين يقودون أهل المدن، بل كانوا يلمسون أهمية وحدة عقائد ومواقف هؤلاء وهوؤلاء، فيرصدون لهم شيئا من جهودهم وأوقاتهم. هذا الإمام الزهري زعيم المحدثين، ربي أجيالا من أهل الحواضر الإسلامية، وجعلهم أئمة في الحديث، وما كان ذلك يكفيه، بل (كان ينزل بالأعراب يعلمهم)، يحفظ من بقي صحيح العقيدة، ويتلطف مع من نجح أهل البدع في حرفه، فيرجعه إلى التوحيد. وجدد آخرون سيرة الزهري، منهم الفقيه الواعظ أحمد الغزالي، أخو الإمام صحاب الإحياء، فإنه كان (يدخل القرى والضياع، ويعظ لأهل البوادي، تقربا إلى الله) . ابن تيمية يسوغ العمل الجماعي وكان هؤلاء الأئمة رحمهم الله أصحاب فقه عظيم، عرفوا المقاصد العامة للشريعة، وجواز –بل وجوب- كل ما يحقق هذه المقاصد وإن لم تنص عليه، وعرفوا أن ما لا يتم الواجب إلا به فهو وجب، فانخلعوا عن الفردية حيث اقتضى الأمر هذا الانخلاع وتكاتفوا، وعملوا عملا جماعيًا، وأوضحوا في عدد من الفتاوى الواضحة الصريحة شرعية العمل الجماعي في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مهما تسمى هذا العمل الجماعي بأسماء مختلفة، كالجماعة، والحزب، والكتلة، وغير ذلك. وإذا كان العمل جماعيا فلابد أن يكون له قائد ورئيس، سواء سمى زعيما، أو مرشدًا، أو رأس الحزب. وقد تستغرب أشد الاستغراب حين تعلم أن تسويغ إنشاء الجماعات العاملة لغايات شرعية، وتسويغ مثل هذه الاصطلاحات التي تظنها حديثة، قد ورد في كلام الفقهاء والأئمة القدماء، مما يعطينا صورة واضحة عما تحوي بطون الكتب الفقهية من فقه حركي إسلامي مجهول لدينا ينتظر من ينتزعه منها وينشره للدعاة. اسمع قول ابن تيمية في شرعية العمل الجماعي، مما لا تكاد تصدق أنه من كلام القدماء. يقول رحمه الله: (وأما لفظ "الزعيم؟ فإنه مثل لفظ الكفيل والقبيل والضمين، قال تعالى: (وَلِمَنْ جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ) فمن تكفل بأمر طائفة فإنه يقال: هو زعيم، فإن كان قد تكفل بخير: كان محمودا على ذلك، وإن كان شرًا: كان مذموما على ذلك. وأما "رأس الحزب" فإنه رأس الطائفة التي تتحزب، أي تصير حزبا، فإن كانوا مجتمعين على ما أمر الله به ورسوله من غير زيادة ولا نقصان فهم مؤمنون، لهم ما لهم، وعليهم ما عليهم، وإن كانوا قد زادوا في ذلك ونقصوا، مثل التعصب لمن دخل في حزبهم بالحق والباطل، والإعراض عمن لم يدخل في حزبهم، سواء كان على الحق والباطل: فهذا من التفرق الذي ذمه الله تعالى ورسوله، فإن الله ورسوله أمرا بالجماعة والائتلاف، ونهيا عن التفرقة والاختلاف، وأمرا بالتعاون على البر والتقوى، ونهيا عن التعاون على الإثم والعدوان) (مجموع فتاوى ابن تيمية 11/92). إنه من أثمن النصوص التي تحج وتفند رأي من يرى أن العمل الجماعي بدعة غريبة على الأساليب الإسلامية. وإنه لنص رائع يحفز الدعاة لجمع أمثاله وجعلها محور فقه الدعوة، فتحوز الدعوة رسوخا جديدًا، بما تملكه هذه النصوص من هيبة قائليها، وبما تؤدي إليه من القيام بدور القول الفصل حين يسارع مستعجل واهم، أو خائر نائم، إلى تبديع من يعمل من دعاة الإسلام العمل الجماعي مع أصحاب له من الدعاة آخرين. وأني يكون في العمل الجماعي نوع بدعة وهو الأصل الموروث عن الأنبياء عليهم السلام؟ قال تعالى: (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي). قال ابن القيم: (قال الفراء وجماعة: ومن اتبعني معطوف على الضمير في أدعو، يعني: ومن اتبعني يدعو إلى الله كما أدعو، وهذا قول ال***ي. قال: حق على كل من اتبعه أن يدعو إلى ما دعا إليه). وقال تعالى: (وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ). قال ابن القيم: (فالربيون هنا: الجماعات، بإجماع المفسرين، قيل: إنه من الربة، بكسر الراء، وهي الجماعة. قال الجوهري: الربي واحد الربيين، وهم الألوف من الناس) (مفتاح دار السعادة لابن القيم 1/154/126.). فالأنبياء عليهم السلام قاتل معهم الألوف. وسيرة خاتم المرسلين ـ صلى الله عليه وسلم ـ مثل واضح لذلك. وورثة هذا النبي، وأؤلئك الأنبياء، لهم أسوة حسنة بهم، لا يتفردون، بل يسيرون ألوفا. يأمرون بالمعروف في رجال معهم وهذا المعني فقهه الصحابة والسلف الصالح ووعوه وعيا كاملا، فلم يكتفوا بالدعوة الفردية، وإنما أسسوا الجماعات للدعوة إلى الله وعملوا عملا جماعيًا. منهم الصحابي هشام بن حكيم بن حزام القرشي رضي الله عنه. قال الزهري: (كان يأمر بالمعروف في رجال معه) .
الموضوع الأصلى من هنا: http://bayt.el-emarat.com/#49023#post616357
الموضوع الأصلى من هنا: http://bayt.el-emarat.com/#showthread.php?p=616357

فانظر قول الزهري: في رجال معه، فهو قد كون جماعة آمرة، ودلل على أن الأمر بالمعروف لا بد له من عصبة، ومتى كانت عصبة كانت دعوة. ثم ما فتئ أفاضل العلماء يتخذون لهم جماعة وأصحابا للقيام مجتمعين بفريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كما كان أمر عبد الرحيم بن محمد العلثي البغدادي الفقيه المحدث الزاهد، قالوا: (كان شيخا جليلا، عالم، عارفا، من أجل شيوخ الحديث، ملتزما بالسنة، زاهدا ذا فضل وورع، وأدب وعلم. وقال البرزالي عنه: محدث بغداد في وقته، موصوف باتباعه السنة ونصرها. والذب عنها. قال الذهبي: وله أتباع وأصحاب يقولون في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) . نعم شرط واحد يحدد رأس هذه الجماعة به قبول الإنضمام لجماعته، وهو أن يتحرى الصالح من الرجال، المؤمن الآكل للحلال، ليكون في إعانته توفيق من الله، وأثر، وإلا فإن كان من المخلطين غير المتحرين لشروط الشرع في معاملاته وسلوكه ومعيشته رفع الله عن عمله البركة. وهذا هو مذهب الدعاة القدماء. قال ابن الجوزي: (قال ابن عقيل: رأينا في زماننا أبا بكر الأقفالي، في أيام القائم، إذا نهض لانكار منكر استتبع معه مشايخ لا يأكلون إلا من صنعة أيديهم، كأبي بكر الخباز شيخ صالح أضر –أي صار ضريرا- من إطلاعه في التنور، وتبعه جماعة ما فيهم من يأخذ صدقه ولا يدنس بقبول عطاء -أي هدية من رجال الحكم- صوام النهار، قوام الليل، أرباب بكاء، فإذا تبعه مخلط رده، وقال: متى لقينا الجيش بمخلط: انهزام الجيش) ( تلبيس إبليس لابن الجوزي/145). وكذلك الوعي والفقه الصحيح والتمييز حين يكون. وبدون مثل هذه الشروط الصعبة تغدو الجماعة الإسلامية مأوى للضعفاء، وتفقد صلابتها، ويحرمها الله نصره. وإن مثل هذه النصوص لهى اكتشافات ثمينة يجب أن تأخذ دورها في الفقه الحركي لتبين أصوله التي استمد منها. لا يشترط إذن السلطة وقد تطرق الغزالي فبحث أمر جواز تكوين جماعة للأمر بالمعروف من ناحية موضوعية، ودلل على عدم اشتراط الشريعة إذن السلطة في ذلك، وأن ذلك الأوفق للقياس. قال رحمه الله: (قال قائلون: لا يستقل آحاد الرعية بذلك، لأنه يؤدي إلى تحريك الفتن، وهيجان الفساد، وخراب البلاد. وقال آخرون: لا يحتاج إلى الإذن –وهو الأقيس- لأنه إذا جاز للآحاد الأمر بالمعروف، وأوائل درجاته تجر إلى ثوان، ثم إلى ثوالث، وقد ينتهي لا محالة إلى التضارب، والتضارب يدعو إلى التعاون، فلا ينبغي إلا أن نبالي بلوازم الأمر بالمعروف، ومنتهاه: تجنيج الجنود في رضا الله ودفع معاصيه. ونحن نجوز للآحاد من الغزاة أن يجتمعوا ويقاتلوا من أرادوا من فرق الكفار، قمعا لأهل الكفر، فكذلك قمع أهل الفساد جائز، لأن الكفار لا بأس بقتله، والمسلم إن قتل فهو شهيد، فكذلك الفاسق المناضل عن فسقه لا بأس بقتله، والمحتسب الحق إن قتل مظلوما فهو شهيد. وعلى الجملة، فانتهاء الأمر إلى هذا من النوادر في الحسبة، فلا يغير به قانون القياس، بل يقال: كل من قدر على دفع منكر فله أن يدفع ذلك بيده، وبسلاحه، وبنفسه، وبأعوانه) (إحياء علوم الدين 2/333.). وهذا نص يكتب بماء الذهب. وعلى الدعاة أن يحفظوه عن ظهر قلب. وهو دليل على أن في كتب التراث مناجم للفقه الحركي كثيرة. وللغزالي كلام آخر في تفنيد اشتراط إذن السلطان في الأمر بالمعروف، من المفيد أن نقرنه بكلامه هذا في تجويز الاجتماع على الأمر والنهي. قال رحمه الله: (قد شرط قوم هذا الشرط، ولم يثبتوا للآحاد من الرعية الحسبة، وهذا الاشتراط فاسد، فإن الآيات والأخبار التي أوردناها تدل على أن كل من رأي منكرًا فسكت عليه عصى، إذا يجب نهيه أينما رآه على العموم، فالتخصيص بشرط التفويض من الإمام تحكم لا أصل له). ثم قال: (فإن قيل: في الأمر بالمعروف إثبات سلطنة وولاية واحتكام على المحكوم عليه، ولذلك لم يثبت للكافر على المسلم مع كونه حقا، فينبغي أن يثبت لآحاد الرعية إلا بتفويض من الوالي وصاحب الأمر. فنقول: أما الكافر فممنوع لما فيه من السلطنة وعز الاحتكام، والكافر ذليل، فلا يستحق أن ينال عز التحكم على المسلم، وأما آحاد المسلمين فيستحقون هذا العز بالدين والمعرفة، وما فيه من عز السلطنة والاحتكام لا يحوج إلى تفويض، كعز التعليم والتعريف، إذ لا خلاف في أن تعريف التحريم والإيجاب لمن هو جاهل ومقدم على المنكر بجهله لا يحتاج إلى إذن الوالي، وفيه عز الإرشاد وعلى المعرف ذل التجهيل، وذلك يكفي فيه مجرد الدين، وكذلك النهي). ثم خلص إلى أن (استمرار عادات السلف على الحسبة على الولاة قاطع بإجماعهم على الاستغناء عن التفويض، بل كل من أمر بمعروف، فإن كان الوالي راضيا به فذاك، وإن كان ساخطا له فسخطه له منكر يجب الإنكار عليه، فكيف يحتاج إلى إذنه في الإنكار عليه؟ ويدل على ذلك عادة السلف في الإنكار على الأئمة، كما روى أن مروان ابن الحكم خطب قبل صلاة العيد، فقال له رجل: إنما الخطبة بعد الصلاة، فقال له مروان: أترك ذلك يا فلان: فقال أبو سعيد، أي الخدري: أما هذا فقد قضى ما عليه، قال لنا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : من رأى منكم منكرًا فلينكره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان. فلقد كانوا فهموا من هذه العموميات دخول السلاطين تحتها، فكيف يحتاج إذنهم؟) (إحياء علوم الدين 2/315.). فهذا طرف أيها المسلم الغيور مما كان عليه السلف رضي الله عنهم من فقه الدعوة والعمل الجماعي. [9] فقه العمل الجماعي في صياغته الحديثة نكبتان كبيرتان حدثتا في تاريخ الإسلام، أتعبتا عموم المسلمين، ولمدى أجيال، بخلاف نكبات صغيرة محدودة الأثر كثيرة. النكبة الأولى: أحدثها هولاكو، وبلغت ذروتها باحتلاله بغداد عاصمة الإسلام. والناظر لهذه النكبة يجد أنها ما كانت بدعة عما يصيب الأمم في فترات ضعفها، وتوقعها الكثير من العلماء، وحذروا الأمة وأولى الأمر من وقوعها قبل سنين طويلة من السنة التي وقعت فيها، وهي السنة 656هـ، لما رأوه من تردي أحوال العامة في عقيدتها وأخلاقها، وبعد جهاز الدولة عن الجد والتجرد، وضعف هيمنة الخلفاء، وعزوف جمهور العلماء عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والتهائهم بالجدل والمناظرات الجافة الموغرة للصدور (أشار الغزالي في مواضع من الإحياء إلى مثل هذه الظواهر، وكتب فيها الندوى خلال كتابه (رجال الفكر والدعوة في الإسلام) في طبعته الثانية، ولأكرم العمري بحث في أخلاق العامة آنذاك نشره في مجلة كلية الدراسات الإسلامية ببغداد). . وقد حاول بعض متأخري الخلفاء إصلاح الأحوال بنظام الفتوة الذي حرف به سيرة كثير من العامة إلى سيرة شبه عسكرية، إلا أن إصلاحه كان مخروقا، لأنه لم يعتمد العقيدة أساسا تربويا لنظامه، فتحول النظام إلى نوع من اللهوى. وهذا هو الذي يفسر لنا ذلك الذهول الذي أصاب معظم الأمة بعد تلك النكبة، وحيرتهم، ولولا أن أتاح الله للأمة الإمام ابن تيمية، بما أعاده من الثقة، وأوضحه من فقه العمل، لكان الذهول أطول، إلا أن بعض أصحاب القلوب الحية من العلماء كانوا أسرع إلى فهم كلام ابن تيمية، فعاونوه، أو نسجوا على منواله، ورتقوا بعض الخرق الكبير. ومع ذلك، فيجب أن لا نبالغ في تصوير أثر الاستدراك الذي قام به ابن تيمية وصحبه، فإنه كان محدود الأثر، واستمرت أحوال العامة في التردي، واستمرت تجزئة العالم الإسلام إلى دويلات صغيرة متنازعة ضعيفة. وبعد قرون من نكبة بغداد، استطاعت الدولة العثمانية في عصرها الأوسط، وبمجئ بعض السلاطين الأقوياء الذين تمكنوا من توسيع رقعتها، أن ترث هيبة العباسيين، وتعيد إلى الأذهان معنى الخلافة الأقرب إلى سمتها الأول الذي عهد المسلمون في أواسط الخلافة العباسية، إن لم نقل: سمتها الأقدم من ذلك، واستمرت الدولة العثمانية حتى نهاية حكم السلطان عبد الحميد رحمه الله جديرة بأن يوصف حكمها بأنه حكم إسلامي، على عيوب كثيرة، ونقص في تطبيق الأحكام الشرعية في آخر عهدها، وعلى ظلم من بعض الولاة الذين أساء السلاطين اختيارهم أحيانًا. ولا يقول بخلاف قولنا هذا إلا متأثر بتزييف حقائق التاريخ الحديث، ذلك التزييف الذي قامت به المجامع الاستشراقية والدوائر التبشيرية، واستخدمت فيه عملاءها من الكتاب أو ضحاياها من الذين تقمصهم نوع من التطرف القومي العربي. وأما النكبة الثانية: فاحتلال الجيوش الإنكليزية والفرنسية لبلاد الإسلامي في الحرب العالمية الأولى، وقضاؤهم على آخر صورة يمكن أن تسمى بأنها إسلامية كما قلنا ممثلة في الحكم العثماني، أو بعبارة أدق: قضاؤهم على أي احتمال قريب لتقويم انحراف الحكم العثماني عن الإسلام، حين حرف حزب الاتحاد والترقي بانقلابه على عبد الحميد، قوانين شرعية كثيرة، وحرف منهاج التربية، وأشاع الطورانية، أي القومية التركية، ورضى السذج من أركان ذلك الحزب تدخل الأيادي اليهودية والماسونية في الحزب وسياسة الدولة. وكما جعل هولاكو احتلال بغداد هدفا معنويا مهما أراد به كسر معنويات عموم الأمة الإسلامية، فكذلك جعل الحلفاء، أو الإنكليز بالتحديد، أو تشرشل نفسه، احتلال بغداد والقدس هدفا معنويا، مع التركيز على احتلال بغداد بالذات لكسر معنويات الأمة، وإعادة احتلال هولاكو لها إلى الأذهان، كما كشفت عن ذلك البرقيات المتبادلة بين قائد الحملة الإنكليزية لاحتلال العراق خلال الحرب العالمية الأولى، وبين وزارة المستعمرات. وبرزوح البلاد الإسلامية تحت حكم الجيوش الاستعمارية، أو تحت حكم المماليك الذين نصبوهم ووجهوهم من وراء ستار: عادت الجاهلية إلى أرض البلاد الإسلامية، وضربت أطنابها، وتمكنت من قيادة المؤسسات السياسية، والأجهزة التربوية، والبيوت التجارية والمالية، واستطاعت بذلك من دخول القلوب بالترغيب والترهيب. وبعودة الجاهلية، عادت الحاجة إلى من يجاهدها ويعيد حكم الإسلام.
الموضوع الأصلى من هنا: http://bayt.el-emarat.com/#49023#post616361

.. وصلوات ربي وسلامه علي خير خلقه المبعوث رحمة للعالمين بأبي هو وأمي
محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم وعلي آله وصحبه الغر الميامين وعلي
سلفنا الصالح الي يوم الدين..


الموضوع الأصلى من هنا: http://bayt.el-emarat.com/#showthread.php?p=616361

[IMG]http://alkalemaltayeb.******.com/move94.gif[/IMG]

الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.