نود أن نؤكد على أن الحقائق الدينية لم يفرضها الله تعالى على عباده ، ويجعلها معياراً لثوابه وعقابه ، إلا بعد أن أقام عليها الدليل الكافي والحجة الواضحة (( لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ ))0 وليس ضياعها على من ضاعت عليه من ذوي الإدراك الكامل إلا تقصير منه في البحث عنها والوصول إليها إما استهواناً بها وتسامحاً في أمرها ،وإما تقليداً للآباء والأجداد ، أو تعصباً للأهواء والتراكمات ، حيث يثير كل من الأمرين غباراً على الحقيقة ، ويحيطها بضبابية تمنع من مصداقية الرؤية ، وتفتح أبواب النقاش والجدل غير المنطقيين ، بالوجه الذي لا يرضاه الإنسان بطبعه ـ وبما أودعه الله تعالى فيه من قوة مدركة ـ في غير موارد التعصب والتقليد 0
الموضوع الأصلى من هنا: http://bayt.el-emarat.com/#101854#post1562144
وكل ذالك لا يجدي مع الله عز وجل ، ولا يكون عذراً بين يديه ، بعد أن أقام الدليل الكافي والحجة الواضحة على الحقيقة التي فرضها على عباده ، وألزمهم بها 0
فلا بد للعاقل الرشيد أن يحتاط لنفسه التي هي أحب الأنفس إليه ، وأعزها عليه ، ويحتفظ عليها من الهلكة الدائمة ، والخلود في العذاب ، بان لا ينظر للأدلة في قضايا الدين بمنظار العاطفة والتقليد ، بل بمنظار العقل والوجدان الذي أودعه الله تعالى فيه ، واحتج به عليه ، ويجهد جهده في الوصول للحقيقة التي فرضها الله سبحانه كيف كانت وأنى كانت ، تسليماً لأمر الله عز وجل ، وبخوعاً لحكمه، ليكون على بصيرة من أمره وعذرا عند ربه ، ملتجئاً إلى الله جل شأنه في أن يسدده في مسيرته ، ويعصمه من الضلال ، ويهديه إلى الصراط المستقيم ، فإن بيده أسباب التوفيق والخذلان ، فال تعالى ((وَعَلَى اللّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَآئِرٌ وَلَوْ شَاء لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ )) 0 وهو جل شأنه لا يبخل بالتوفيق على من أخلص له والتجأ إليه ، وبذل وسعه في سبيل مرضاته 0 قال عز من قائل ((وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ))
والحمد لله رب العالمين
منقول بتصرف قليل