الموضوع الأصلى من هنا: http://bayt.el-emarat.com/#16290#post136733
تخريج الحديث
الحديث رواه الترمذي من بين أصحاب الكتب الستة، وصححه ابن القيم، وحسنه الشيخ الألباني.
غريب الحديث
عنان السماء: وهو السحاب وقيل ما انتهى إليه البصر منها.
قراب الأرض: ملؤها أو ما يقارب ملأها.
إنك ما دعوتني ورجوتني: أي ما دمت تدعوني وترجوني.
ولا أبالي: أي إنه لا تعظم علي مغفرة ذنوبك وإن كانت كبيرة وكثيرة.
منزلة الحديث
هذا الحديث من أرجى الأحاديث في السنة، ففيه بيان سعة عفو الله تعالى ومغفرته لذنوب عباده، وهو يدل على عظم شأن التوحيد، والأجر الذي أعده الله للموحدين، كما أن فيه الحث والترغيب على الاستغفار والتوبة والإنابة إلى الله سبحانه وتعالى.
أسباب المغفرة
وقد تضمن هذا الحديث أهم ثلاثة أسباب تحصل بها مغفرة الله وعفوه عن عبده مهما كثرت ذنوبه وعظمت، وهذه الأسباب هي:
1- الدعاء مع الرجاء
فقد أمر الله عباده بالدعاء ووعدهم عليه بالإجابة فقال سبحانه: { وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ } (غافر60)، وقال – صلى الله عليه وسلم -: (الدعاء هو العباده وقرأ هذه الآية) رواه أحمد ، ولكن هذا الدعاء سبب مقتض للإجابة عند استكمال شرائطه وانتفاء موانعه، فقد تتخلف الإجابة لانتفاء بعض الشروط والآداب أو لوجود بعض الموانع.
ومن أعظم شروط الدعاء حضور القلب، ورجاء الإجابة من الله تعالى، قال – صلى الله عليه وسلم – في الحديث الذي رواه الترمذي : (ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه) ، ولهذا أُمِر العبد أن يعزم في المسألة وألا يقول في دعائه اللهم اغفر لي إن شئت، ونُهِي أن يستعجل ويترك الدعاء لاستبطاء الإجابة، وجُعِل ذلك من موانع الإجابة حتى لا يقطع العبد حبل الرجاء ولو طالت المدة، فإنه سبحانه يحب الملحين في الدعاء، وما دام العبد يلح في الدعاء ويطمع في الإجابة مع عدم قطع الرجاء، فإن الله يستجيب له ويبلغه مطلوبه ولو بعد حين، ومن أدمن قرع الباب يوشك أن يفتح له.
2- الاستغفار مهما عظمت الذنوب
السبب الثاني من أسباب المغفرة المذكورة في الحديث، هو الاستغفار مهما عظمت ذنوب الإنسان، حتى لو بلغت من كثرتها عنان السماء وهو السحاب أو ما انتهى إليه البصر منها.
وقد ورد ذكر الاستغفار في القرآن كثيراً فتارة يأمر الله به كقوله سبحانه: {وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ } (المزمل20)، وتارة يمدح أهله كقوله تعالى: { وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأسْحَارِ } (آل عمران 17)، وتارة يذكر جزاء فاعله كقوله تعالى: { وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُوراً رَحِيماً} (النساء110).
والاستغفار الذي يوجب المغفرة هو الاستغفار مع عدم الإصرار على المعصية والذنب، وهو الذي مدح الله تعالى أهله ووعدهم بالمغفرة في قوله: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ} (آل عمران135)، وفي الصحيحين عن أبي هريرة أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: (أذنب عبد ذنبا فقال اللهم اغفر لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب، ثم عاد فأذنب فقال: أي رب اغفر لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى: عبدي أذنب ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب، ثم عاد فأذنب فقال: أي رب اغفر لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى أذنب عبدي ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب اعمل ما شئت فقد غفرت لك) والمعنى أي ما دمت على هذ الحال كلما أذنبت استغفرت من ذنبك، قال بعض الصالحين: "من لم يكن ثمرة استغفاره تصحيح توبته فهو كاذب في استغفاره"، وكان بعضهم يقول: "استغفارنا هذا يحتاج إلى استغفار كثير".
الموضوع الأصلى من هنا: http://bayt.el-emarat.com/#showthread.php?p=136733
وأفضل أنواع الاستغفار أن يبدأ العبد بالثناء على ربه، ثم يثني بالاعتراف بذنبه، ثم يسأل الله المغفرة، ولهذا قال – صلى الله عليه وسلم – كما في الصحيح: (سيد الاستغفار أن تقول اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء لك بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، قال ومن قالها من النهار موقنا بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة)
ومن صيغ الاستغفار العظيمة ما ورد في الحديث الصحيح عند الترمذي أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: (من قال أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه، غفر له وإن كان فر من الزحف) .
3- التوحيد الخالص
السبب الثالث من أسباب المغفرة تحقيق التوحيد، وهو من أهم الأسباب وأعظمها، فمن فقدَه فقَدَ المغفرة، ومن جاء به فقَدْ أتى بأعظم أسباب المغفرة، قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً} (النساء48)، والتوحيد في الحقيقة ليس مجرد كلمة تنطق باللسان من غير فقه لمعناها، أو عمل بمقتضاها، إذاً لكان المنافقون أسعد الناس بها، فقد كانوا يرددونها بألسنتهم صباح مساء ويشهدون الجمع والجماعات، ولكنه في الحقيقة استسلام وانقياد، وطاعة لله ولرسوله، وتعلق القلب بالله سبحانه محبة وتعظيما، وإجلالا ومهابة، وخشية ورجاء وتوكلا، كل ذلك من مقتضيات التوحيد ولوازمه، وهو الذي ينفع صاحبه يوم الدين.
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياك الله ولدي جرح الزمن وبارك فيك
جزاك الله خيرا على ما طرحته واثابك
عليه وجعله في ميزان حسناتك
ان الله سبحانه وتعالى غفور رحيم
عن جندب بن عبد الله البجلي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدّث :
" أن رجلا قال : والله ، لا يغفر الله لفلان ، وأن الله تعالى قال :
الموضوع الأصلى من هنا: http://bayt.el-emarat.com/#16290#post136930
من ذا الذي يتألى عليّ أن لا أغفر لفلان ، فإني قد غفرت له وأحبطت عملك "
أخرجه مسلم .. ( يتألى : يحلف ) ..
فيا أولي الألباب .. لا تغلقوا الباب في وجه من تاب وأناب ..
لا تنسوا هذه الآية : " قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله
إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم "
علم الله أن ليس للذنوب أحد سواه ، وأن ليس للعيوب ساتر سواه ، فناداهم
وهم في الذنوب غارقون ، وكلمهم وهم في الملاهي تائهون :
لا تقنطوا من رحمة الله
انظر رحمك الله .. أحد الصالحين مر ومعه تلاميذه على أحداث لاهون لاعبون وفي
المعاصي غارقون ، فقال التلاميذ لشيخهم : أيها الشيخ ، ادع عليهم ..
فقال : اللهم كما فرحتهم في الدنيا ففرحهم في الآخرة
فتعجبوا واندهشوا .. وقالوا : ياشيخ ، نقول لك ادع عليهم فتدعوا لهم ..
فقال : إنه إذا فرحهم في الآخرة تاب عليهم في الدنيا ..
هكذا يعامل العاصي .. بدل أن نقنطهم من رحمة الله ندعو الله أن يتوب عليهم ..
ومن أعجب القصص .. أن سيدا من السادات كان طالحا ، مكبا على الخمر والفجور ، وفي
ذات يوم أرسل غلامه ليشتري له زجاجة خمر ، فمر الغلام على مجلس منصور بن
عمار – من كبار الصالحين – وبالمجلس فقير يسأل الحاجة .. فقال منصور : من أعطى
الفقير .. دعوت له أربع دعوات ..
فلما سمع الغلام هذا الكلام أعطى الفقير الدنانير الأربعة ، فقال له منصور :
ماذا تريد ؟ قال :
ادع لي أن يتوب الله على سيدي .. وان أصير حرا .. وأن يرد الله علي
أضعاف المال .. والرابعة أن يغفر الله لي ولك ولسيدي وللقوم اجمعين ..
فدعا منصور بالدعوات ، وانصرف الغلام إلى سيده ، ولم يحضر الخمر
فقال له سيده : لماذا لم تحضر الخمر ؟ قال : مررت بالشيخ منصور
ابن عمار ، وهو في المسجد وهو يقول من أعطى الفقير دعوت له
أربع دعوات ، وأخبره بالقصة .. فقال له :
أنت حر لوجه الله ، وأعطاه أربعة آلاف دينار ، وقال لن أشرب الخمر أبدا
وأما الرابعة فلا شأن لي بها .. فرأى في المنام من يقول له :
فعلت ما عليك ، وأدينا ما علينا ..
فيا إخوان .. لاتغلقوا باب التوبة فبابها مفتوح إلى طلوع الشمس من مغربها ..
ورد في الأثر ، أن السماء تقول
يارب إئذن لي أن أسقط كسفا على ابن آدم فقد أكل خيرك ومنع شكرك ..
وتقول الأرض :
يارب إئذن لي أن أبتلع ابن آدم فقد أكل خيرك ومنع شكرك ..
وتقول الجبال :
يارب إئذن لي أن أخسف بابن آدم فقد أكل خيرك ومنع شكرك ..
وتقول البحار :
يارب إئذن لي أن أغرق ابن آدم فقد أكل خيرك ومنع شكرك ..
فيقول الله تبارك وتعالى :
دعوني وعبادي .. لو خلقتموهم لرحمتموهم ..
إن تابوا إلي فأنا حبيبهم .. وإن لم يتوبوا فأنا طبيبهم ..
وعلى طاعة الرحمن
وعلى طريق الخير نلتقي دوما
هلا أخوي جرح الزمن
جزاك الله خيرا على موضوعك
ان رحمة الله واسعة وتسع الجميع
ولكن الانسان هو الذي يظلم نفسه
وينزلها منزلة الدون من الدركات
السمو بالنفس عن مواطن الزلل
من يترك الاوحل ويصعد في السماء
من يقبل الى الله باسراج قنديل الامل
لن يضيعه الله ابدا00
شكرا لك أخي ,,
الفجر القادم
وسعت رحمته الدنيا وما فيها
اللهم نسالك العفو والعافية
اللهم امين
شاكر لكم مروركم
دمتم بحفظ الرحمن
اخى الغالى/جرح الزمن
كل الخير مع وجود امثالك فى منتدينا الغالى
لااستطيع ان اقول لاحول ولاقوة الا لله العليى القدير
مغفرتة ورحمتة وسعة كل شىء سبحانة وتعالى
مزيد من التقدم اخى الغالى وفى انتظار مواضيعك الجميلة