فهذا بحث في حكم الرقص على المذاهب الأربعة، وخلاصته أن الأقوال في الرقص ثلاثة:
1. التحريم وهو قول الحنفية (1) والمالكية (2)
2. الكراهة وهو قول الحنابلة (3)
3. التفصيل: فإن كان الرقص بغير تكسر فهو جائز وإن كان بتكسر فهو محرم وهو مذهب الشافعية(4) .
وقبل الشروع في ذكر أدلة كل قول أنبه إلى ثلاثة أمور:
1. اتفق الفقهاء – حتى القائلين بالجواز- على عدم قبول شهادة الرقاص لأنه ساقط المروءة. (5)
2. أن الكلام هنا على الرقص المجرد الخالي عن المنكرات كالمعازف وكشف العورات ورقص المرأة أمام الرجال وغير ذلك إذ هذا لاشك في تحريمه وإنما الكلام هنا في الرقص المجرد عن ذلك.
3. ليس الكلام هنا عن الرقص المقترن بنية التعبد ( رقص الصوفية ) فهذا بدعة إذ هو تعبد لله بغير ما شرع وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم :"كل بدعة ضلالة " وقال : "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" وإنما البحث في الرقص غير المقترن بنية التعبد .
4. لم يفرق الفقهاء الذين وقفت على أقوالهم بين الرجال والنساء في حكم الرقص .
أدلة القول الأول: (التحريم):
1. قوله تعالى { ولا تمش في الأرض مرحا } قال القرطبي : استدل العلماء بهذه الآية على ذم الرقص وتعاطيه . قال الإمام أبو الوفاء بن عقيل : قد نص القرآن على النهي عن الرقص فقال { : ولا تمش في الأرض مرحا } والرقص أشد المرح والبطر.
2. أول من أحدثه أصحاب السامري لما اتخذ لهم عجلا جسدا فتعاطيه تشبه بهم .
3. حديث: ( كُلُّ مَا يَلْهُو بِهِ الرَّجُلُ الْمُسْلِمُ بَاطِلٌ إِلَّا رَمْيَهُ بِقَوْسِهِ وَتَأْدِيبَهُ فَرَسَهُ وَمُلَاعَبَتَهُ أَهْلَهُ فَإِنَّهُنَّ مِنْ الْحَقِّ) (6)
أدلة القول الثاني: (الكراهة):
1. هي نفس أدلة القول الأول لكن يقال إن الأدلة فيها ذمه وليس فيها تصريح بتحريمه فيقتصر على الكراهة.
2. إضافة إلى كونه مسقطا للمروءة. والله أعلم
أدلة القول الثالث: (الجواز بشرط خُلُّوه من التكسر):
1. لأنه مجرد حركات على استقامة أو اعوجاج والأصل في العادات الإباحة .
2. ولأنه صلى الله عليه وسلم أقر الحبشة عليه في مسجده يوم عيد .(7)
هذا ما يسر الله الوقوف عليه من كلام الفقهاء بإيجاز واختصار ومن أراد التوسع فليرجع إلى المراجع التي أحلت إليها ففيها شيء من التوسع،
وختاما: فإني أنصح نفسي وإخواني المسلمين وأخواتي المسلمات باجتناب الشبهات(8) فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام، لاسيما وأن الرقص في هذه الأيام قلّ أن يخلو من تكسر(9) وقد مرّ أن المجيزين اشترطوا خلوه من التكسر… وأهمس في أذن الأخيار الذين يقتدى بهم من حفاظ القرآن وطلاب العلم والدعاة رجالا ونساء بأن يحرصوا على سلامة مروءتهم فهم قدوة وأسوة وما قد يليق بغيرهم لايليق بهم.
الموضوع الأصلى من هنا: http://bayt.el-emarat.com/#41638#post487957
الموضوع الأصلى من هنا: http://bayt.el-emarat.com/#showthread.php?p=487957
أسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العليا أن يبصرنا بأحكام الدين ويجعلنا هداة مهتدين… آمين
والله سبحانه وتعالى أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
وكتبه/ عامر بن محمد بن بهجت الحجازي الجُدّي
جامعة الإمام محمد بن سعود
الرياض- 7/3/1426هـ
[بعدما انتهيت من كتابة هذه الورقات وقفتُ على بحث أوسع للمسألة في كتاب (حكم ممارسة الفن في الشريعة) للشيخ صالح الغزالي -وفقه الله- فليراجع للاستزادة]
_________________________________________
(1)الفتاوى الهندية5/352، رد المحتار4/259، بريقة محمودية4/139
(2) فتح العلي المالك2/336، بلغة السالك لأقرب المسالك4/10، 2/501، شرح الدردير على مختصر خليل4/20، المدخل لابن الحاج المدخل3/117، المدخل 3/120، المدخل3/287
(3) المغني10/174، الفروع 4/458، 5/313 ، الإنصاف6/89، كشاف القناع4/47
(4) تحفة المحتاج10/222، أسنى المطالب4/345 ، شرح المنهاج للمحلي4/321 ، الفتاوى الفقهيةلابن حجر الهيتمي 4/356، معالم القربة 213
قلت: وقد روي عن المزني من أصحاب الشافعي تحريمه كما في فتح العلي المالك2/336 وفيه: (وقد سئل المزني رحمه الله تعالى عنه وكان من أكابر أصحاب الشافعي رحمه الله تعالى فقيل له ما تقول في الرقص على الطار والشبابة فقال هذا لا يجوز في الدين فقالوا أما جوزه الإمام الشافعي رضي الله تعالى عنه فأنشد المزني رحمه الله تعالى : حاشا الإمام الشافعي النبيه أن يرتضي غير معاني نبيه أو يترك السنة في نسكه أو يبتدع في الدين ما ليس فيه….إلخ)
(5) الموسوعة الفقهية الكويتية23/10
(6) رواه أحمد16662 ، أبوداوود2152، الترمذي 1561وقال حديث حسن صحيح ، النسائي3522، الدارمي 2298
(7) البخاري435، مسلم1481 وليتنبه إلى أن رقص الحبشة إنما هو لعب بالحراب وهي من الآلات المعينة على الجهاد وقد ورد استثناءها في الحديث الذي استدل به أصحاب القول الأول.
(8) وأحسب أن الرقص في أقل أحواله من المشتبهات والله أعلم.
(9) فضلا عن الموسيقى أو المعازف!! والشأن في حق النساء أوكد لاسيما في قصور الأفراح والمناسبات العامة في زمن انتشرت فيه كاميرات الجوال ورقّ الدين عند كثير من الناس والله المستعان
——————–
وما من كاتب إلا سيفنى *** ويبقي الدهر ما كتبت يداه
فلا تكتب بكفك غير شيء *** يسرك في القيامة أن تراه
وكتبه/ عامر بن بهجت
*** مع العلم لست سهم
ناقله للأفاده صاحب السمو
لاحرمنا روائعك بارك الله فيك
ولا عدمنا من نقلها
سئل الشيخ صالح أبو فارس عبد العزيز بن محمد القيرواني تلميذ أبي الحسن الصغير عن قوم تسموا بالفقراء، يجتمعون على الرقص والغناء، فإذا فرغوا من ذلك أكلوا طعاماً أعدوه للمبيت عليه، ثم يصلون ذلك بقراءة عُشر من القرآن والذكر، ثم يغنون ويرقصون ويبكون، ويزعمون في ذلك كله أنهم على قربة وطاعة، ويدعون الناس إلى ذلك، ويطعنون على من لم يأخذ بذلك من أهل العلم، ونساء اقتفين ذلك أثرهم، وعملن في ذلك على نحو عملهم، وقوم استحسنوا ذلك وصوبوا فيه رأيهم، فما الحكم فيهم، وفيمن رأى رأيهم، هل تجوز إمامتهم وتقبل شهادتهم أم لا؟ بينوا لنا ذلك.
فأجاب بعد حمد الله والصلاة على رسوله: (الجواب فيه ما قاله بعض أئمة الدين من علماء المسلمين الناصحين، حين سئلوا عن ذلك، من أن الرسول صلى الله عليه وسلم أخبر: "أن بني إسرائيل افترقت على اثنين وسبعين فرقة، وأن أمته ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة، إثنان وسبعون في النار، وواحدة في الجنة"، وقد ظهر ما أخبر به صلى الله عليه وسلم من افتراق أمته على هذه الفرق، وتبين صدقه صلى الله عليه وسلم وتحقق، ولم يكن أحد في مغربنا من هذه الطوائف فيما سلف إلى أن ظهرت هذه الطائفة الأمية الجاهلة الغبية، الذين ولعوا بجمع أقوام جهال، فتصدوا إلى العوام الذين صدورهم سالمة، وعقولهم قاصرة، فدخلوا عليهم من طريق الدين، وأنهم لهم من الناصحين، وأن هذه الطريق التي هم عليها هي طريق المحبين، فصاروا يحضونهم على التوبة، والإيثار، والمحبة، وصدق الأخوة، وإماتة الحظوظ والشهوة، وتفريغ القلب إلى الله بالكلية، وصرفه إليه بالقصد والنية، وهذه الخصال محمودة في الدنيا فاضلة، إلا أن الذي في ضمنه على مذهب القوم سموم قاتلة، وطامات هائلة، وهذه الطائفة أشد ضرراً على المسلمين من مردة الشياطين، وهي أصعب الطوائف للعلاج، وأبعدها عن فهم طرق الاحتجاج، لأنهم أول أصل أصلوه في مذهبهم، بغض7 العلماء والتنفير منهم، ويزعمون أنهم عندهم قطاع الطريق المحجوبون بعلمهم عن رتبة التحقيق، فمن كان هذه حاله سقطت مكالمته، وبعدت معالجته، فليس للكلام معه فائدة، والمتكلم معه يضرب في حديد بارد، وإنما كلامنا مع من لم ينغمس في خابيتهم، ولم يسقط في مهواتهم، لعله يسلم من عاديتهم، وينجو من غاويتهم.
الموضوع الأصلى من هنا: http://bayt.el-emarat.com/#41638#post489084
واعلموا أن هذه البدعة في فساد عقائد العوام أسرع من سريان السم في الأجسام، وأنها أضر في الدين من الزنى، والسرقة، وسائر المعاصي والآثام.
جزاك اللة خير على هذا الموضوع اخى الكريم
ولعلى اضفت ما هو مفيد ايضا
دمت فى رعاية اللة
وجزاك الله ألف خير
نورت موضوعي