في كل عام يتكرر سؤال شرعي يوجَّه إلى أصحاب
الفضيلة العلماء، وهذه فحواه:
تقول السائلة: إني عندما كنت صغيرة وبلغتُ سِنَّ التكليف وأتتني
الدورة في رمضان، تظاهرتُ بالصيام حتى في تلك الأيام كما
كنت متعودة في رمضان، ولم أقض ما أفطرته من أيام، وتوالت
السنين حتى بلغت الثلاثين أو الأربعين ولم أقض، فماذا يجب
عليَّ؟! إنَّ هذا السؤال وأمثاله ليدل على التباعد الحاصل بين
الفتيات وبين أمهاتهن، حيث تتردد الفتاة في مصارحة أُمِّها في
كثيرٍ من الأمور التي تعرض لها حياءً وخجلاً، أو بسبب
ما بينها وبين أمها من التباعد والشقاق.
ولهذا فإنَّ الفتيات – وخصوصًا في فترة المراهقة –
ربما صرحن بأسرارهن ومكنونات أنفسهن إلى صديقاتهن
المراهقات مثلهن، ممن يفتقدن الحكمة والتجربة؛ ولهذا
ربما جاءت تلك الإستشارة بالكوارث.
إنَّ المطلوب من الأم أن تكون بمنزلة الصديقة لابنتها: تحادثها،
وتلاطفها، وتروِّح عنها، لتكون قريبةً من نفسها، وخاصة في
مرحلة المراهقة. ومن تأمل في النصوص الشرعية فإنه يدرك
أن الأنثى قد جبلت على رقة المشاعر ورهف العواطف؛
ولهذا فقد جاءت الشريعة حاضَّةً ومرغبةً في أن يكون
التعامل مع المرأة في عددٍ من القضايا ملاحَظًا فيه هذه
الجِبِلَّة التي جُبِلَت عليها بنات آدم.
وعندما يجاوز الناس هذا الإعتبار ويهملونه، فإنه يصيبهم
من الشطط بقدر مجاوزتهم لهذا الإعتبار الجليل. وكثيرٌ
من الناس اليوم على طرفي نقيض:
فهناك الأنماط الأسرية التي تجعل للفتاة كامل الحرية في الذهاب
والإياب، والغيبة عن البيت متى شاءت، وأين شاءت!!
وهناك ما هو على النقيض، وهو التشديد الشديد على الفتاة
في حديثها ولبسها وتحركاتها، بما يكون معه حرمانها مما
أحل الله وأباحه، فينشأ حينئذٍ هاجس البحث عن مَلاذٍ آخر
الموضوع الأصلى من هنا: http://bayt.el-emarat.com/#157020#post1953113
ومأوى بديل!! والصواب ما بين ذلك.
وحتى ندرك واحدًا من المعالم السديدة في التعامل مع الفتاة
من قبل أسرتها، وخاصةً أبويها، وما ينبغي من احتوائها
والعناية بعواطفها ومشاعرها، فلنا أن نتوقف مع موقف
كريم جليل لحظته السيدة الكريمة عائشة أم المؤمنين –
رضي الله عنها- ونقلتها إلينا. فقد روى أبو داود والترمذي
عن أم المؤمنين عائشة أنها قالت: "ما رأيتُ أحدًا كان أشبه
سَـمْتًا، وهَديًا، ودَلاًّ، وحديثًا، وكلامًا، برسول الله من
فاطمة رضي الله عنها، كانت إذا دَخَلَت عليه قام إليها، فأخذها
بيدها، وقبَّلَها، وأجلسها في مجلسه، وكان إذا دخل عليها
قامت إليه، فأخذت بيده، فَقَبَّلَتْهُ، وأجلَسَتْهُ في مجلسها".
إنَّ هذا التعامل الراقي الذي يفيض رحمةً ويتوهج عطفًا، لتحتاج
إليه الفتيات اليوم أكثر من أي يوم مضى، ليشعرن بقرب
أهليهن منهن، وحرصهم عليهِنَّ؛ حتى يُجَنَّبْنَ كثيرًا من ضغوط
الحياة المعاصرة ومعاطبها، بل وحتى يتدرجن ويرتقين
في معارج الفضل والكرم والنُّبل.
نسأل الله تعالى أن يَهَبَ لنا من لَدُنِّه رحمةَ، إنه هو الوهاب،
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله و صحبه و سلم
جزاك الله خيراً
يعطيك العافيه
حياك الله غاليتي بنت اليمن
بارك الله فيك وجزاك خيرا على المرور والتعقيب
أسأل الله لكم راحة تملأ أنفسكم ورضى يغمر قلوبكم
وعملاً يرضي ربكم وسعادة تعلوا وجوهكم
وعفواً يغسل ذنوبكم و فرجاً يمحوا همومكم
ودمتم على طاعة الرحمن وعلى طريق الخير نلتقي دوما
حياك الله غاليتي شموخ انثى
بارك الله فيك وجزاك خيرا على المرور والتعقيب
أسأل الله لكم راحة تملأ أنفسكم ورضى يغمر قلوبكم
وعملاً يرضي ربكم وسعادة تعلوا وجوهكم
وعفواً يغسل ذنوبكم و فرجاً يمحوا همومكم
ودمتم على طاعة الرحمن وعلى طريق الخير نلتقي دوما