تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » صاحبة القران زوجة الرشيد

صاحبة القران زوجة الرشيد 2024.

  • بواسطة


السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة


صاحبة القرآن‎
‎(‎زبيدة زوجة الرشيد‎)‎






أنصتْوا‎ ..
استمعْوا جيدًا‎..
تُرَى ما هذا الصوت الغريب القادم من قصر أمير المؤمنين هارون ‏الرشيد‎ ..
إنه صوتٌ يشبه دَوِىَّ النحل‎ ..
تعالَ نقترب من القصر‎ ..
ها قد اتضح الصوت‎ :
إنهن جوارى زبيدة زوجة الخليفة يحفظْنَ ويرتلْنَ القرآن الكريم‎ .
كانت زبيدة تتمنى بينها وبين نفسها أن تتزوج من ذلك الشاب اليافع‎ ..
وها قد تحقق حلمها الذي كانت تحلم به‎ ..
فقد عاد ابن عمها هارون الرشيد مع أبيه الخليفة "المهدى" من ميدان ‏المعركة بعد أن حققا النصر على الروم‎ ..
وستكون الفرحة فرحتين‎ ..
فرحة النصر‎..
وفرحة الزواج من هارون‎ ..
نصبت الزينات وأقيمت الولائم التي لم يشهدها أحد من قبل فى بلاد ‏العرب‎ ..
وازينت زبيدة بالحلى‎ ..
والجواهر‎ ..
والمسك‎ ..
والعنبر‎ ..
والروائح الطيبة تنتشر فى مكان العرس‎ ..
والناس مسرورون بهذا الزواج المبارك‎ ..
وتزوجت زبيدة من هارون الرشيد‎ ..
فملأ الحب قلبيهما‎ ..
واستطاعت بذكائها ولباقتها أن تزيد من حبه لها حتى أصبح لايطيق ‏فراقها ولا يملُّ صحبتها‎ ..
ولا يرفض لها طلباً‎ ..
ومرت الأيام‎ ..
وأنجبت زبيدة من هارون الرشيد ابنها "محمدًا" الأمين وقد أحبته كثيرًا‎ ‎‎..
وكانت شديدة العطف عليه والرفق به لدرجة أنها بعثت ذات يوم جاريتها ‏إلى الكسائى مؤدبه ومعلمه .. وكان شديدًا عليه‎ ..
تقول له : "ترفق بالأمين فهو ثمرة فؤادى وقرة عيني‎" ..


وتولى هارون الرشيد الخلافة‎ ..
فازداد الخير فى البلاد‎ ..
واتسع ملكه‎ ..
لدرجة جعلته يقول للغمامة حين تمر فوقه : "اذهبي فأمطري أَنَّى شئت ‏‏.. فإن خراجك سوف يأتى إلىَّ‎" ..


ورأت "زبيدة" زوجة خليفة المسلمين أن تساهم فى الخير‎ ..
وفى إعمار بلاد الإسلام‎ ..
فحين حجت إلى بيت الله الحرام سنة 186هـ‎ ..
وأدركت ما يتحمله أهل مكة من المشاق والصعوبات فى الحصول على ‏ماء الشرب‎ ..
دعت خازن أموالها .. وأمرته أن يجمع المهندسين والعمال من أنحاء ‏البلاد‎ ..
وقالت له : اعمل ولو تكلَّفتْ ضَرْبةُ الفأس دينارًا‎ ..
وحُفر البئر ليشرب منه أهل مكة والحجاج وعرف بعد ذلك ببئر زبيدة‎ ..
ولم تكتفِ زبيدة بذلك‎ ..
بل بَنَتْ العديد من المساجد والمبانى المفيدة للمسلمين‎ ..
وأقامتْ الكثير من الآبار والمنازل على طريق بغداد‎ ..
حتى يستريح المسافرون‎ ..

وأرادت زبيدة أن تولى ابنها الأمين الخلافة بعد أبيه‎ ..
لكن هارون الرشيد كان يرى أن المأمون وهو ابنه من زوجة أخرى أحق ‏بالخلافة لذكائه وحلمه‎ ..
رغم أنه أصغر من الأمين‎ ..
فدخلت زبيدة على الرشيد تعاتبه وتؤاخذه‎ ..
فقال لها الرشيد : ويحك .. إنما هي أمة محمد .. ورعاية من استرعانى ‏طوقًا بعنقى .. وقد عرفت ما بين ابنى .. وابنك يا زبيدة .. ابنك ليس أهلا ‏للخلافة .. فقد زينه فى عينيك ما يزين الولد فى عين الأبوين .. فاتَّقى ‏الله .. فوالله إن ابنك لأحب إلىّ .. إلا أنها الخلافة لا تصلح إلا لمن كان ‏أهلا لها .. ونحن مسئولون عن هذا الخلق .. فما أغنانا أنا نلقى الله ‏بوِزْرِهِمْ .. وننقلبَ إليه بإثمهم .. فدعينى حتى أنظر فى أمرى‎ ..

وعلى الرغم من ذلك فقد عهد بولاية العهد لابنه "محمد الأمين" .. ثم ‏للمأمون من بعده‎ ..
وحين دخل المأمون بغداد بعد مقتل الأمين‎ ..
وكان صراع قد شب بينهما حول منصب الخلافة استقبلتْهُ‎ ..
وقالت له : أهنيكَ بخلافة قد هنأتُ نفسى بها عنكَ .. قبل أن أراكَ .. ولئن ‏كنتُ قد فقدتُ ابنًا خليفةً .. لقد عُوِّضْتُ ابنًا خليفة لم ألِدْه .. وما خسر من ‏اعتاض مثلك .. ولا ثكلت أم ملأت يدها منك .. وأنا أسأل الله أجرًا على ‏ما أخذ .. وإمتاعًا بما عوض‎ ..
فقال المأمون : ما تلد النساء مثل هذه .. وماذا أبقت فى هذا الكلام لبلغاء ‏الرجال‎ ..
الموضوع الأصلى من هنا: http://bayt.el-emarat.com/#134717#post1877003


وتُوُفِّيت السيدة زبيدة فى بغداد سنة 216هـ بعد حياة حافلة بالخير ‏والبر‎..
فرحمة الله عليها‎.


الله يـــــــــــــــــــــــــجزاكـ كل خير
بارك الله فيك اخوي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.