خامس المبشرين بالجنة , سيدنا طلحة بن عبيد الله 2024.

خامس المبشرين بالجنة , سيدنا طلحة بن عبيد الله , صقر يوم احد , من المبشرين بالجنة , من سير الصحابة , من اهل الجنة , من صحابة الرسول الكريم , من الصحابة الكرام , سيرة سيدنا طلحة بن عبيد الله رضى الله عنه

( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر, وما بدّلوا تبديلا)…صدق الله العظيم

تلا الرسول صلى الله عليه وسلم هذه الآية الكريمة, ثم استقبل وجوه أصحابه, وقال وهو يشير الى طلحة:

" من سرّه أن ينظر الى رجل يمشي على الأرض, وقد قضى نحبه, فلينظر الى طلحة"..!!

ولم تكن ثمة بشرى يتمنّاها أصحاب رسول الله, وتطير قلوبهم شوقا اليها أكثر من هذه التي قلّدها النبي طلحة بن عبيد الله..

لقد اطمأن اذن الى عاقبة أمره ومصير حياته.. فسيحيا, ويموت, وهو واحد من الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه ولن تناله فتنة, ولن يدركه لغوب..

ولقد بشّره الرسول بالجنة, فماذا كانت حياة هذا المبشّر الكريم..؟؟
الموضوع الأصلى من هنا: http://bayt.el-emarat.com/#151280#post1935702

طلحة بن عبيد الله

أحد العشرة المبشرين بالجنة
(( من سره أن ينظر الى رجل يمشي على الأرض وقد قضى نحبه ، فلينظر الى طلحة ))
حديث شريف

اسمه :
طلحة بن عبيـد اللـه بن عثمان التيمـي القرشي المكي المدني ، أبو محمـد… لقد كان في تجارة له بأرض بصرى ، حين لقي راهبا من خيار رهبانها ، وأنبأه أن النبي الذي سيخرج من أرض الحرم ، قد أهل عصره ، ونصحه باتباعه…وعاد الى مكـة ليسمع نبأ الوحي الذي يأتي الصادق الأميـن ، والرسالة التي يحملها ، فسارع الى أبي بكر فوجـده الى جانب محمد مؤمنا ، فتيقن أن الاثنين لن يجتمعا الا علـى الحق ، فصحبه أبـو بكر الى الرسـول -صلى الله عليه وسلم- حيث أسلم وكان من المسلمين الأوائل…


إيمانه :
لقد كان طلحة -رضي الله عنه- من أثرياء قومه ومع هذا نال حظه من اضطهاد المشركين ، وهاجر الى المدينة وشهد المشاهد كلها مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- الا غزوة بدر ، فقد ندبه النبي -صلى الله عليه وسلم- ومعه سعيد بن زيد الى خارج المدينة ، قبل خُروجِهِ إلى بدْرٍ ، يتَجَسَّسان خبرَ العِير ، فَمَرَّتْ بِهما ، فَبَلَغَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلَّم الخَبَرُ ، فَخَرَج ورجعا يُريدان المدينة ، ولم يعْلما بِخُروج النبيّ صلى الله عليه وسلَّم فَقَدِما في اليوم الذي لاقى فيه النبي صلى الله عليه وسلّم المُشْركين ، فَخَرَجا يعْتَرِضان رسول الله صلى الله عليه وسلَّم ، فَلَقِيَاهُ مُنْصَرِفاً من بدْرٍ ، فَضَرَبَ لهُما بِسِهامِهِما وأَجْرِهِما ، فَكانا كَمَن شَهِدَها ، فالنبيّ عليه الصلاة والسلام يقودُ أُمَّتَهُ قِيادَةً فَذَّةً .
شَهِدَ طلْحَةُ أُحُداً ، وثبتَ مع رسول الله صلى الله عليه وسلّم يومئِذٍ ، ووقاهُ بِيَدِهِ فَشُلَّتْ إصْبعاهُ ، وجُرِحَ يومئِذٍ أربعاً وعشرين جِراحَةً ، ويُقال : كانت فيهِ خَمْسٌ وسبْعون ؛ بين طعْنَةٍ وضَرْبَةٍ ورَمْيَةٍ ، وسَمَّاهُ رسول الله صلى الله عليه وسلّم يومَ أُحُدٍ طلْحَةَ الخَيْر ، وسمَّاه يومَ غزْوة ذات العُشَيْرة طلْحَةَ الفياض ، وسمَّاه يوم حُنَيْنٍ طلْحَةَ الجود .

مناقبه :
عَنْ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ قَالَ كَانَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دِرْعَانِ يَوْمَ أُحُدٍ فَنَهَضَ إِلَى الصَّخْرَةِ فَلَمْ يَسْتَطِعْ فَأَقْعَدَ طَلْحَةَ تَحْتَهُ فَصَعِدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ حَتَّى اسْتَوَى عَلَى الصَّخْرَةِ فَقَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ أَوْجَبَ طَلْحَةُ * [رواه الترمذي]
الموضوع الأصلى من هنا: http://bayt.el-emarat.com/#showthread.php?p=1935702
– أيْ وجَبَتْ له الجنَّة – لأنَّهُ ماذا فعَلَ ؟ أظْهر من المواقفِ والتَّضْحِيات الشيءَ الذي لا يوصَفُ .

وفي أحد :أبصر طلحة – رضي الله عنه- جانب المعركة الذي يقف فيه الرسول -صلى الله عليه وسلم- فلقيه هدفا للمشركين ، فسارع وسط زحام السيوف والرماح الى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فرآه والدم يسيل من وجنتيه ، فجن جنونه وقفز أمام الرسول -صلى الله عليه وسلم- يضرب المشركين بيمينه ويساره ، وسند الرسول -صلى الله عليه وسلم وحمله بعيدا عن الحفرة التي زلت فيها قدمه ، ويقول أبو بكر -رضي الله عنه- عندما يذكر أحدا ذلك كله كان يوم طلحة ، كنت أول من جاء الى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال لي الرسول ولأبي عبيدة بن الجراح :"دونكم أخاكم…" ونظرنا ، واذا به بضع وسبعون بين طعنة وضربة ورمية ، واذا أصبعه مقطوعة ، فأصلحنا من شأنه )…

وعن موسى بن طلْحة عن أبيه طلْحةَ بن عُبَيْد الله قال : لما رجَعَ رسول الله صلى الله عليه وسلَّم من أُحد صَعِدَ المِنْبر ؛ فَحَمِدَ الله وأثْنى عليه ثمّ قرأ هذه الآية قال تعالى : ( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ، ومنهم من ينتظر ، وما بدلوا تبديلا ) . [ الأحزاب : الآية 23 ]
وبِالمُناسَبَة كلِمَةُ "رجُلٍ" في القرآن والسُّنَّة لا تعْني في الأعَمِّ الأغلب أنَّهُ ذكَرٌ ، بل تعْني أنَّهُ بطلٌ، فقام إليه رجُلٌ وقال : يا رسول الله ، من هؤلاء ؟ قال سيّدنا طلْحة : فأَقْبَلْتُ وعليَّ ثوْبان أخْضران فقال عليه الصلاة والسلام أيُّها السائل ؛ هذا منهم وأشار إلى سيّدنا طلْحة .
تلا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هذه الآية أمام الصحابة الكرام ، ثم أشار الى طلحة قائلا من سره أن ينظر الى رجل يمشي على الأرض ، وقد قضى نحبه ، فلينظر الى طلحة )… ما أجملها من بشرى لطلحة -رضي الله عنه- ، فقد علم أن الله سيحميه من الفتنة طوال حياته وسيدخله الجنة فما أجمله من ثواب…
عطاؤه وجوده :
وهكذا عاش طلحة -رضي الله عنه- وسط المسلمين مرسيا لقواعد الدين ، مؤديا لحقوقه ، واذا أدى حق ربه اتجه لتجارته ينميها ، فقد كان من أثرى المسلمين ، وثروته كانت دوما في خدمة الدين ، فكلما أخرج منها الشيء الكثير ، أعاده الله اليه مضاعفا ، تقول زوجته سعدى بنت عوف دخلت على طلحة يوما فرأيته مهموما ، فسألته : ما شأنك ؟…فقال : المال الذي عندي ، قد كثر حتى أهمني وأكربني…وقلت له : ما عليك ، اقسمه…فقام ودعا الناس ، وأخذ يقسمه عليهم حتى ما بقي منه درهما )…
وفي احدى الأيام باع أرضا له بثمن عال ، فلما رأى المال أمامه فاضت عيناه من الدمع وقال ان رجلا تبيت هذه الأموال في بيته لا يدري مايطرق من أمر ، لمغرور بالله )…فدعا بعض أصحابه وحملوا المال معه ومضى في الشوارع يوزعها حتى أسحر وما عنده منها درهما…
وكان -رضي الله عنه- من أكثر الناس برا بأهله وأقاربه ، وكان يعولهم جميعا ، لقد قيل كان لا يدع أحدا من بني تيم عائلا الا كفاه مئونته ، ومئونة عياله )…( وكان يزوج أياماهم ، ويخدم عائلهم ، ويقضي دين غارمهم )…ويقول السائب بن زيد صحبت طلحة بن عبيد الله في السفر و الحضر فما وجدت أحدا ، أعم سخاء على الدرهم ، والثوب ، والطعام من طلحة )…
الشهادة :
أقلع طلحـة رضي الله عنه عن الاشتراك في معركة الجمل ، فدفع حياته ثمنا لانسحابه من المعركة و لقي ربه قرير العين بما قرر ، فقد رماه مروان بن الحكم بسهم أودى بحياته …
هذا الصحابي الجليل قُتِل يوم الجمل ، عن عُمُرٍ لا يتجاوز الاثنين والسِّتين عاماً فيما تذْكُر الرِّوايات .

جزاك الله خيرا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.